ثورة تخلع القلوب.. خطة غوارديولا الجديدة تعبث بكرة القدم
إذا كان هناك شيء واحد تعلَّمه أنصار مانشستر سيتي خلال عهد المدرب بيب غوارديولا في النادي، فهو توقع ما هو غير متوقع.
بيب غوارديولا اتخذ العديد من القرارات الثورية مع مانشستر سيتي، فالظهير الأيسر قد تجده يلعب كظهير أيمن أو العكس، وفي الفترة الأخيرة تقدم الظهيران الأيمن والأيسر للعب في وسط الملعب، حيث اعتمد في نهاية الموسم الماضي على طريقة لعب جديدة وهي (3-4-2-1).
ومع ذلك، يبدو أن هناك بعض الأشياء الأخرى التي يفكر "الفيلسوف" في تطبيقها خلال منافسات الموسم الجديد، بعدما ظهرت ملامحها في بعض مباريات مانشستر سيتي خلال الموسم الماضي بالدوري الإنجليزي، بالإضافة إلى الفترة التحضيرية للفريق في اليابان.
غوارديولا يدرس تطبيق طريقة لعب جديدة
ترتكز طريقة اللعب الجديدة التي يحضر لها غوارديولا للموسم المقبل على حارس المرمى البرازيلي إديرسون، حيث يتخذ موقعًا على أرض الملعب أقرب إلى قلب دفاع، أكثر من كونه حارس مرمى.
وظهرت تلك الطريقة بشكل واضح خلال مباراة مانشستر سيتي الودية ضد بايرن ميونخ الألماني قبل أيام معدودة، حيث تعمد الحارس البرازيلي الخروج من مرماه وقت عملية بناء الهجمة والتقدم إلى خارج منطقة الجزاء، ليصبح قلب دفاع ثان بجوار روبن دياز.
يعلم الجميع أن إيدرسون ليس من النوع التقليدي لحراس المرمى، حيث يعتبر المدافع الأول للفريق السماوي، ودوره قد يمتد إلى ما هو أكثر مما يفعله الحارس الألماني مانويل نوير الذي اشتهر بالخروج عن مرماه، بل يبدأ الهجمات بجودة فائقة للغاية من التمريرات المتقنة لزملائه.
وبالنظر إلى طريقة اللعب الجديدة، فعند تقدم إديرسون عن مرماه، سيتحول قلب الدفاع الذي سيأخذ مكانه للاعب ارتكاز في وسط الملعب مثل جون ستونز، وبالتالي سيخلق كثافة عددية في الثلث الثاني من الملعب بسبب اللاعب الإضافي.
كما طبَّق غوارديولا تلك الطريقة خلال الشوط الأول من مباراة أرسنال ومانشستر سيتي في الدوري الإنجليزي الموسم الماضي يوم رأس السنة الجديدة، وهو ما يشير إلى أن تلك الفكرة ليست حديثة العهد بالنسبة للمدرب الكتالوني.
ما هي مزايا طريقة اللعب الجديدة لمانشستر سيتي؟
اعتمد جوارديولا خلال الموسم الماضي على اللعب الجماعي وبناء الهجمة من الخلف أكثر مما كان عليه في السنوات الخمس السابقة له في مانشستر سيتي، وهو ما يرغب في مواصلة تحقيقه بشكل فعَّال أكثر باللجوء إلى إديرسون لبناء اللعب بدلا من الاكتفاء بالنظر إلى الكرة.
وبجانب خلق الكثافة العددية وقت بناء اللعب بإضافة لاعب آخر، فإن السيتي سيجبر بتلك الطريقة الفريق المنافس على الضغط، وبالتالي ستُفتح المساحات التي يرغب غوارديولا في إيجادها من أجل الانقضاض على الخصم وإيذائه بالخط الهجومي الناري الذي يقوده إيرلينغ هالاند.
وسيكسر غوارديولا بتلك الطريقة خطوط ضغط المنافسين بالتمريرات إلى لاعبي الوسط والمهاجمين، والتي قد تجعل من الفريق الفائز بالثلاثية خلال الموسم الماضي، منافسا لا يُقهر بغض النظر عن قوة المنافس.
ما هي عيوب طريقة اللعب الجديدة لمانشستر سيتي؟
ولأن لكل طريقة لعب بعض العيوب، فإن أبرز عيوب هذه الطريقة الجديدة لمانشستر سيتي، ستكون بكل تأكيد ترك المرمى فارغًا تماما، وبالتالي إذا تمكن أي لاعب من الفريق الخصم من قطع الكرة، فإنه لن يجد أي صعوبة في وضعها داخل الشباك الخالية من الحارس.
وإذا كان فريق غوارديولا سيهيمن على حيازة الكرة كوسيلة لخنق الخصم وإحراز الأهداف ومن ثَم الفوز بالمباريات، فمن بين المتطلبات غير القابلة للتفاوض للاعبيه القدرة على الاحتفاظ بالكرة أثناء بناء اللعب، وإذا أخطأ أي لاعب ولو بنسبئة ضئيلة، فإن ذلك قد يشكل خطرا كبيرا على الفريق.
ومع صعوبة الاحتفاظ بالكرة مع الضغط العالي، فإن الفريق الخصم الذي سيضغط بأكثر من لاعب يتمتع بسرعات على حامل الكرة، مع غلق مساحات التمرير، فإنه قد يستطيع خطفها وتهديد الفريق الإنجليزي، ومثل هذه الأشياء قد تتسبب في انهيار عصبي لمشجعي السيتي، ويبقى أن نرى ما إذا كان سيقوم غوارديولا بتطبيقها أم لا.
aXA6IDMuMTM5LjIzNi45MyA= جزيرة ام اند امز