الصين بين زيارتي جنجريتش وبيلوسي.. "أغنى وأقوى"
نددت الصين مرارا بزيارات المسؤولين الأمريكيين إلى تايوان، لكن هذه المرة تخلت بكين عن التنديد واختارت التهديد.
وقالت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، إنه:" طوال عقود، تندد الصين بزيارات المسؤولين الأمريكيين إلى جزيرة تايوان التى تعتبرها الصين جزءا منها، لكنها هددت هذه المرة وبدأت إجراءات عسكرية تتضمن مناورات عسكرية في 6 مناطق حول تايوان، فيما يشبه الحصار الخانق على تايبيه".
ووصلت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، الثلاثاء، إلى تايبيه عاصمة تايوان، وسط وعيد من بكين بالرد، لكنها ليست المرة الأولى لرئيس مجلس نواب أمريكي يزور فيها الجزيرة، فقد سبقها إلى هناك الجمهورى "نيوت جنجريتش" عام ١٩٩٧ إبان ولاية الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون.
زيارة جنجريتش
كان جنجريتش، زار الصين فى أواخر أذار/مارس ١٩٩٧ ووصل إلى تايوان فى زيارة استمرت 3 ساعات يوم أربعاء وافق 2 أبريل/ نيسان.
وحينها، أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، عن "استغراب" بلاده من تصريحات جنجريتش فى تايوان وإعلانه أن الولايات المتحدة ستتدخل مساعدة الجزيرة فى حال حاولت الصين ضمها بقوة.
وقال المتحدث الصيني شين جوفانج، آنذاك، إنه:"اكتشفنا أن حديث بعض القادة في الجانب الأمريكي، بما في ذلك قادة الكونجرس، متناقض".
وأضاف"أنهم يخبروننا أنهم لن يدعموا استقلال تايوان ويريدون إعادة التوحيد السلمي ولن يتدخلوا في هذه القضية.. لكننا نرى أن ما تقوله حكومة الولايات المتحدة وقادة بعض الفروع الحكومية وما وعدوا به ليس هو نفسه."
وحث شين الحكومة الأمريكية على التحدث بصوت واحد والتوقف عن بيع الأسلحة لتايوان وتشجيع الشعور بالاستقلال.
وكان بيان جينجريتش من أوضح التصريحات في السنوات السابقة بشأن ما ستفعله الولايات المتحدة إذا هاجمت الصين تايوان.
وقال إنه" قصد ذلك على هذا النحو لأن الافتقار إلى الوضوح قد يغري بكين".
وكان هذا هو رد الفعل الصيني على الزيارة.. فلماذا هذه المرة اختلف الرد؟
صين أقوى وأغنى
فى تقرير نشرته وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية بعنوان "صين أغنى وأقوى تحذر بيلوسي من زيارة تايوان"، قال محللون إن "وضع ومكانة وقوة الصين قد اختلفوا على مدار الخمس وعشرين عاما الفاصلة بين زيارتى جنجريتش وبيلوسي إلى تايوان".
وأضافت الوكالة الأمريكية، أنه: "تذمرت بكين لكنها غضت الطرف عام 1997 إبان زيارة جينجريتش، إذ كانت بكين لديها أولويات أخرى. فحكومة الرئيس جيانج زيمين، كانت تستعد للاحتفال بعودة هونج كونج وخروج الصين من العزلة الدبلوماسية بعد أحداث ميدان تيانمين عام 1989".
ووفق الوكالة :" كان جينجريتش، الداعم لتوثيق العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، قد ساعد لتوه في تلك الحملة من خلال لقاء جيانج في بكين. وبالتالى فقد تجنبت الصين الصدام التخريبي مع واشنطن".
لكن بعد ربع قرن، تغيرت الظروف بشكل جذري. فحكومة الرئيس الصيني شي جين بينج أكثر ثراءً، وتسليحًا وأقل استعدادًا لتقديم تنازلات بشأن تايوان.
وتعتبر بكين أي اتصال رسمي مع تايوان بمثابة اعتراف بحكومتها المنتخبة ديمقراطيا، والتي يقول البر الرئيسي إنها لا تملك الحق في إقامة علاقات خارجية، وفقا لـ "أسوشيتد برس".
ويزيد التوقيت من الضغط السياسي. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يحاول شي الحصول على فترة رئاسية ثالثة مدتها خمس سنوات كزعيم للحزب في اجتماع يعقد في الخريف.
وتابعت:" قد تفشل مساعيه إذا اتهمه منافسوه بالفشل في أن يكون صارما بما فيه الكفاية في مواجهة ما يعتبرونه استفزازا أمريكيا".