الحريري في روسيا.. الاقتصاد وسوريا أبرز الملفات
زيارة الحريري لروسيا تأتي وسط تحولات وتطورات تنتظرها منطقة الشرق الأوسط، وتحديداً الساحة السورية
في توقيت لافت، أجرى رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري زيارة إلى روسيا، التقى خلالها المسؤولين الروس وعلى رأسهم الرئيس فلاديمير بوتين.
تأتي زيارة الحريري وسط تحولات وتطورات تنتظرها منطقة الشرق الأوسط، وتحديداً الساحة السورية، التي لا يزال البحث جارياً عن حلّ سياسي لأزمتها.
وفيما تلفت كل المؤشرات إلى أن لبنان سيكون محطة أساسية لإعادة إعمار سوريا، فإن التقديرات تختلف حول كيفية لعب لبنان هذا الدور، في ظل الخلاف بين الحريري والنظام السوري، فيما هناك من يصر ويضغط لأجل تفعيل التنسيق وإعادة تطبيع العلاقات بين البلدين.
ومن أبرز الملفات التي بحثها الحريري مع المسؤولين الروس، تتعلق بحماية لبنان والحفاظ على استقراره بالإضافة إلى مساعدته في موضوع تحمل أعباء اللاجئين السوريين وإعادتهم إلى بلادهم، كما عمل على توقيع اتفاقيات تعاون اقتصادية مع الحكومة الروسية، ومنها ما يتعلق بدخول روسيا بقوة إلى لبنان في مجال التنقيب عن النفط والغاز.
وتختلف تقديرات المحللين حول نتائج زيارة الحريري إلى موسكو، وما يمكن أن يستتبعها في تطورات سياسية.
ويرى المحلل السياسي قاسم قصير أن الأمور تسير بإيجابية، والحريري يتبع نهجاً واقعياً وبراجماتياً، ولأجل لعب دور إيجابي في إعادة الإعمار بسوريا، فهو يحتاج إلى تطبيع العلاقة مع النظام السوري، على غرار زيارات عدد من الوزراء اللبنانيين إلى سوريا قبل أسابيع.
ويقول قصير في حديث لـ"بوابة العين" الإخبارية: "هذا التنسيق يجب أن يستمر أولاً لتصحين لبنان من أي تداعيات، وثانياً ليتمكن من لعب دور بارز في إعادة الإعمار، وهذا ما سيعود عليه بالكثير من المنافع".
ويؤكد قصير، أن الحريري يعلم جيداً كيف يمكن إنقاذ لبنان وتجنيبه أي تداعيات سلبية على أراضيه، وهذا ما ينتهجه من خلال أدائه كرئيس للحكومة، وما عليه أن ينتهجه في علاقته مع النظام السوري، الذي أصبح أمراً واقعاً يجب التعاطي معه ببراجماتية، وبإبعاد كل الحسابات السياسية الأخرى.
ويعتبر المحلل السياسي أن موقف الحريري لا يزال معارضاً للنظام السوري، لكن الموقف أمر، والخيارات السياسية أمر آخر. وبالتالي فلا بد له أن يسلك طريقاً سياسياً جديداً يتّسم بطابع الجرأة على الاقدام لاتخاذ خطوات قد يكون لها ارتدادات سلبية عليه شعبياً ومعنوياً، لكنها خطوات سياسية صائبة وتحقق مكاسب سياسية ومالية.
من جهته، اعتبر المحلل السياسي كمال ريشا أن زيارة الحريري إلى روسيا مؤشر على الدور الروسي البارز في المنطقة، والمساعي لتعزيز التعاون والدخول بقوة إلى الساحة السياسية اللبنانية، ولعب دور مؤثر فيها، تماماً كما هو دورها في سوريا. فإن هذا الدخول سيتعزز من خلال تقديم الدعم الإقتصادي عبر مشاريع معينة، ومشاركة روسيا في عمليات التنقيب واستخراج النفط، بالإضافة إلى تعزيز التعاون العسكري مع لبنان من خلال تقديم مساعدات عسكرية للجيش اللبناني، والتي قد تبدأ بإرسال شحنات من الذخائر التي يمكن للجيش الاستفادة منها، وذلك تمهيداً لتفعيل اتفاقية التعاون العسكري بين البلدين في الفترة المقبلة.
ويؤكد ريشا لبوابة العين الخبارية أن لبنان سيكون شريكاً أساسيا في إعادة إعمار سوريا، وهنا لا مجال للحديث عن مسألة التطبيع مع النظام السوري، لأن النظام لم يعد موجوداً بالفعل والقوة، بل القوى الموجودة والمؤثرة في سوريا هي روسيا وإيران.
وبالتالي، حسب ريشا، فإن من خلال تحسين العلاقة مع روسيا، يعني أن للبنان دوراً بارزاً في إعادة اعمار سوريا، وفي تحييده عن نيرانها، أو عن أي انعكاسات سورية على الداخل اللبناني.