موهوبة بالفطرة.. جنات العراقية تعيد رسم الوجوه من جديد
صوت ملائكي يأخذ الأفئدة، كفرشاتها الصغيرة في الحجم والكبيرة في الأداء، تقول وبثقة وإصرار "أنا رسامة موهوبة أمزج كل الألوان لأعبر عن شعورٍ داخلي".
جنات أحمد، طفلة لم تتجاوز الثمان سنوات من محافظة النجف العراقية، وهبها الله الرسم بحرفية عالية يفوق سنواتها الفتية وبساطة خيال أقرانها وعمقهم المعرفي في تصور الأشياء واستدراكها فنًا.
تقول "جنات" لـ"العين الإخبارية": "بدأت الرسم منذ سن الرابعة قبيل دخولي المرحلة الدراسية بعامين، وانبهر حينها أهلي بما قدمته".
وتستدرك بالقول، إنها استطاعت أن تطور من قدراتها الفنية شيئًا فشيئًا من خلال مساعدة ذويها، الذين وفروا لها الأدوات اللازمة من الأصباغ وورق الرسوم.
وغالبًا ما تتركز رسومات "جنات" على تقديم لوحات تكون مادتها المرأة العراقية بزيها الفلكوري، فضلًا عن مضامين أخرى تمزج ما بين الخيال العالي وإبراز الجوانب الخفية للأشكال والأحداث.
ليس ذلك فقط، فهي تجيد الرسم الحر وكذلك الرسوم على وجوه الأطفال، وتزيين قسماتهم بشتى أنواع النقوش والزخارف الجميلة.
تقول والدة جنات، إن طفلتها الموهوبة "بدأت الرسم دون الاشتراك بأي دورة تطوير أو تحضير في بادئ الأمر، حيث اعتمدت الرسمات المطبوعة من خلال تلوينها، وفيما بعد، لجأت إلى منصة يوتيوب لتقوية مهارتها".
ومع تنامي سنوات عمرها، بدت تطغى موهبتها وتتشكل بنضج أكبر وأكثر اتقانًا، من خلال اللوحات التي تبدعها بفرشاتها.
في عامها الخامس، وبعد معرفة الأهل بموهبتها، انضمت جنات أحمد إلى فريق عشتار الفني، وهو منظمة تطوعية تعنى باحتضان المواهب الفنية، مقرها محافظة النجف.
وفي نفس السياق، تقول نمارق جواد، مدير "عشتار الفني": "والدة الطفلة هي أحد أعضاء الفريق التطوعي، وقد كانت تأتي أحيانًا وبرفقتها جنات، مما اضطرنا حينها إلى تقديم وسائل التسلية والترفيه لها، بغية استكمال مهامنا طوال وقت العمل".
وبالصدفة، كما تروي "جواد"، وجدت ذات يوم أن "الطفلة جنات كانت مهووسة من بين مجموعة أشياء بالألوان ومزجها وبطريقة تؤشر على موهبة متفردة، وقد أبلغت والدتها بذلك حينها".
وخلال عمرها الفني، الممتد لأربع سنوات، شاركت جنات في معارض فنية متعددة، وقد نالت جوائز وشهادات تقديرية.
في ختام حديثها، تقول "جنات": "أتمنى أن أصبح فنانة كبيرة لي رسومات مميزة، أُعرف من خلالها إلى العالم أجمع".