انهيار هدنة سوريا.. دمشق تعيد الصراع للمربع الأول
في تطور يعيد الصراع المسلح الذي شهد تراجعا نسبيا في سوريا إلى المربع الأول، أعلن الجيش السوري انتهاء سريان الهدنة .
في تطور يعيد الصراع المسلح الذي شهد تراجعا نسبيا في سوريا إلى المربع الأول، أعلن الجيش السوري مساء الاثنين انتهاء سريان الهدنة المعمول بها في البلاد منذ أسبوع بموجب اتفاق روسي أمريكي بعد تصريحات لموسكو اعتبرت فيها أن وقف إطلاق النار فقد معناه بسبب انتهاكات اتهمت المعارضة بارتكابها ولعدم تعاون واشنطن.
وحمل الرئيس السوري بشار الأسد بدوره على واشنطن، معتبرا غارات التحالف الدولي السبت ضد مواقع للجيش السوري في دير الزور "اعتداء أمريكيا سافرا".
وأعلن الجيش السوري في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية عند الساعة السادسة مساء الاثنين "انتهاء مفعول سريان نظام التهدئة بموجب الاتفاق الروسي الأمريكي".
واتهم الجيش السوري ما أسماها بـ"المجموعات الإرهابية المسلحة" بأنها "ضربت عرض الحائط بهذا الاتفاق، ولم تلتزم بتطبيق أي بند من بنوده".
وتزامن صدور بيان الجيش مع عقد مسؤولين روس وأمريكيين اجتماعا في جنيف لبحث إمكانية استمرار وقف إطلاق النار، وفق ما أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي قال إن "وقف إطلاق النار الأساسي صامد ولكنه هش"، قبل صدور البيان.
وقال كيري إن روسيا أخفقت في تطبيق التزاماتها بموجب الاتفاق على تطبيق هدنة مدتها 7 أيام في سوريا، إلا أن واشنطن مستعدة لمواصلة العمل عليها.
وأتى إعلان الجيش السوري أيضا بعد ساعات على تصريحات لقائد الجيش الروسي الجنرال سيرجي رودسكوي قال فيها إن الولايات المتحدة لا تملك "وسيلة فعالة للضغط على المعارضة في سوريا".
واعتبر رودسكوي أنه "على ضوء عدم احترام المتمردين وقف إطلاق النار، فإن التزام قوات الحكومة السورية به من طرف واحد لا معنى له".
وتتبادل روسيا والولايات المتحدة الاتهامات منذ أيام حول إعاقة تنفيذ الاتفاق، إذ رأت موسكو أن واشنطن لم تف بالتزاماتها بالهدنة، وخصوصا فيما يتعلق بتحديد مناطق تواجد الفصائل المعارضة وعناصر جبهة فتح الشام، في حين هددت واشنطن بعدم التنسيق عسكريا مع روسيا في حال عدم إدخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة.
وبموجب الاتفاق الروسي الأمريكي، وبعد أسبوع من الهدنة ومن تكثيف المساعدات الإنسانية، تبدأ واشنطن وموسكو تنسيق الضربات الجوية ضد المجموعتين المتطرفتين، إلا أن ذلك كان يتطلب تحديد المناطق التي تتواجد فيها جبهة فتح الشام وفصلها عن مناطق تواجد المعارضة المصنفة "معتدلة" من جانب واشنطن، الأمر الذي لم يحصل.
وارتفع منسوب التوتر بين موسكو وواشنطن بعد الضربة الأمريكية السبت على مواقع للجيش السوري قرب مطار دير الزور العسكري، ما أسفر عن مقتل عشرات الجنود السوريين، وقال التحالف إن القصف حصل عن طريق الخطأ.
واعتبر الرئيس السوري خلال استقباله وفدا إيرانيا رسميا في دمشق أنه "كلما تمكنت الدولة السورية من تحقيق تقدم ملموس سواء على الصعيد الميداني أو على صعيد المصالحات الوطنية يزداد دعم الدول المعادية لسوريا للتنظيمات الإرهابية".
وأضاف "آخر مثال على ذلك كان العدوان الأمريكي السافر على أحد مواقع الجيش السوري فى دير الزور لمصلحة تنظيم داعش الإرهابي".
ومنذ القصف الأمريكي، تدور معارك عنيفة بين الجيش السوري وتنظيم داعش الذي سيطر على كامل جبل الثردة حيث وقعت الغارات الأمريكية.
واعتبر وزير خارجية فرنسا الاتفاق الروسي الأمريكي "الأساس الوحيد" للحل في سوريا، برغم "هشاشته".
وتدور اشتباكات عنيفة منذ صباح الاثنين بين الجيش السوري والفصائل المعارضة المتواجدة في حي جوبر عند الأطراف الشرقية للعاصمة دمشق.
واستهدفت طائرات حربية سورية أمس، وللمرة الأولى منذ بدء الهدنة الأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب.
كما قتل طفل الاثنين جراء قصف قوات النظام على قرية الليرمون في شمال المدينة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.