تاهيتي.. جزيرة اقتحمت أولمبياد باريس على لوح تزلج
اقتحم اسم جزيرة تاهيتي أجواء دورة الألعاب الأولمبية "باريس 2024"، في ظل كونها تستضيف إحدى الرياضات المشاركة في الأولمبياد بعيدا عن فرنسا.
وتستضيف فرنسا ومدنها كل منافسات الألعاب الأولمبية في مختلف الرياضات، باستثناء رياضة واحدة هي ركوب الأمواج (الألواح الشراعية)، لأن شواطئ فرنسا تكون في الغالب هادئة في هذا الوقت من العام، بينما في المقابل تمتلك تاهيتي بعض أفضل الأمواج في العالم بمركز تياهوبو المتخصص في تلك الرياضة.
ولذا فإن تاهيتي ستستقبل منافسات الألواح الشراعية في "أولمبياد باريس" تحت أشعة الشمس الساطعة وبالأغاني والثقافة البولينيزية التي تحتفي بالأصول القديمة لهذه الرياضة، بعيدا عن الأمطار التي انهمرت في حفل افتتاح الألعاب في العاصمة الفرنسية.
أين تقع تاهيتي؟
تقع جزيرة تاهيتي في جنوب المحيط الهادي، وهي أكبر جزر بولينيسيا التابعة للحماية الفرنسية، حيث قامت فرنسا بالسيطرة عليها في القرن التاسع عشر خوفا من إمكانية وقوعها تحت القبضة البريطانية نظرا لموقعها الجغرافي.
وتحتوي الجزيرة على الكثير من المناظر الخلابة، التي ألهمت الكثير من الأدباء والرسامين الفرنسيين، كما تتميز بالثقافات المتنوعة والجو الرومانسي، وهي تبعد نحو 16 ألف كم عن العاصمة الفرنسية باريس، والرحلة إليها بالطائرة قد تستغرق 24 ساعة كاملة.
كيف استقبلت تاهيتي منافسات أولمبياد باريس؟
في متنزه على شاطئ البحر يبعد 40 كيلومترا عن مركز تياهوبو لركوب الألواح الشراعية، سكب راكبو الألواح رمالا أحضروها من شواطئ أوطانهم في سفينة واحدة، وجمعوا بين الألوان والأنسجة المختلفة للتعبير عن الوحدة واحترام المحيط.
وخلال حفل افتتاح الأولمبياد، رقص رياضيون ومسؤولون مع فنانين محليين في تاهيتي، قبل أن تحول شاشات التلفزيون الكبيرة بثها المباشر إلى باريس حيث تم استعراض وفود الدول المشاركة في الألعاب وسط الأمطار.
وبطبيعة الحال حظيت فرنسا الدولة المضيفة للألعاب الأولمبية بأعلى هتافات، وتلقى راكبا الأمواج المحليان فاهين فييرو وكاولي فاست أكبر تشجيع، وهما من بين المرشحين للفوز عندما تبدأ المنافسة على الأرجح يوم السبت.
جنة خارج باريس
علّق المتسابق المغربي رمزي بوخيام، الذي يمثل بلاده للمرة الثانية في الألعاب الأولمبية، على المشاركة في رياضة ركوب الأمواج في تاهيتي، في تصريحات نشرتها وكالة "رويترز": "كانت المنطقة جميلة، بالتأكيد، مختلفة تماما عن باريس".
وأضاف: "نحن على بعد 16 ألف كيلومتر تقريبا من العاصمة الفرنسية، لكننا في الجنة، وكان من الجميل رؤية جميع الرياضيين وجميع البلدان".
وعن عدم قدرته على المشاركة في حفل افتتاح أولمبياد باريس مع بعثة بلاده قال: "المشاركة في الحفل أمر ممتع بالتأكيد، لكنه لم يكن ممكنا نظرا لبعد المسافة، كان من الرائع أن أكون هناك مع بعثة المغرب، وجميع الرياضيين، لكن الهدف الرئيسي هو الفوز بالمنافسة، وللقيام بذلك كان علينا القدوم مبكرا إلى هنا والاستعداد".