التنمية المستدامة.. عنوان رئيسي لخطة دبي 2040

تدخل إمارة دبي مرحلة جديدة من التنمية المستدامة تحت مظلة "خطة دبي الحضرية 2040"، التي تستهدف أن تكون المدينة الأفضل للحياة بالعالم.

الخطة التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أمس السبت، ترسم خريطة مستقبلية متكاملة للتنمية العمرانية المستدامة، محورها الرئيسي التنمية المستدامة

وتستهدف خطة التنمية المستدامة خدمة الإنسان والارتقاء بجودة الحياة في إمارة دبي، وتعزيز التنافسية العالمية للإمارة، وتوفير خيارات متعددة للسكان والزوار خلال العشرين عاماً القادمة، لتكون دبي المدينة الأفضل في المعيشة والحياة عبر توفير أفضل مرافق لأفضل مدينة في العالم.

فلسفة التنمية

تسعى دبي إلى مواكبة الزيادة المتوقعة في عدد السكان من 3.3 مليون نسمة في 2020 إلى 5.8 مليوين نسمة في 2040، وسيرتفع عدد السكان خلال النهار من 4.5 مليوين نسمة في 2020 إلى 7.8 مليون نسمة في 2040.

ومن هذا المنطلق، تعمل دبي على التوازن بين النمو واستدامة الموارد، في إطار الجهود الرامية لجعلها مدينة ذكية مستدامة ومتكاملة.

• "اللجنة العليا": خطة دبي الحضرية 2040 تضمن ريادة المستقبل
• محمد بن راشد يوجّه بأن تكون دبي المدينة الأفضل للحياة في العالم

هذه المدينة الذكية تحقق عدة أهداف بالتوازي، هي الارتقاء بالرفاهية الاجتماعية للسكان، والحفاظ على البيئة، وتعزيز الأنشطة الاقتصادية، وذلك من خلال تبني أفضل المعايير للتخطيط الحضري الذكي والتصميم الفعال، وصولاً إلى الهدف الأسمى بجعل دبي مدينة عالمية رائدة في مختلف القطاعات.

آليات التنفيذ

يعتمد تنفيذ محور التنمية المستدامة على عدة آليات، في مقدمتها رفع كفاءة استغلال الموارد، وتطوير مجتمعات حيوية وصحية، ومضاعفة المساحات الخضراء الترفيهية والحدائق لتوفير بيئة صحية للسكان والزوار.

كما ستعمل دبي على مدار العشرين عاما المقبلة على توفير خيارات تنقل مستدامة ومرنة، ورفع كفاءة استخدام الأراضي لدعم الأنشطة الاقتصادية وتعزيز استقطاب الاستثمارات الخارجية في القطاعات الجديدة، وتحسين الاستدامة البيئية وحماية التراث الثقافي والعمراني.

ويقول سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، إنه تم إعداد الخطة بمشاركة الجهات المعنية كافة في دبي وفقا لأفضل الممارسات العالمية في مجال التخطيط الحضري والبنية التحتية، وبما يتناسب مع خصوصية دبي لتعزيز مكانتها ضمن أفضل المدن عالمياً في التنمية العمرانية المستدامة وجعلها نموذجاً عالمياً يُحتذى به.

وأكد أن دبي تسعى إلى الاستشراف الأمثل للمستقبل في شتى المجالات العمرانية والاقتصادية والبيئية وغيرها من القطاعات، فضلا عن تعزيز مبادئ التنمية ورفع كفاءة البنية التحتية.

تحقيق هذه الأهداف سيسهم في جذب الاستثمارات الأجنبية إلى مختلف القطاعات، لاسيما الصناعات المرتبطة بقطاعات التكنولوجيا الحديثة، ما يعظم من المردود الإيجابي المنشود في تعزيز التنمية المستدامة لدبي.

5 مراكز حضرية

تتضمن الخطة الجديدة تركيز التنمية والاستثمار في خمسة مراكز حضرية تسهم في دعم القطاعات الاقتصادية وتنويع فرص العمل وتوفير الاحتياجات الإسكانية والخدمات.

ومن بين هذه المراكز الحضرية مركزا تاريخيا وثقافيا بمنطقتي ديرة وبردبي، بما تحويه من متاحف وأسواق تقليدية وشعبية ومناطق سكنية تاريخية ارتبطت في ذاكرة سكان وزوار إمارة دبي.

وتضم كذلك المركز الاقتصادي والتجاري العالمي فيضم مركز دبي المالي العالمي، وشارع الشيخ زايد، والخليج التجاري، ووسط المدينة، ويخدم مختلف الأنشطة الاقتصادية والمالية.

هذا إلى جانب المركز السياحي والترفيهي منطقة المارينا وأبراج بحيرات جميرا، ويخدم مختلف الأنشطة الاقتصادية والسياحية.

 أما المركزان الجديدان، فهما مركز إكسبو 2020 ويسهم في تطوير قطاع المعارض والسياحة والخدمات اللوجستية، ومركز واحة دبي للسيليكون والذي يعد بمثابة حاضنة للابتكار والمعرفة ويسهم في تطوير قطاع الاقتصاد المعرفي والتقني واستقطاب الموهوبين والمبتكرين.

مسيرة بناء متواصلة

تعد "خطة دبي الحضارية 2040" امتدادا لسلسة خطط وضعت الإمارة في مصاف المدن العالمية فهي الخطة السابعة لتنميتها.

تم إطلاق الخطة الأولى في عهد مؤسس دبي الحديثة الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم عام 1960.

وشهدت دبي خلال الفترة من عام 1960 إلى 2020،زيادة سكانها بنحو 80 مرة، إذ ارتفع عددهم من 40 ألف نسمة في عام 1960 إلى حوالي 3.3 مليون نسمة في نهاية عام 2020.

وتضاعفت مساحة المنطقة الحضرية والمبنية بنحو 170 مرة، وزادت من 3.2 كيلومتر مربع إلى 1490 كيلومترا مربعا في الفترة ذاتها.