ترقب لانطلاق «محادثات سويسرا».. مكان سري وغياب للجيش السوداني
يترقب السودانيون، الأربعاء، انطلاق محادثات سويسرا حول الحرب الدائرة في بلادهم حيث ستركز المناقشات على المساعدات الإنسانية للملايين الذين يواجهون الجوع والنزوح.
ومن المقرر أن تستمر المحادثات لمدة تصل إلى 10 أيام برعاية أمريكية وسعودية، وبحضور الاتحاد الأفريقي ومصر والإمارات العربية المتحدة والأمم المتحدة بصفتهم مراقبين.
ودعت الولايات المتحدة طرفي الحرب إلى سويسرا لإجراء المحادثات إلا أن الجيش السوداني تحفظ على الحضور فيما وصل إلى سويسرا بالفعل وفد من قوات الدعم السريع لإجراء المحادثات التي ستجري خلف أبواب مغلقة.
ولا يزال المكان الذي ستنطلق فيه المحادثات تحديدا اليوم الأربعاء سرا لأسباب أمنية.
ووفق تحذيرات غربية فإن المجاعة تنتشر بالفعل في منطقة شمال دارفور، حيث سعى مئات الآلاف من الأشخاص للجوء. وتصف الأمم المتحدة الوضع بأنه أكبر أزمة لاجئين في العالم وكارثة إنسانية.
ويتعذر على عمال الإغاثة الإنسانية الوصول إلى الكثير من مناطق البلاد بسبب الحرب. وأعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من 25 مليون شخص مهددون بالجوع.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش وقوات "الدعم السريع" حربا خلّفت آلاف القتلى ونزوح أكثر من 10 ملايين شخص في البلاد وفر آخرون عبر الحدود.
وأعلنت الأمم المتحدة أن طرفي النزاع يعوقان وصول قوافل المساعدات، والمشكلة الأخرى هي أن حملة الأمم المتحدة لجمع تبرعات، يبلغ مجموعها 2.7 مليار دولار لهذا العام، اجتذبت حتى الآن نحو ثلث التمويل المطلوب.
وكانت الحكومة السودانية أعلنت في بيان، الجمعة، إرسال وفد إلى جدة للتشاور مع الحكومة الأمريكية بخصوص الدعوة المقدمة منها لحضور مفاوضات ستنعقد في جنيف في 14 أغسطس/آب لبحث وقف إطلاق النار في السودان.
ووفق بيان صادر عن مجلس السيادة اطلعت عليه "العين الإخبارية"، فإن اللقاء التشاوري بين الوفد الحكومي والوفد الأمريكي الذى جرى بجدة أكد على استعداد السودان لإعداد خارطة طريق لتنفيذ اتفاق جدة، ومن ثم مناقشة رؤية السودان لاستئناف أي محادثات من شأنها الوصول إلى سلام.
وقبلها قالت الحكومة السودانية في بيان رسمي اطلعت عليه "العين الإخبارية"، إن الوفد الأمريكي في مفاوضات جدة، لم يقدم مبررا لإنشاء منبر جديد، إثر الدعوة المقدمة من الولايات المتحدة للتفاوض في جنيف.
ونهاية الشهر الماضي، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن واشنطن تسعى لإنهاء النزاع "ودعت الجيش السوداني وقوات الدعم السريع للمشاركة في محادثات بشأن وقف إطلاق النار، بوساطة الولايات المتحدة، تبدأ في 14 أغسطس/آب في سويسرا"، مضيفا أن "المحادثات التي ترعاها أيضا السعودية ستضم الاتحاد الأفريقي ودولة الإمارات ومصر والأمم المتحدة بصفة مراقب".
بلينكن أوضح أن المحادثات "تهدف إلى تحقيق وقف العنف في جميع أنحاء البلاد، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى جميع من يحتاجون إليها، ووضع آلية مراقبة وتحقق فعالة من أجل ضمان تنفيذ أي اتفاق".
وفي 19 يوليو/تموز الماضي، اختتمت محادثات غير مباشرة في جنيف برعاية أممية، لتعزيز المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، بعد مرور 16 شهرا من القتال العنيف في السودان.
وسبق وأن استضافت مدينة جدة محادثات برعاية سعودية أمريكية، في 11 مايو/أيار 2023، أسفرت عن أول اتفاق طرفي الحرب على الالتزام بحماية المدنيين.
وساهم منبر جدة في إعلان أكثر من هدنة، تخللتها خروقات عديدة وتبادل للاتهامات؛ ما دفع الرياض وواشنطن إلى تعليق المفاوضات في ديسمبر/كانون الأول 2023.
aXA6IDMuMTUuMjAzLjI0NiA=
جزيرة ام اند امز