مخزون الموت.. سباق دولي لتأمين الأسلحة الكيماوية السورية
أشعل الانهيار المفاجئ لنظام الرئيس السوري بشار الأسد سباقا لتحديد مواقع مخزونات الأسلحة الكيماوية المتبقية في البلاد وتأمينها.
ووفقا لمجلة فورين بوليسي، كانت سوريا تمتلك في السابق أحد أكبر مخزونات الأسلحة الكيماوية في العالم، وفي عام 2013 وقعت على اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية تحت ضغط دولي متزايد، عقب استخدام النظام غاز السارين القاتل في الغوطة الشرقية، مما أدى إلى مقتل 1400 شخص.
وبصفتها دولة موقعة وافقت الحكومة السورية على العمل مع المجتمع الدولي لتفكيك مخزونها من الأسلحة الكيمياوية، لكن الولايات المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية (OPCW) الجهة المسؤولة عن تنفيذ الاتفاقية اشتبهتا لفترة طويلة في احتفاظ حكومة الأسد بجزء من هذه الأسلحة وربما عمل على تطوير أخرى جديدة.
ونتيجة خضوع سوريا لسيطرة مجموعة من الفصائل بقيادة هيئة تحرير الشام -التي تعتبرها الولايات المتحدة ودول أخرى منظمة إرهابية- تعمل الولايات المتحدة على تحديد مواقع المخزونات المتبقية في البلاد، وفقا لمسؤول أمريكي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته.
مخزون متبقٍ
والأسبوع الماضي، قال زعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع، المعروف باسم أبومحمد الجولاني، لوكالة رويترز، إن جماعته تعمل مع المجتمع الدولي لتأمين المواقع المحتملة للأسلحة الكيمياوية.
في ذروة قوتها، كانت سوريا تُعتبر من بين الدول التي تمتلك أكبر مخزون من الأسلحة الكيماوية في العالم، وسجل الباحثون مئات الحوادث التي استخدم فيها نظام الأسد الكلور والسارين وغاز الخردل منذ اندلاع الحرب الأهلية في 2011.
وتدعو منظمة حظر الأسلحة الكيماوية سوريا إلى الكشف عن مخزونها من غاز السارين، وأيضا عن أي كميات من الكلور "لا يُقصد استخدامها في أغراض غير محظورة" بموجب اتفاقية حظر الأسلحة الكيمياوية.
احتمال استيلاء بقايا تنظيم داعش في سوريا على الأسلحة الكيماوية المتبقية يشكل خطرا مروعا، وهو أحد الأسباب العديدة التي تدفع المجتمع الدولي للبحث عن المخزونات المتبقية، وكان يُعتقد أن مسلحي تنظيم داعش استخدموا أسلحة كيماوية بدائية عشرات المرات في العراق وسوريا، على الرغم من أن قدراتهم في هذا المجال محدودة.
مع ذلك، يُرجح أن قدرات سوريا في مجال الأسلحة الكيماوية مخزنة في أراضٍ كانت تحت سيطرة النظام سابقا في غرب البلاد، بعيدا عن جيوب تنظيم داعش المتبقية.
تحرك إسرائيلي
وتُعرب إسرائيل أيضا عن قلقها من وصول جماعات إرهابية إلى هذه الأسلحة، ولم تضيع الوقت في اتخاذ خطوات لتحييد المخزونات المتبقية، وقال أوفير أكونيس القنصل العام لإسرائيل في نيويورك "نحن قلقون.. وهذا هو السبب في وجودنا في المنطقة العازلة"، في إشارة إلى وجود الجيش الإسرائيلي في منطقة عازلة حددتها الأمم المتحدة داخل سوريا بجانب مرتفعات الجولان.
وأضاف أكونيس عند سؤاله عما إذا كانت إسرائيل تعرف مواقع المخزونات المتبقية "لدينا الكثير من المعلومات الاستخباراتية، وسنفعل كل ما يلزم للدفاع عن شعبنا".
ونفذ الجيش الإسرائيلي بالفعل ضربات جوية على مواقع يُشتبه في أنها تحتوي على أسلحة كيماوية منذ انهيار نظام الأسد، كجزء من حملة أوسع تستهدف الأصول العسكرية المتبقية.
وأعرب المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية فرناندو أرياس الأسبوع الماضي عن قلقه إزاء هذه الضربات الإسرائيلية، محذرا من أنها "قد تخلق خطر التلوث" وتعيق التحقيقات الدولية المختلفة في استخدام الأسلحة الكيماوية في الماضي، وعندما سُئل أكونيس عن هذه المخاوف، قال إن إسرائيل "ستواصل فعل كل ما يلزم حتى نكون متأكدين من عدم وجود خطر".
aXA6IDMuMTQ0LjI0NC4xNDcg جزيرة ام اند امز