"معرة النعمان".. تقدم استراتيجي للجيش السوري يقلب موازين الصراع
4 كلم فقط هي النقطة الفاصلة بين سيطرة الجيش على مدينة معرّة النعمان التي تعد آخِر معقل رئيسي خارج عن سيطرة دمشق
بعد قرابة 6 أشهر من حالة التأهب لحصار الفصائل المسلحة الموالية لتركيا في ريفي إدلب وحلب، حققت قوات الجيش السوري انتصارا استراتيجيا كبيرا بتقدمها باتّجاه مدينة معرّة النعمان جنوبي إدلب.
4 كلم فقط هي النقطة الفاصلة بين سيطرة الجيش على مدينة معرّة النعمان التي يُسيطر عليها إرهابيون وتعد آخِر معقل رئيسي خارج عن سيطرة دمشق وتُشكّل استعادته هدفا رئيسيا لقوات الجيش السوري.
السيطرة جاءت بعد معارك مع تنظيمات إرهابية أدت إلى مقتل 23 عنصرا، بحسب ما أعلنه المرصد السوري لحقوق الإنسان.
كما تمثل السيطرة على هذه النقطة إعلانا ضمنيا بانتهاء 8 سنوات من الحرب، الأمر الذي يقلب "موازين الصراع" في سوريا على المستويات كافة.
بلدتا الدير الشرقي والدير الغربي تعدان "مفتاح السيطرة" على مدينة معرّة النعمان من الجهة الجنوبية الشرقية بسبب التلال المرتفعة، وهو ما يسعى إليه الجيش السوري، وأصبح قاب قوسين أو أدنى للوصول إليه.
وتسيطر على معظم إدلب، التي تضم حاليا نحو 4 ملايين سوري، "هيئة تحرير الشام" (النصرة سابقا)، مع حضور أقل لفصائل مسلحة أخرى من المعارضة كانت ولا تزال تحت إمارة النظام التركي تنظيميا مع تقديم الخدمات اللوجستية والتمويل كدور أساسي لأنقرة في تمويل الإرهاب الدولي.
وبعد هزيمة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في سيطرته على تمويل وحماية هذه التنظيمات بفضل انتصارات الجيش السوري، كانت إدلب حاضرة في ذهن المحتل التركي عبر استغلاله لقضية اللاجئين والحديث عن تدفق النازحين إلى حدوده.
وهو الأمر الذي جعل أردوغان يتسول أمام العالم الأوروبي، حيث قال في مؤتمر صحفي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إنه أبلغها أن ألمانيا يمكن أن تقدم بعض الدعم إزاء تحرك النازحين صوب الحدود الجنوبية لتركيا.
والأسبوع الماضي، أكد الجيش السوري سيطرته على مساحات واسعة في ريف إدلب، قائلا: "في الأيام القليلة الماضية تمكن رجال جيشنا الباسل بكفاءة عالية من تطهير ما يزيد على 320 كيلومترا مربعا".
وتابع: "كما تمكنا من طرد جبهة النصرة وبقية التنظيمات الإرهابية المسلحة منها، والدخول إلى أكثر من 40 بلدة وقرية".
وبسط الجيش السوري سيطرته على غالبية أراضي البلاد، ليقترب من إنهاء 8 سنوات من الحرب الأهلية التي تسببت في نزوح ملايين السوريين وقتل الآلاف، باستثناء بعض المناطق في الشمال والشمال الغربي حيث توفر تركيا دعما لمليشيات تابعة لها.
وكانت دمشق وحليفتها روسيا قد صعّدت منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي عملياتها في المنطقة وتحديداً في ريف إدلب الجنوبي، ما دفع نحو 350 ألف شخص إلى النزوح باتجاه المناطق الشمالية الأكثر أمناً، وفق الأمم المتحدة.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية مؤخرا أن 40 جنديا سوريا قد قتلوا، فيما جرح 80 آخرون في هجوم شنته الفصائل المسلحة في محافظة إدلب شمالي البلاد.
وعلى إثر تقدم الجيش السوري في هذه المنطقة الاستراتيجية، هرولت تركيا إلى موسكو للنجدة من المعارك عبر إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار، أعلنته روسيا بداية الشهر الجاري.
وطلبت تركيا من روسيا وقف إطلاق النار في المنطقة، وأرسلت وفدا لموسكو الشهر الماضي لبحث المسألة.
وفي 28 ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلنت الأمم المتحدة نزوح أكثر من 235 ألف شخص خلال نحو أسبوعين من المواجهات بين الجيش السوري والتنظيمات الإرهابية في محافظة إدلب شمال غربي سوريا.
ومنذ سيطرة الفصائل الإرهابية على كامل المحافظة في عام 2015، تصعد قوات الجيش السوري بدعم روسي قصفها للمحافظة أو تشن هجمات برية تحقق فيها تقدما وتنتهي عادة بالتوصل إلى اتفاقات هدنة ترعاها روسيا وتركيا.
وسيطرت قوات الجيش السوري خلال هجوم استمر 4 أشهر، وانتهى بهدنة في نهاية أغسطس/آب الماضي، على مناطق واسعة من ريف المحافظة الجنوبي، أبرزها بلدة خان شيخون الواقعة على الطريق الدولي الذي يربط مدينة حلب بالعاصمة دمشق.
aXA6IDMuMTIuMTU0LjEzMyA= جزيرة ام اند امز