خطوة من السويد ضد "حارق المصحف".. مساعٍ لتهدئة "الغضب"
بعد الغضب الذي اجتاح العالم الإسلامي على تكرار حوادث حرق المصحف في السويد، خلال الأسابيع الأخيرة، بدأت ستوكهولم تأخذ خطوة للخلف، بعد أن اكتوت بنار ذلك الغضب.
ووجدت السويد نفسها في بؤرة غضب واسع في الأسابيع الأخيرة بعد تدنيس وحرق نسخ من المصحف، مما انقلب عليها، خاصة في العراق ذلك البلد الذي أحرق مواطنه المصحف في ستوكهولم.
خطوة للخلف
عاصفة غضب دفعت السويد لاتخاذ خطوة إلى الخلف؛ فوكالة الهجرة السويدية قالت في وقت متأخر يوم الجمعة، إنها تعيد النظر في تصريح الإقامة الممنوح للاجئ العراقي سلوان صباح متي موميكا الذي كان وراء عدة حوادث لتدنيس المصحف في ستوكهولم في الأسابيع الأخيرة مما أثار غصب المسلمين في جميع أنحاء العالم.
وأحرق الرجل نسخة من المصحف في الشهر الماضي أمام المسجد الرئيسي في ستوكهولم، كما قام بمظاهرة أمام السفارة العراقية في ستوكهولم في يوليو/تموز قال إنه سيحرق فيها نسخة من المصحف، لكنه لم يفعل ذلك.
وكان مئات المحتجين قد اقتحموا قبل أيام، سفارة السويد في بغداد وأضرموا النار فيها، احتجاجا على خطط لحرق نسخة من القرآن في ستوكهولم، كما طرد العراق السفيرة السويدية.
وذكرت وكالة الهجرة أنها تعيد فحص وضعه كمهاجر بعد أن تلقت معلومات من السلطات السويدية تتيح مبررا لفحص ما إذا كان يتعين إلغاء وضع الرجل في السويد.
إجراء قانوني
وقال متحدث باسم الوكالة في بيان لـ"رويترز": "إنه إجراء قانوني يتم اتخاذه عندما تتلقى وكالة الهجرة السويدية مثل هذه المعلومات، ومن السابق لأوانه قول أي شيء عن نتيجة القضية" مضيفا أنه ليس بوسع الوكالة ذكر أي تفاصيل أخرى بسبب مسائل تتعلق بالسرية.
وأفادت وكالة الأنباء السويدية (تي.تي)، بأن الرجل لديه تصريح بالإقامة المؤقتة في السويد من المقرر أن تنتهي صلاحيته في عام 2024، لكن الوكالة تعيد النظر في موضوعه الآن.
تأتي تلك الخطوة، بعد اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية السويدي، توبياس بيلستروم، بنظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أعرب فيه الأول عن إدانة بلاده واستنكارها لكل محاولات حرق نسخ من القرآن الكريم، معبراً عن "أسفه العميق لما يقوم بعض الأشخاص في بلاده من استغلال صريح لدستور السويد بشأن حرية الرأي".
وشدد على أن بلاده تسعى إلى وقف كل الأعمال المسيئة للأديان والكتب السماوية، بحسب وكالة الأنباء السعودية (واس).
انتقادات للسويد
وتثير حوادث حرق وتدنيس المصحف في السويد والدنمارك شعورا بالإهانة بالنسبة لكثير من الدول الإسلامية، بما في ذلك تركيا، التي تحتاج السويد إلى دعمها للانضمام إلى منظمة حلف شمال الأطلسي، وهو هدف تسعى ستوكهولم لتحقيقه بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وبالإضافة إلى طلبات حرق المصحف، هناك أيضا العديد من طلبات حرق كتب دينية أخرى مثل العهد الجديد والعهد القديم، مما دفع الكثيرين إلى انتقاد السويد.
وقضت محاكم سويدية بأن الشرطة لا يمكنها منع حرق الكتب المقدسة، لكن حكومة رئيس الوزراء أولف كريسترسون قالت في وقت سابق من يوليو/تموز إنها ستدرس ما إذا كان هناك سبب لتغيير قانون النظام العام لتمكين الشرطة من منع حرق المصحف.
وكان وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، طالب الحكومة السويدية بتسليم الشخص الذي حرق المصحف في ستوكهولم، إلى الحكومة العراقية لمثوله أمام المحكمة أصولا تحت سقف قانون البلاد، في خطوة تلاها مطالبة مجلس القضاء الأعلى في البلد الآسيوي، "الإنتربول" الدولي، بالقبض على حارق المصحف، وتسليمه إلى بغداد.