«أبوظبي للكتاب» يستضيف ندوة حول الحوار والتعايش في التراث الإسلامي

نظم جناح مجلس حكماء المسلمين، ضمن معرض أبوظبي الدولي للكتاب، ندوة بعنوان "الحوار والتعايش في التراث الإسلامي.. أسس وقيم راسخة".
قدم الندوة المستشار الدكتور أحمد عبدالظاهر المستشار القانوني بدائرة القضاء - أبوظبي، والدكتور محمود نجاح إمام وخطيب مسجد الإمام الطيب في بيت العائلة الإبراهيمية في أبوظبي، والأستاذ دكتور ذكر الرحمن مؤسس ومدير المركز الثقافي الهندي العربي، والدكتور محند مشنان عضو هيئة التدريس في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية.
وفي مستهل الندوة، أكد الدكتور محمود نجاح أن الإسلام دين الله الذي ارتضاه لعباده، هو دين يخاطب العقول ويقر بالاختلاف، وهذان من المبادئ الأساسية في الإسلام، مشيرا إلى أن "العقل" وما يرتبط به من مفاهيم مثل الفهم والتدبر، وردت في القرآن الكريم أكثر من 120 مرة، منبها إلى أن هذا يدل على أن الإسلام دين حوار وإقناع.
من جانبه، قال الدكتور ذكر الرحمن إن التنوع الكبير في الهند من حيث الأديان واللغات والآراء، يعكس إرادة إلهية للتعارف والحوار.
وأكد أن الهند تشهد نشاطا ملحوظا في مجال التعايش السلمي على أساس الأمن والرفاهية والعدل، مشيدا بمشاركة مجلس حكماء المسلمين بمعرض نيودلهي الدولي للكتاب وما شهدته إصدارات المجلس من إقبال كبير من كافة مكونات المجتمع الهندي التي تتعطش لمثل هذه الإصدارات التي تعرف بمنهج الإسلام في ترسيخ قيم الحوار والتسامح والتعايش المشترك.
وأشاد المستشار الدكتور أحمد عبد الظاهر، بإصدار دولة الإمارات العربية المتحدة قانون مكافحة التمييز والكراهية، وقال إن الدولة جرمت التكفير، واعتبرت وصف الآخر بالكفر جناية يُعاقب عليها القانون.
وأعرب الدكتور محند مشنان عن تقديره لجهود مجلس حكماء المسلمين في نشر وترسيخ قيم الحوار والتعايش والسلام، لافتا إلى أهمية العمل على نشر ثقافة التسامح واحترام وقبول الآخر، خاصة في ظل ما يشهده عالمنا اليوم من تصاعدات خطابات الكراهية والتعصب والإسلاموفوبيا.
كما قدم المؤرخ البريطاني جوليان جاكسون خلال ندوة في معرض أبوظبي الدولي للكتاب قراءة في كتابه "سيرة شارل ديغول.. فكرة محددة عن فرنسا".
حضر المحاضرة كل من نيكولا نيمتشينو، سفير الجمهورية الفرنسية لدى الدولة، والدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، إلى جانب حشد من الشخصيات الثقافية والإعلامية المحلية والدولية، في احتفاء فكري وسياسي بشخصية تُعد من أكثر الشخصيات تأثيرًا في القرن العشرين: الرئيس الفرنسي الأسبق شارل ديغول.
واستهل جاكسون حديثه بالإعراب عن امتنانه لترجمة كتابه إلى اللغة العربية، مشيرًا إلى أنه أول عمل من أعماله يتوفر بهذه اللغة، ما يُعد بالنسبة له خطوة مهمة نحو التفاعل المباشر مع جمهور عربي أوسع.
وأكد أن كتابه لا يقتصر على عرض الوقائع التاريخية، بل يُحلّل الإرث السياسي والفكري لشارل ديغول وتأثيره المستمر في الحياة السياسية الفرنسية والعالمية.
وسلط جاكسون خلال المحاضرة الضوء على الرمزية المستمرة لاسم ديغول في الذاكرة السياسية الفرنسية، مشيرًا إلى أن الرئيس إيمانويل ماكرون، عند توليه منصبه، ظهر في صورة شهيرة بجانب كتاب "ذكريات شارل ديغول".
وأشار جاكسون إلى أن ديغول نفسه لم يتوقع هذا الامتداد الرمزي، بل قال في عام 1967: "حين أموت، كل شيء سينسى"، وهو ما ثبت عكسه تمامًا.
وأوضح أن من أبرز إنجازات ديغول تأسيس الجمهورية الخامسة، التي لا تزال فرنسا تستند إلى دستورها حتى اليوم، معتبرًا إياه زعيمًا نادرًا جمع بين السياسة والعسكرية والفكر في آن واحد.
وأكد أن ديغول كان مستمعًا حقيقيًا ومنفتحًا على النصيحة، وهو ما يفاجئ الكثيرين ممن قرأوا عنه من منظور واحد.
واختتم جاكسون المحاضرة بالإشارة إلى أن هذا العمل يفتح نافذة جديدة على شخصية ديغول من زوايا متعددة، ويروي فصولًا غير مألوفة من تاريخه، ليقدم صورة متكاملة عن رجل دولة لم يكن مجرد بطل مرحلة، بل مرجعية مستمرة في السياسة والفكر والقيادة.
aXA6IDEzLjU5LjE0MS4xOTUg
جزيرة ام اند امز