"بينما كنت أنتظر".. مسرحية المأساة السورية في بيروت
تسجل المسرحية حضورها في الوطن العربي ضمن "بينالي الشارقة" في بيروت٬ وهي من تأليف محمد العطار وإخراج عمر أبو سعدة.
بعد عرضها في العاصمة البلجيكية بروكسل والولايات المتحدة الأمريكية، تسجل مسرحية "بينما كنت أنتظر" حضورها في الوطن العربي ضمن "بينالي الشارقة" في بيروت٬ وهي من تأليف محمد العطار وإخراج عمر أبو سعدة.
تتناول المسرحية الحرب السورية من خلال مأساة إحدى العائلات٬ وهي مأخوذة عن قصة واقعية لشاب تم العثور عليه فاقدا الوعي نتيجة تعرضه للضرب قرب مستشفى في دمشق عام 2013، لكن ملابسات إصابته ووفاته لاحقا تبقى غير واضحة.
وفي المسرحية تظل روح الشاب متأرجحة بين الحياة والموت، بينما يشعر الأهل بالخوف في ظل غياب الإجابات. حيث يجسد وضعه المعلق وضع السوريين جميعا سواء بالداخل أو الخارج الذين ينتظرون ما ستسفر عنه الحرب.
وقال عمر أبو سعدة مخرج المسرحية: ”بالتأكيد السوريون قبل 2011 غير السوريين بعد 2011؛ علاقتهم بالحياة اختلفت، علاقتهم بالموت اختلفت، وهذا ما يغير التركيبة النفسية والتركيبة الاجتماعية، وكان التغيير بالفن“.
وأضاف: ”الناس معظمهم فقدوا أناسا قريبين، فقدت بطرق مختلفة، واحدة منها الموت والثانية السفر والثالثة السجن.. هذا تغيير إنساني ضخم ليس تجربة صغيرة. كل السوريين اليوم يتشاركون تجربة الفقدان أو الخسارة“.
وتستعرض المسرحية رحلة الشاب تيم، الراقد في غيبوبة، من بداية تفاعله في مطلع 2011 وحلمه بالتغيير وصولا إلى اختفائه وتصاعد الأمور لتصبح حربا أهلية. وقال أبو سعدة: ”هذا العرض يحكي عن جيل محدد كان نشيطا جدا ببداية 2011 وكان فعالا جدا وشارك بالثورة“، مضيفا أن ”الغيبوبة هي شغلة استعارية تشير إلى قصة فقدان الفعالية“.
وقدمت المسرحية عرضها الأول في بروكسل عام 2016 ومنذ ذلك الحين تنقلت بين فرنسا والولايات المتحدة واليابان وأماكن أخرى.
وقال أعضاء العرض المسرحي وعددهم 6، إنهم لم يستطيعوا التجمع في أي مكان بالدول العربية للقيام ببروفات بسبب قيود منح تأشيرات الدخول.
واضطر مؤلف العمل الذي عاش سابقا في لبنان إلى مغادرة بيروت في 2015 عندما فرضت الحكومة اللبنانية قيودا مشددة على السوريين في البلاد، لكنه يقول إن اضطراره لمغادرة لبنان ساعده على رؤية الحرب بشكل مختلف. وقال محمد العطار (38 عاما): ”بعدما اضطررت لترك لبنان انتقلت إلى برلين.. ساعدني هذا على أن أطّلع على الأشياء بشكل مختلف. أحيانا المسافة الجغرافية تخلق معها مسافة نقدية للأشياء“.
وأضاف: ”هو حقيقية مو جلد للذات هي منها محاولة حتى نفهم أكثر لأن اللي صاير فينا مأساوي، بس بيكون مأساوي أكتر إذا ما تعلمنا شيء منه أو إذا ما قدرنا نقدم أي مراجعة عميقة له لأن هذا سيكون كارثيا. كارثي بعد كل هذا الثمن الباهظ اللي ما زال يدفع“.
وعمل العطار من قبل في بيروت مع المخرج أبو سعدة على عمل مأخوذ من الأسطورة اليونانية أنتيجون التي قدمتها مجموعة من اللاجئين جميعهن من النساء.
ويتفق الاثنان على أن المسرحية تهدف إلى إثارة النقاش بشأن حرب لم تنتهِ بعد.
aXA6IDE4LjExNy4xNTguMTAg جزيرة ام اند امز