محمود مرعي.. مرشح "مفاجئ" لرئاسة سوريا

كان مفاجئا للسوريين حصول المعارض محمود مرعي المرشح للرئاسة على توقيعات نواب مجلس الشعب، الذي يسيطر عليه حزب البعث الحاكم.

مفاجأة لم يخفِ المرشح لرئاسة سوريا أنه وقع فيها بعد سماعه في الإعلام حصوله على تأييد 35 نائبا برلمانيا، الضرورية لقبول ملفه للمشاركة في السباق الرئاسي، بل وصف الأمر بأنه شجاعة من أعضاء مجلس الشعب.

المنافس "الجاد"

بملامح جادة وشيب يعلو رأسه، وربطة عنق مُحكمة الربط، يتجول المحامي مرعي في شوارع دمشق هذه الأيام، في محاولة لإقناع السوريّين ببرنامجه الانتخابي، وبين لافتاته الدعائية يلتقط الصحفيون صوره، لتوثيق منازلته للرئيس بشار الأسد على عرين الرئاسة. 

يُنظر في سوريا إلى المحامي المعارض على أن المنافس الأكثر جدية للرئيس بشار الأسد، هو أحد أبرز وجوه ما يعرف بـ"معارضة الداخل"، وهي طيف سياسي يعلن معارضة النظام، ويحتفظ بالمقام داخل سوريا، فيما يشكك خصومهم في جدية طرحهم السياسي.

ويحمل برنامج مرعي السياسي معارضة قوية للدور الأمريكي في سوريا، ويرفض بشكل قاطع التدخل التركي في بلاده، ويتحدث عن انسحاب حتمي لأنقرة من الأراضي السورية.

مرعي يعارض بقوة طرح فكرة الفيدرالية السورية، ويؤيد وحدة البلاد، بعلمها وجيشها ومناهجها التعليمية الموحدة، وينادي في برنامجه السياسي بعودة المهجرين من الخارج.

وفي الملف الاقتصادي يرى أن الحل يمكن أن يأتي من الداخل، عبر الاهتمام بالزراعة وتكثيف الإنتاج الصناعي، الذي يعول عليه في محاربة البطالة.

مسار سياسي "ديناميكي"

وينحدر مرعي من قرية تلفيتا في ريف دمشق، وهو من مواليد 1957، وحاصل على إجازة في الحقوق من جامعة دمشق عام 1993.

سُجل فور تخرجه في نقابة المحامين وظل يزاوج بين الممارسة الحقوقية والنشاط السياسي.

خاض مرعي مسارا سياسيا تميز بالديناميكية، والتنقل الدائم بين المناصب القيادية في الأحزاب والتشكيلات السياسية.

وفي خضم بروزه السياسي، أسس مع آخرين "المنظمة العربية لحقوق الإنسان" وترأس مجلس إدارتها عام 2010.

عام 2012 استقال من هيئة التنسيق الوطنية بعض مضي عامين على عضويته في مكتبها التنفيذي.

أصبح عضوا في المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في سوريا؛ ثم أسس لاحقا تيار "سوريون من أجل الوطن" في نفس عام استقالته.

أصبح في عام 2014 أمينا عاما لهيئة العمل الوطني الديمقراطي في سوريا.

مثل مرعي معارضة الداخل في لقاءين بموسكو بين الحكومة السورية وأطياف المعارضة.

كما شارك ضمن وفد المعارضة في لقاءات عديدة من الحوار السياسي السوري بجنيف.

عام 2018 أصبح أمينا عاما للجبهة الديمقراطية السورية المعارضة، التي ينضوي تحتها 6 قوى سياسية من معارضة الداخل.

ومنذ بدء المفاوضات بين الرئيس السوري ومعارضيه، وبروز عدة تكتلات ومنصات سياسية ظل مرعي أحد أبرز المفاوضين من ممثلي الداخل، وعُرف بخروجه الإعلامي المتكرر للتعليق على التسويات السياسية الممكنة مع الأسد.