حدود سوريا.. إيران توسع نفوذها وأمريكا بالمرصاد
بينما تعلن دمشق سيطرتها على العديد من المناطق الحدودية، تتحدث تقارير إعلامية عن نفوذ إيراني يتسع تؤكده الضربات المتتالية للولايات المتحدة الأمريكية للمليشيات الموالية لطهران.
ووفق المصادر ذاتها، باتت المليشيات الإيرانية مسيطرة على الحدود مع العراق إلى جنوبي سوريا وصولا للبنان.
ورغم محاولات إيران التمويه والتخفي، فإن الضربات العسكرية سواء الإسرائيلية أو الأمريكية تقف بالمرصاد أمام نفوذ طهران.
كان أحدثها اليوم الإثنين، في ضربة أمريكية هي الثانية من نوعها خلال عهد الرئيس الديمقراطي، جو بايدن، حيث كانت أشد وقعاً من سابقتها التي استهدفت مواقع للمليشيات الموالية لإيران عند المنطقة الفاصلة بين سوريا والعراق في الـ26 من فبراير/شباط الماضي.
ضربة أمريكية دقيقة
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، الإثنين، توجيه ضربة جوية دفاعية دقيقة ضد منشآت تابعة لجماعات مسلحة موالية لإيران على الحدود السورية العراقية.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، جون كيربي، إن الضربة العسكرية تمت بتوجيه من الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وأوضح أنها استهدفت منشآت عملياتية ومخازن أسلحة في موقعين بسوريا وموقع ثالث بالعراق
وأشار إلى أن المنشآت المستهدفة كانت تُستخدم من جانب مليشيات شاركت في هجمات ضد أفراد ومنشآت أمريكية في العراق.
وأضاف أن الرئيس بايدن وجّه بشن المزيد من الضربات العسكرية لردع هجمات المليشيات الموالية لإيران ضد المصالح الأمريكية في العراق.
وأكد أن الضربة العسكرية كانت ضرورية ومدروسة وفقًا للقانون الدولي وحق الولايات المتحدة في الدفاع عن نفسها.
131 موقعا بـ10 محافظات
ووفق تقارير إعلامية، توجد المليشيات الإيرانية في 131 موقعا ضمن 10 محافظات سوريا.
وتنتشر في سوريا مليشيات محلية وأجنبية تابعة لإيران يزيد عددها على 50 فصيلاً ويتجاوز عدد مسلحيها 100 ألف يعملون تحت قادة خبراء عسكريين إيرانيين على تنفيذ استراتيجية طهران.
عاصمة المليشيات
وللمليشيات انتشار واسع في مدينة الميادين بمحافظة دير الزور، والتي باتت تعرف بـ"عاصمة المليشيات الإيرانية في الشرق السوري".
ومن أبرزها: "فاطميون" و"زينبيون"، والتي تنتشر بشكل كبير في محيط مدينتي الميادين والبوكمال، إلى جانب ميليشيات تتبع لـ"حزب الله" العراقي و"حركة النجباء"، التي تنتشر في عدة قواعد ومواقع على الضفاف الغربية لنهر الفرات.
إمبراطورية أمنية وعسكرية
وقال تقرير حديث لموقع "أتلاتنيك كونسيل" إن إيران تمكنت من بناء "إمبراطورية عسكرية وأمنية" في محافظة دير الزور شرقي سوريا، عقب تدخلها في الصراع الدامي هناك.
وكان التدخل الإيراني قد أصبح جليا في سوريا بين عامي 2013 و2018 عندما تدخلت لمساعدة القوات الحكومية في إخماد احتجاجات المعارضة، وعندما شاركت كذلك في محاربة تنظيم "داعش" شرقي سوريا، بغية فرض وجودها ونفوذها هناك.
أكبر المكاسب
وأبرز هدف حققته إيران في دير الزور هو سيطرتها على مدينة البوكمال ومعبرها الحدودي مع العراق.
الأمر الذي مكّن نظام طهران من تحقيق الحلم الذي أرادته وهو إقامة ممر بري يوصلها إلى البحر الأبيض المتوسط ولبنان عبر سوريا والعراق.
جيش عابر للجنسيات
وكان أول من شارك في الأزمة السورية من تلك المليشيات: «فيلق القدس» التابع لحرس الثورة الإيراني، و"حزب الله" اللبناني، وبعض العراقيين المقيمين في منطقة السيدة زينب بريف دمشق الجنوبي.
وفي البداية، اقتصر الدور الإيراني على جهود تشكيل قوات شعبية سورية من المتحمسين من الأقليات، بالترافق مع تجييش العراقيين والأفغان الموجودين في سوريا وإيران، والتعاون مع "حزب الله" لمساندة الحكومة السورية، خصوصاً في الزبداني وحمص.
لاحقاً، تضخم البرنامج وتوسع حتى اقترب من بناء "جيش عابر للجنسيات"، يحتل مناطق واسعة من لبنان، والعراق، وسوريا، عماد قوته الأساسي من المليشيات العراقية.
على رأس هذه المليشيات تلك العراقية، وأبرزها "كتائب الإمام علي"، المنضوية تحت راية "الحشد الشعبي" وكذلك "كتائب حزب الله النجباء" و"كتائب سيد الشهداء" و"حركة الأبدال"، و"لواء أبو الفضل العباس".
وبعد قرار المرشد علي خامنئي في عام 2015، الذي أتاح للإيرانيين التطوع للقتال في سوريا، تأسست "سرايا طلائع الخراساني"، المختلطة من مسلحين عراقيين وإيرانيين.
وتقاتل مليشيات كل من "سرايا التوحيد" و"حزب الله" اللبنانيتين في سوريا.
إضافة إلى هؤلاء، يوجد لواءان؛ أحدهما وفد إلى سوريا من أفغانستان هو "الفاطميون" والآخر من باكستان، هو "الزينبيون".
aXA6IDMuMTUuMTg2LjU2IA== جزيرة ام اند امز