بالفيديو.. استنساخ "ثلاثي الأبعاد" لمقبرة الملك سيتي في سويسرا
شركة فنية سويسرية اختارت مقبرة الملك سيتي الأول؛ لأنها إحدى عجائب العالم القديم وواحدة من المقابر الأكثر تفصيلا وزينة في وادي الملوك.
في إنجاز استثنائي للتكنولوجيا الحديثة، بدأت شركة فنية سويسرية متخصصة مشروعا مدته 5 سنوات لبناء نسخة مطابقة من مقبرة الملك "سيتي الأول" باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، بهدف وضعها في مصر على موقع ليس بعيدا عن المقبرة الأصلية.
وقد اختارت "مؤسسة فاكتوم" تلك المقبرة، لأنها إحدى العجائب العظيمة في العالم القديم وواحدة من المقابر الأكثر تفصيلا ومزينة بشكل جميل في وادي الملوك قرب الأقصر جنوب مصر، حسب تقرير نشرته شبكة "سي إن إن" الأمركية.
وفي الوقت الراهن يتم عرض أول حجرتين التقطت صورهما بنظام الإبراق التصويري، وهما لا يمكن تمييزهما إلى حد كبير عن الأصل استعداد لمسحهما ضوئيا وطباعتهما في معرض "المسح الضوئي لسيتي.. إعادة إحياء قبر الفرعون"، وهو معرض جديد في متحف "أنتيكنميوزيوم" في بازل بسويسرا.
ويقف وراء هذا المشروع مؤسس "مؤسسة فاكتوم"، آدم لوي، الذي يعترف صراحة بأن مقبرة سيتي تحولت إلى هوس بالنسبة له، واصفا إياها بأنها "أهم مكتبة للعقيدة الفرعونية الدين والفلسفة والفن والشعر والعلوم، والمواد المرجعية للأديان الإبراهيمية الثلاثة".
من ورشة عمل في إسبانيا، طورت مؤسسة "فاكتوم" خبرتها لإجراء المسح الضوئي والطباعة ثلاثية الأبعاد لأي عمل فني، ونجحت شكل كبير في صنع للفنانين المعاصرين، ولكن لو يبدو أن مؤسسها "لوي" أكثر تركيزا على الماضي.
كان لوي يأمل في بدء عملية المسح الضوئي لمقبرة سيتي في عام 2001، ولكن تم توجيهه في نهاية المطاف إلى إعداد صور بنظام الإبراق التصويري، لمقبرة توت عنخ آمون بدلا من ذلك، حيث افتتحت هذه النسخة المتماثلة كمنطقة جذب سياحي في وادي الملوك في عام 2014، ثم بدأ لوي وفريقه أخيرا العمل في مقبرة سيتي في عام 2016.
وسيتي وتوت عنخ لا يفصل بينهما كحاكمين سوى 40 عاما -مجرد غمضة عين في تاريخ مصر القديمة الذي يعود إلى 3 آلاف عام- وكما يتطلب وضعهم الملكي، دفن كليهما في وادي الملوك، ومع ذلك توت عنخ آمون أكثر شهرة بلا حدود.
والسبب بسيط، هو أن مقبرة توت عنخ آمون، التي اكتشفها عالم اللغة الإنجليزية هوارد كارتر في عام 1922، عثر عليها نسبيا دون إزعاج، وكان قناع الموت الذهبي له، ومركباته المذهبة ونحو 5 آلاف قطع أثرية غير عادية أخرى لا تزال سليمة. وطافت مجموعة مختارة من هذه الكنوز (ونسخ المعتمدة) العالم على مدى السنوات الـ40 الماضية أو نحو ذلك؛ ما أضاف إلى غموضه وشهرته بقدر هائل، فضلا عن خزائن المصرية.
وقد اكتشف مقبرة سيتي، التي يشار إليها أحيانا باسم "قبر بيلزوني" في عام 1817، على يد المستكشف الإيطالي ومهندس ولاعب سيرك سابق يبلغ طوله 180 سم.
وسرعان ما أصبحت المقبرة مثار حديث العالم من يومها، لكنها نهبت في العصور القديمة، أما القطعة الأثرية الكبيرة الوحيدة التي لا تزال في الموقع هي تابوت المرمر، الذي كان من الواضح أنه ثقيل للغاية فعجز لصوص الآثار عن سرقته.
وسيتي الأول فرعون من الأسرة الـ19، ابن رمسيس الأول والملكة سات رع، ووالد رمسيس الثاني (1303 ق.م.)، وحسب بعض المؤرخين حكم الملك سيتي الأول الفترة من 1294 ق.م. أو 1290 ق.م. حتى عام 1279 أو 1302 ق.م.