تكلفة تأمين «باهظة».. سفن البحر الأحمر على خط النار
قالت مصادر في قطاع التأمين، الثلاثاء، إن أقساط التأمين ضد مخاطر الحرب للشحنات عبر البحر الأحمر تشهد ارتفاعا بعد هجمات أخرى على السفن التجارية نفذتها مليشيات الحوثي، وتوقعات متصاعدة باستمرار استهداف السفن التي لها صلات بريطانية أو أمريكية.
وشنت مليشيات الحوثي عدة هجمات على السفن في البحر الأحمر منذ نوفمبر/تشرين الثاني، ولا تزال بعدما أكدت الإثنين 15 يناير/كانون الثاني 2024 أنها ستواصل استهدافها مقدرات غربية بجنوب البحر الأحمر تشمل سفناً أمريكية.
وأدرجت سوق التأمين في لندن جنوب البحر الأحمر ضمن المناطق عالية المخاطر، وذلك حتى قبل هجمات الحوثيين الأخيرة، ويتعين على السفن إخطار شركات التأمين الخاصة بها عند الإبحار عبر هذه المناطق ودفع قسط إضافي، والذي كان حتى وقت سابق من هذا الشهر عادةً لمدة تغطية تبلغ 7 أيام.
وقالت مصادر في قطاع التأمين إن أقساط التأمين ضد مخاطر الحرب ارتفعت إلى نحو 1% من قيمة السفينة، من نحو 0.7% الأسبوع الماضي مع خصومات مختلفة تطبقها شركات التأمين. وأضافت أنه من المتوقع أن ترتفع الأسعار.
ويتحول هذا إلى مئات الآلاف من الدولارات من التكاليف الإضافية لرحلة تستغرق سبعة أيام.
وقال مونرو أندرسون، رئيس العمليات في شركة فيسيل بروتيكت المتخصصة في مخاطر الحرب البحرية والتأمين، التي تعد جزءا من شركة "بين" للتأمين، إن مُدد عروض أسعار مخاطر الحرب أصبحت الآن أقصر بكثير، "إذ أصبحت 24 ساعة هي القاعدة".
وقال لرويترز "الأسعار تتزايد وهو ما يعكس التعرض الكبير والمبهم للمخاطر في البحر الأحمر".
وأضاف "منذ الضربات البحرية والجوية الغربية على أهداف لمليشيات الحوثي في اليمن، أصبح من المعتقد الآن على نطاق واسع أنه بالإضافة إلى السفن المرتبطة بإسرائيل، هناك تهديد متزايد للسفن المرتبطة ببريطانيا والولايات المتحدة، بما في ذلك الأعلام التابعة لهما، وكذلك تلك المرتبطة بأستراليا وهولندا والبحرين وكندا"، مشيرا إلى أن التحالف البحري الذي تقوده الولايات المتحدة يحاول حماية حركة الشحن التجاري.
وقالت شركة إيجل بالك شيبينج ومقرها الولايات المتحدة، الإثنين 15 يناير/كانون الثاني الجاري، إن إحدى سفنها أصيبت "بمقذوف مجهول" أثناء إبحارها على بعد 160 كيلومتراً قبالة خليج عدن.
وقال مصدر في قطاع التأمين "هجمات الحوثيين تشمل جميع السفن بمعايير وضوحها أخذ في التراجع.. ننصح الآن السفن التي ترفع أعلام الولايات المتحدة وبريطانيا بعدم المرور عبر البحر الأحمر".
وفي الأيام الأخيرة، أوقفت السفن التجارية رحلاتها عبر البحر الأحمر، مع اتجاه المزيد من السفن للقيام برحلة أطول عبر طريق رأس الرجاء الصالح.
وقالت نيكول هدسون مديرة منصة سلاسل التوريد إي2أوبن: "مع تصاعد التوترات في البحر الأحمر، ستزيد تكلفة نقل البضائع على مستوى العالم وستنتقل حتما إلى المستهلك النهائي".
وقالت مصادر ملاحية إن ارتفاع أسعار التأمين وارتفاع رسوم عبور قناة السويس يعني أن اتخاذ الطريق الأطول أصبح أقل تكلفة، وهو ما قد يعني أيضا قدرا أقل من اليقين بشأن مواعيد التسليم.
وذكرت شركة كلاركسونز لتداول الأوراق المالية في مذكرة هذا الأسبوع "قد يجد أصحاب السفن والمستأجرون أن تغيير المسار حول أفريقيا أكثر فاعلية من حيث التكلفة من تكبد التكاليف المجمعة لرسوم عبور قناة السويس وأقساط التأمين".
فيما قالت خدمة التصنيف مورنينج ستار دي.بي.أر.إس: "إذا فشل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في إحباط المزيد من الهجمات وضمان حرية الملاحة في المنطقة، فإننا نتوقع أن تصبح تغطية التأمين ضد الحرب غير متاحة، ما يجبر معظم حركة المرور على استخدام الطريق الأطول بكثير حول رأس الرجاء الصالح".