"نور" اللبنانية تغادر داعش.. فتاة الـ20 ترملت مرتين وفي عنقها 5 أطفال
"نور" العشرينية، إحدى زوجات مقاتلي داعش، تحكي قصة زواجها وانتقالها إلى سوريا، والترتيب لإعادتها لوطنها الأم في لبنان
"لا، أبو بكر، اتركها".. هكذا صاحت سيدة في ابنها ذي الـ5 أعوام، بينما يربت بيديه على إحدى الدجاجات العالقة بين حواجز من صفائح المياه في ركن من أركان غرفة ضيقة وحارّة، بمخيم النازحين الموجود في عين عيسى، الذي يبعد 45 ميلا عن شمال الرقة السورية.
الأم هي لبنانية الأصل تدعى نور الهدى، وتبلغ من العمر 20 عامًا، أما ابنها فهو أكبر أشقائه الـ4، لكنهم قريبا ما سيصبحون 5؛ حيث تنتظر الأم قدوم مولود جديد.
"نور" سحبت ابنها بعيدا عن الدجاجة، وما كان منه سوى الانصياع لكلامها، لكن هذا لم يثنه عن إبداء العبوس والتجهم على وجهه.
وعن الدجاج الموجود في الغرفة، نقلت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، عن نور، قولها بينما تغمرها السعادة: "سأعود إلى الوطن خلال يومين، وربما نتناول الدجاج احتفالا بذلك".
نور تبدو أصغر كثيرا عن عمرها، لكن رغم ذلك، فإن فتاة تزوجت وعمرها 14 عاما، وعاشت في عاصمة تنظيم داعش لمدة 3 سنوات، ستتصرف بطريقة أكبر من عمرها.
البهجة التي تسيطر علها لا تتماشى على الإطلاق مع مخيم النازحين الذي تعيش فيه، أو حتى التجارب التي شكّلت حياتها حتى الآن، لكن ربما تلك الحالة بسبب الأنباء الجيدة التي علمتها مؤخرا؛ حيث قال جيلاد، قائد المخيم، إن والد نور تمكن من ترتيب أمر إعادتها وأبنائها إلى عائلتها عبر الحدود في لبنان.
تلك الأنباء تجعل نور أكثر حظا من "زوجات داعش" الـ15 الأخريات.
في الغرفة -حيث يدور الحوار مع نور- كانت هناك منضدة بلاستيكية مكوّمة عليها حفاضات وغيرها من لوازم الأطفال، بالإضافة إلى مراتب رفيعة للجلوس والنوم، كما كان هناك طفل رضيع ينام على وجهه على إحدى تلك المراتب، بجوار نور، بينما يلهو الأطفال الأكبر بجوارهم.
وفي الخارج حيث الممر المكشوف، كان الوضع أكثر فوضوية؛ فكان هناك 16 سيدة مع 32 من أبنائهن، وجميعهم يعيشون في 3 حجرات فقط وفناء. كان المكان حارا وضوضائيا؛ فكانت النساء يصرخن على بعضهن البعض وعلى أطفالهن.
قالت نور: "كنت بعمر الـ17 عاما عندما أتيت إلى هنا، كنت طفلة، ماذا أعرف؟"، مشيرة إلى أن الانتقال إلى سوريا كانت فكرة زوجها الأول الراحل، الذي قتل عام 2015، وأنها ليست حزينة على موته.
ونظرا لأن تنظيم داعش لا يسمح للمرأة بأن تكون عزباء أو ترمل المرأة الحامل، فكان يتم إجبارهن على الزواج مرة ثانية، لذا سرعان ما تزوجت ثانية من تونسي.
زوج نور الثاني قتل أيضا خلال معركة الدفاع عن داعش، لكن رغم أنه والد أصغر أطفالها والطفل الذي تنتظره، إلا أنها تدعوه بـ"التونسي"، وكانت تضحك عند سؤالها عما إذا كانت تحمل مشاعر تجاهه، قائلة: "خلاص.. ماذا يهم؟، لقد مات، وأنا عائدة إلى وطني".
كثير من الأجنبيات بين النساء الموجودات هناك، بينهن تركية وأخرى وصلت حديثا هولندية الأصل. معظم النساء يقلن القصة نفسها، ألا وهي أن ما تسمى بـ"الخلافة المزعومة" ليست كما اعتقدن أنها ستكون.
تقول الزوجات إن أزواجهن ربما خدعوا للانتقال إلى سوريا، أو إنهم ربما خدعوا أنفسهم. أما الزوجات الأجنبيات على وجه التحديد، فيجدن أنفسهن في موقف صعب دون أوراق أو أدلة ما يضعهن في موقف قانوني حرج، دون جنسية ومحتجزات ضد إرادتهن.
aXA6IDMuMjEuMjQ4LjEwNSA= جزيرة ام اند امز