أكراد سوريا: حرب جديدة تنتظر تركيا إذا اقتربت من "منبج"
الإدارة الكردية في شمال شرق سوريا متفائلة بشأن تداعيات سيطرة الحكومة السورية على حلب
هدد الأكراد الذين يسيطرون على أماكن في شمال شرق سوريا تركيا بـ"حرب جديدة" إذا ما نفذت خطتها في التوجه من مدينة الباب إلى مدينة منبج الواقعة تحت سيطرة الأكراد.
وقال عبد الكريم صاروخان، رئيس الإدارة التي يقودها الأكراد في شمال شرق سوريا، إن تركيا تخشى ما وصفه بالنموذج الديمقراطي الذي طبق في شمال سوريا وتحاول منعه.
وأضاف أنه بينما تريد الإدارة التي يقودها الأكراد التعامل مع تركيا باعتبارها جارة فإن أنقرة توجه التهديدات وتحتل أراضيَ سورية.
ومضى قائلا: "أظن بأنه إذا استمرت تركيا على هذا النحو.. على هذا المنوال سيكون بداية حرب أخرى جديدة على الأراضي السورية وفي شمالها."
وكانت تركيا قالت إن الهدف التالي لحملتها في شمال سوريا، بعد سيطرتها على مدينة الباب، هو مدينة منبج التابعة لمحافظة حلب شمال سوريا.
ومنبج استعادها تحالف من الفصائل يضم وحدات حماية الشعب الكردية من قبضة داعش.
وقال صاروخان إن التحالف المعروف باسم قوات سوريا الديمقراطية (كردي) مستعد لإرسال تعزيزات إلى هناك إذا اقتضى الأمر، مشيرا إلى أن الإدارة الكردية لن تسمح لأي قوات أخرى بدخول المدينة.
وتتاخم المنطقة السورية التي يديرها الأكراد تركيا من الشمال وإقليم كردستان العراق من الشرق.
وتعادي أنقرة وحكومة كردستان العراق على حد سواء وحدات حماية الشعب الكردية، وهي الفصيل الكردي السوري الرئيسي.
وتعتبر تركيا أن وحدات حماية الشعب امتداد لحزب العمال الكردستاني الذي يقود تمردا انفصاليا في تركيا.
ووحدات حماية الشعب الكردية والفصائل المتحالفة معها هي الشريك الرئيسي للولايات المتحدة في الحرب التي تشنها على تنظيم داعش الإرهابي في سوريا.
ويسعى حزب الاتحاد الديمقراطي وهو الحزب الكردي الرئيسي في سوريا وحلفاؤه إلى تعزيز الإدارة الكردية في شمال سوريا من خلال إنشاء نظام جديد للحكم، غير أنهم يقولون إنهم لا يسعون لإقامة دولة مستقلة.
وعلى صعيد آخر، وفيما يخص تداعيات استعادة الجيش السوري لمعظم مدينة حلب على العلاقات بين الأكراد والحكومة السورية قال صاروخان إن تقدم الحكومة السورية في الآونة الأخيرة بالمناطق الريفية إلى الشرق من حلب أدى إلى توترات مع وحدات حماية الشعب في بعض المناطق.
ولدى سؤاله عما إذا كانت هناك اتصالات مع دمشق بشأن التجارة قال إنه ليس هناك شيء من هذا القبيل وإن الحديث عن ذلك سابق لأوانه.
لكنه يرى احتمال ممارسة التجارة مع جهات خاصة في حلب وحمص ومدن أخرى تسيطر عليها الحكومة.
وقال صاروخان الذي يقود الإدارة الأكبر بين ثلاث إدارات كردية في شمال سوريا "توقعاتنا أن نستطيع أن نتفاهم مع الجميع في المحافظات الأخرى."
ويحتاج سكان شمال شرق سوريا وهم من الأكراد والعرب وجماعات أخرى إلى الأدوية ومواد البناء على وجه الخصوص لإعادة إعمار ما دمره الصراع بين وحدات حماية الشعب وتنظيم داعش.
ومن الممكن أن يبيع شمال شرق سوريا بدوره فائض الإنتاج الزراعي لأجزاء أخرى من البلاد، وإن كان صاروخان قال إن شح الأمطار هناك لن يؤدي إلى وجود فائض من القمح لبيعه هذا الموسم.
"فتح ممر بيننا و بين حلب سيكون له تأثيرات إيجابية كبيرة... كأنه بمثابة الشريان الذي يغذي جزءا من هذا الجسم." وينطوي هذا على احتمال إعطاء دفعة كبيرة لمنطقة بها أراض زراعية غنية وحقول نفطية.
وأضاف أن فائض إنتاج النفط من المدينة يبحث عن "مخارج وطرق ومعابر" إلى أجزاء أخرى من سوريا، ووصف المنطقة بأنها "المنبع الذي غذّى سوريا على مدى ٦٥ عاما" مشيرا إلى أنه من الممكن أن يتعاون الجانبان في هذا الصدد.
وقال صاروخان بينما يخضع النفط لحماية وحدات حماية الشعب الكردية فإنه موردا وطنيا ينبغي أن يتم تحديد وضعه في تسوية نهائية للأزمة السورية.
وعلى الرغم من العداء التاريخي مع الحكومة المركزية السورية فإن علاقات تلك الجماعات معها أقل توترا مما بين الأكراد وتركيا.
فقد ابتعد الأكراد عن مواجهة القوات الحكومية السورية في الحرب المستمرة منذ 6 سنوات.
وتسارعت وتيرة الحرب في شمال سوريا في الأسابيع الأخيرة بعد أن بدأ الجيش السوري بدعم من روسيا حملة على تنظيم داعش في نفس المنطقة.
وفي الأسبوع الحالي وصل الجيش إلى أراضٍ تقع تحت نفوذ الجماعات الكردية للمرة الأولى منذ بدايات الصراع.
aXA6IDMuMjM3LjE1LjE0NSA= جزيرة ام اند امز