جورج وسوف يتحدث عن الماضي والمستقبل: لست آسفا على شيء
تحدّث المطرب السوري جورج وسوف عن مشواره الفني الكبير، معبّرا عن سعادته الشديدة بتذكر الأجيال الجديدة لأغنياته القديمة.
وعبّر في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط"، عن حبه الشديد للقب "أبو وديع" الذي يناديه به كل من رآه، يقول إن الذي ينبض في داخله قلب طفل لم ترهقه السنوات التي عبرت؛ بل صقلته وما زالت.
وأضاف: "لا أندم على شيء؛ لأنني تعلمت دروساً كثيرة. أفرح عندما أتذكر كل تفصيل مَرّ في حياتي".
وعن الآلام والصعوبات، قال: "يا ليت الحياة قست عليَّ أكثر، حتى أجمع خبرة أكبر.. لستُ آسفاً على شيء؛ لأني لم أؤذِ أحداً في حياتي، وأنا متصالح مع ربي إلى أقصى الحدود".
وتابع: "جلّ من لا يخطئ. ربما أخطأت مع نفسي؛ لكني لم أخطئ بحق غيري. أما في الغضب والخناقات، فأنا سريع النسيان والمسامحة".
يُكثر جورج وسوف من ذكر الله وشُكرِه، يقول: "هو الذي يجعلني آخذ نفَساً عميقاً وأستمر. هو الذي حماني في الطريق الصعب الذي شققته وحدي منذ 47 عاماً. هو الكريم الرزّاق والعليم بما في قلبي ونياتي. لا أحد غيره يعرفني". حتى محبة الناس له يعزوها إلى الله، ويصفُها بأنها أغلى هدية منحه إياها.
وعن أصدقائه، أوضح أنهم قلة تعدّ على الأصابع، يقول إنه غربلَهم من بين الآلاف.
وعن كلام الناس قال: "كل كلام الناس عني يفرحني حتى لو قالوا إني مجنون.. اليوم وأنا في الـ61 من عمري، ما زلت أتعلم يومياً درساً جديداً من الحياة والبشر". لكنه يقرّ بأنّ الدنيا تغيّرت عليه كثيراً، وهي ليست بخير تماماً.
وعن عشقه لجيل الفنانين القدماء قال: "لم أصب بالغرور يوماً. لست المطرب الوحيد الذي يملك صوتاً جميلاً، كثيرون صوتهم أجمل من صوتي".
وأضاف: "فجأة وجدتُ نفسي في مجال الفن. لا أعرف لماذا بدأت. لم أحلم بشيء في حياتي ولم أخطط لنجاحي، ولم ألجأ إلى الدعاية والبروباجندا. كل شيء تحقق من تلقاء نفسه. عملت بكدّ وأصدرت أغاني متقنة، وتكفّل الجمهور بالبقيّة. كل ما يعنيني هو الفن الصحيح الذي تربيت عليه".
أما عن المشهد الفني الحالي، فيقول وسوف إن "الكل متشابه. الأصوات والأشكال نفسها، النغمة والتسريحة نفسيهما. لم يعد هناك من صناعة فنية. رحل معظم صنّاع اللحن الكبار، ومَن بقي منهم أصيب بالإحباط". يستغرب كيف أنّ تقييم الفنانين بات يرتكز على عدد المتابعين والاستماعات على المنصات الرقمية. أما للجيل الشاب فيقول: "اسمعوا الفن الهابط وتسلّوا به؛ لكن اعرفوا أنه لا يدوم ولا يغنيكم".
وفسّر أنّ معجبيه من الكبار والصغار قالا: "الجيل الصاعد يطالبني بالقديم أكثر من الجديد في الحفلات. أظن أنني استقطبتهم بتواصلي الصادق معهم على المسرح، وبأغنياتي التي لا تموت. كلمتي مسموعة عندهم وتُعلّم فيهم. حتى أنهم يكتبونها على زجاج سياراتهم".