انهيار الليرة يفاقم أزمة الوقود في سوريا.. ورطة دمشق
تعتزم سوريا استيراد المزيد من النفط الخام لتغطية نقص الوقود الناتج عن العقوبات الغربية التي عطلت شحنات النفط الإيراني.
واعتمدت دمشق في السنوات الأخيرة على النفط الإيراني بعد خسارة إنتاج النفط المحلي، الناجمة عن الصراع الذي بدأ قبل 10 سنوات.
وواجه البلد الخاضع للعقوبات نقصا في الوقود لعدة أشهر العام الماضي، مما دفعه إلى الالتزام بتوفيره للمواطنين عبر نظام الحصص في المناطق الخاضعة للحكومة وإلى رفع الأسعار عدة مرات.
- سعر الدولار في سوريا اليوم الأحد 17 يناير 2021.. الليرة تتراجع
- سعر الدولار في سوريا اليوم السبت 16 يناير 2021.. ترقب في السوق
ولم يوضح رئيس الوزراء حسين عرنوس كيف ستوفر بلاده الإمدادات الإضافية، لكنه قال إنها استوردت بالفعل 1.2 مليون طن من النفط الخام من إيران، وإن الشحنات كلفتها، بجانب منتجات بترولية أخرى، نحو 820 مليون دولار في الأشهر الستة الأخيرة.
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن رئيس الوزراء قوله إن الوضع زاد سوءا بعد اعتراض 7 ناقلات نفط "بهجمات إرهابية" في عرض البحر وهي في طريقها إلى سوريا، وتأخير اثنتين منها أكثر من شهر في البحر الأحمر.
ويأتي نقص الوقود في وقت تعاني فيه البلاد من أزمة اقتصادية، وسط انهيار العملة وتضخم هائل ومصاعب متفاقمة على السوريين المتضررين من سنوات الحرب.
وقال عرنوس إن بلاده تنتج الآن 20 ألف برميل يوميا فقط مع خسارة نحو 400 ألف برميل يوميا من حقول النفط في شمال شرق سوريا الخاضع حاليا لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة والتي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية السورية.
وقال رئيس الوزراء لنواب البرلمان إن سوريا أصبحت تعتمد على واردات النفط وإنها استخدمت قدرا كبيرا من العملة الصعبة لشراء المنتجات البترولية.
وتلقي دمشق باللوم على واشنطن في اعتمادها على الواردات، ويقول خبراء القطاع إن سوريا باتت أكثر اعتمادا على شحنات النفط الإيراني في السنوات الأخيرة لكن تشديد العقوبات على إيران وسوريا وحلفائهما فضلا عن أزمة في وفرة العملة الأجنبية زادت من صعوبة الحصول على إمدادات كافية خلال العام الماضي.
ويقول رجال أعمال ومصرفيون إن قدرة سوريا على تمويل الواردات تضرر أيضا من الأزمة المالية في لبنان المجاور، حيث جمدت البنوك اللبنانية المتضررة مليارات من الدولارات مملوكة لرجال أعمال سوريين.