صحيفة صينية تكشف "خطورة" مناورات بكين حول تايوان
وصلت مخاوف مراقبين من تداعيات زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان إلى حد القلق من اشتباك الجيشين الصيني والأمريكي
فبيلوسي نفسها قبل انطلاقها في جولتها الأسيوية الحالية تحدثت في مؤتمر صحفي عن تصريحات الرئيس جو بايدن، قال فيها إن الجيش الأمريكي نفسه "لا يعتقد أنها فكرة جيدة" أن تسافر للجزيرة.
وقالت نصا: "أعتقد أن ما قاله الرئيس هو ربما كان الجيش يخشى إسقاط طائرتنا أو شيء من هذا القبيل من قبل الصينيين. لا أعرف بالضبط."
حتى أن القيادة العسكرية الأمريكية أعلنت نشر سفن حربية بينها حاملة "رونالد ريجان" في بحر الصين الجنوبي، تزامنا مع زيارة بيلوسي لتايوان.
وقالت القيادة لوكالة "نوفوستي" الروسية إن "مجموعة رونالد ريجان الهجومية، بما فيها حاملة طائرات وثلاث مدمرات تجري دوريات روتينية في بحر الصين الجنوبي وبحر الفلبين".
لكن الصين التي حذرت من "عواقب لا تحمد عقباها"، ربما لم يكن استهداف بيلوسي شخصيا ضمن خياراتها في الرد.
ووفق صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" الصينية، فإنه:" يبدو أن زيارة بيلوسي قد سهلت المهمة على بكين لتخطو خطوة إضافية باتجاه ضم جزيرة تايوان إلى الوطن الأم"، كما تتعهد مرارا.
انطلاق المناورات
واليوم الأربعاء بدأت مناورات بالذخيرة الحية في محيط جزيرة تايوان، كانت الصين قد أعلنت عنها أمس الأول ردا على زيارة بيلوسي للجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي.
وتشير الإحداثيات التي نشرها الجيش الصيني إلى أن جزءًا من العمليات العسكرية سيجري على بعد عشرين كيلومترًا عن ساحل تايوان.
وحذرت الصين شركات الطيران العاملة في آسيا من الطيران في المنطقة المحيطة بتايوان، وهو ما يعنى إلغاء ما يصل إلى 40 رحلة وصول ومغادرة جوية بسبب تلك التدريبات العسكرية.
كما ذكرت مصادر أن هذه التدريبات ستغلق الطرق الدولية التي تمر عبر تايوان وستؤثر بشكل خطير على الحركة الجوية للجزيرة.
وسوف يتم فرض 3 من مناطق التمرين الست المحددة على مناطق المياه التي تعتبرها إدارة الجزيرة مياهها الإقليمية، حيث تبين أن إحدى هذه المناطق على بعد أقل من 20 كلم من كاوشيونج، أكبر ميناء في الجزيرة، وتقع على الساحل الجنوبي الغربي.
ومنذ مساء يوم أمس الأول، تطلق منطقة قيادة القتال الشرقية الصينية نيران المدفعية بعيدة المدى في مضيق تايوان صواريخ غير نووية في المياه شرقي تايوان.
من جهتها، أوضحت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست"، أهمية هذه التدريبات والمناورات بالنسبة لتغيير الوضع القائم.
وقالت إن بكين سترد على زيارة بيلوسي لتايوان، عبر إهمال أكثر القواعد الرسمية التي تساعد في الحفاظ على السلام مع الجزيرة"، وخاصة فيما يتعلق "بالخط الأوسط" في مضيق تايوان الذي يمثل حدود منطقة الدفاع الجوي لتايوان ومنطقتها الاقتصادية الخالصة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجانبين كانا يلتزمان بهذا الخط قبل زيارة بيلوسي، لكن من الآن ستعبر الطائرات الصينية هذا الخط أكثر فأكثر، وستبقى في الجانب التايواني من الخط لفترات أطول "لاستعراض القوة". وكتبت الصحيفة أن "الصين ستتجاهل هذا الخط أكثر فأكثر حتى يختفي من الناحية العملية".
وجدد وزير الخارجية الصيني وانج يي، اليوم الأربعاء، أن التوحيد الكامل للصين مع هذه الجزيرة، يعتبر حتمية تاريخية.
ونصح الوزير الصيني، الولايات المتحدة بأن لا تحلم بإعاقة القضية العظيمة لإعادة توحيد الصين، مشيرا إلى أن محاولات استخدام تايوان لكبح تنمية الصين، محكوم عليها بالفشل. وحث الولايات المتحدة على التوقف فورا عن لعب "ورقة تايوان" لإشاعة الفوضى في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.