تقلا شمعون: كسرت النمطية في "عروس بيروت" وأحضّر مشروعا مع "شاهد"
موهبة فريدة تلك التي تتمتع بها الفنانة اللبنانية تقلا شمعون، التي اقتحمت القلوب بلا استئذان عبر أدوارها الاستثنائية على الشاشة الصغيرة.
وفتحت تقلا شمعون، التي يلقى اسمها اليوم صدى عربيا واسعا، قلبها إلى "العين الإخبارية"، في حوار مطول تحدثت فيه عن أدوارها المميزة ويومياتها في ظل الحجر الصحي ووباء كورونا ومشاريعها الفنية الجديدة.
هل يمكن وصف مشاركتك في مسلسل "عروس بيروت" بدور العمر؟
لا أدري. لا تروقني هذه التسمية. الأكيد أنّ شخصية ليلى الضاهر "أخذتني على مكان جميل". خطوة كبيرة في حياتي المهنية وعلى مستوى الانتشار.
الشخصية مليئة بالتقلّبات، كيف يستطيع الممثل تجسيد كل هذه الصراعات بدور واحد؟
كان من السهل الوقوع في النمطية أمام هذا النوع من الشخصيات. هي ليست امرأة متسلّطة فحسب، بل لديها في داخلها تناقضات كثيرة. ميزتها القسوة، لذلك أمكن تنميطها.
تساءلتُ وأنا أحضّر لها: هل يُعقل أنّها امرأة من دون قلب؟ أين مشاعرها؟ هذه السيدة مجروحة، لديها ماضٍ قاسٍ، فحين أحبّت رجلاً فقيراً، رفضه أهلها، فتعلّمت إسكات أحاسيسها وداست على قلبها.
هي اليوم أمٌ لأربعة أبناء، هم فخر حياتها، بعدما امتلكوا قلبها عوضا للرجل، فحين يصيب أحدهم مكروه، ستضعف بحجم قسوتها، ثم دقّ الحبّ بابها فاستيقظت أنوثتها.
هذا المزيج من المشاعر جعلني أشعر بالصعوبة، فألبستُ الشخصية جسماً من لحم ودم، وأنا أدرك أنّ عليّ أن أحب على طريقتها وأضحك وأعشق وألبس وفق مكانتها الرفيعة في مجتمعها.
تحصدين نجاحاً على أعلى المستويات بشهادة الجمهور وأيضاً بشهادتي الفنانتين أنغام ولطيفة. هل عزّ عليكِ وأنتِ تقولين في مقابلة تلفزيونية إنّ أحداً من لبنان لم يتصل لتهنئتك؟
الأمر ليس بهذا المعنى ودعوني أوضح من خلالكم. لست من النوع الذي يستلذ بجلد الآخرين أو اتّهامهم وأخذ المواقف.
الظروف التي يعيشها لبنان، تترك الجميع غارقاً في انشغالاته. اليوم "ما حدا فاضي لحدا"، في ظلّ أقسى فترة تشهدها البلاد.
كما أنّ المسلسل لا يعرض على محطة محلية، وتوقيت عرضه على "MBC4" يتزامن مع موعد نشرات الأخبار اللبنانية.
الأولوية اليوم لأعداد الإصابات بكورونا ووضع المستشفيات وسعر الدولار، وهذا همّ اللبناني. المحبة موجودة لكنّ الظروف صعبة، وليس صحيحاً أنّنا كلبنانيين لا نصفّق لنجاحات بعضنا البعض.
هل من جزء جديد لمسلسل "عروس بيروت"، وماذا تحضّرين اليوم، لا سيما على المستوى العربي؟
لا أعتقد ذلك، وحتى الآن لا حديث عن جزء جديد. أحضّر مشروعاً لا يزال قيد الدراسة مع منصّة "شاهد"، فأبديتُ الموافقة عليه، لكن هناك أموراً عالقة يجري التباحث بها.
أتحفّظ عن أي تفاصيل بطلب من الشركة المنتجة حتى اكتمال الصورة. ما يمكن قوله أنّه عمل لما بعد رمضان، والشخصية ستكون قوية وجديدة، وهو سيجمع نجوماً عرب ولبنانيين.
صعّبت شخصية ليلى ضاهر خياراتي، وبتّ أتمهّل أمام ما يُعرض عليّ. وأحضّر أيضاً لفيلم سينمائي للمخرجة التونسية إيمان بن حسين، مع ممثلين تونسيين، فأكون أنا اللبنانية الوحيدة بينهم. الفيلم بعنوان "أبناء الرب"، سيُصوّر بين أواخر شهر مارس/آذار وبدايات أبريل/نيسان بين فرنسا وتونس.
هل ترين أن المنصات الرقمية تضمن انتشاراً أوسع للمسلسل؟ وأين تفضّلين عرض مسلسلاتك؟
لا مفرّ من المرحلة الجديدة. صحيح أنّ التلفزيون يجعل الناس يتحدّثون عن المسلسل أكثر، لكنّ المنصّات تخاطب فئة الشباب تحديداً، خصوصاً وسط عزلة السوشيال ميديا حيث يحمل الناس هواتفهم طوال الوقت.
ليس الجميع ضليعاً باشتراكات المنصات، خصوصاً الكبار في السن. مع الوقت، ستصبح من يومياتنا جميعاً، ولا مهرب من ذلك.
وباء كورونا غيّر حياة البشرية، كيف ترين المرحلة المقبلة؟
لا أدري كم سيطول، لكنّني أحمل في قلبي رجاء كبيراً للوصول إلى النهاية السعيدة.
أؤمن أنّ استفقاد الله رحمة، وعلينا ألا ننسى اللجوء إليه في أشد الظروف سوداوية. أتمنى أن تكون هذه الأيام دعوة للتوبة، فالإنسان في النهاية كائن ضعيف مهما استقوى.
كيف تمضين أيامك في الحجر المنزلي، وأي هوايات تمارسين للتخفيف من ثقل الوقت؟
على العكس تماماً، أتساءل كل يوم: كيف مرّ نهاري سريعاً بهذا الشكل؟! لست من النوع الذي يشعر بالملل إذ لدي الكثير لأفعله، فأنا أعمل على مشروع خاص، هو عبارة عن نص مكتوب لي أقرأه وأدوّن عليه ملاحظاتي، وأفضّل عدم التطرّق إلى تفاصيله.
كما أهتم بالمنزل وإن كانت لدي مدبّرة تساعدني، فأنا أطبخ طعاماً لذيذاً لزوجي وأتفنّن بالنكهات، وأرتّب أمور بيتي. وأيضاً، أحبّ المشي، فموقع منزلي يساعدني على النزهة اليومية في الطبيعة. المشي تحت المطر أمر رائع، أمارسه أحياناً مع زوجي فنتنفّس معاً هواء نظيفاً.
على سيرة المطبخ والطعام اللذيذ، البعض يُفرط في تناول المأكولات وتحديداً في فترة الحجر، فكيف هي الحال بالنسبة إليكِ؟
أحاول الانتباه قدر الإمكان لئلا أفرط في تناول الطعام، كما أنني أمارس الرياضة وأحافظ على رشاقتي. وممارسة الرياضة تكون أيضاً باهتمامي بحديقتي، فأعمل في الأرض تماماً كما يعمل الرجال، الأرض تعني الكثير لي والعمل في الحديقة يمنحني شعوراً جميلاً.
كذلك، فإنّ النوم مهم جداً، وإنني من النوع الذي يحترم ساعات النوم، فلستُ ممن يجعلون ليلهم نهاراً ونهارهم ليلاً، بل أعمد إلى النوم نحو الحادية عشرة أو الثانية عشرة عند منتصف الليل، فأومّن لنفسي ساعات نوم طبيعية.
أعلنت دولة الإمارات أنها على طريق التعافي من الجائحة. ماذا ينقص لبنان ليكون دولة مماثلة؟
الفساد في لبنان مستشرٍ منذ زمن، وهنا الفارق. الحكام الصادقون قلّة، والأكثرية قائمة على الرشوة والمصلحة والمحسوبية. أعلم جيداً كم يحب حكام الإمارات بلدهم وأحيي أيضاً اهتمامهم بالدراما العربية وإدخالها إلى السوق.
نريد شعباً ينشأ على الوطنية لانتشال لبنان من الغرق. هناك دائماً من يخرّب الاستقرار والازدهار، وأملنا بحكام صالحين يغلّبون مصلحته على مصالحهم، فتكون لنا ذات يوم دولة.