"تشريع" نظام طالبان.. تأصيل الحكم بستار "الدين والقبلية"
تسعى حركة طالبان في أفغانستان إلى تثبيت أركان حكمها للبلاد، عبر "تأصيله وتشريعه باسم الدين"، وبإجماع قبلي.
وحشدت الحركة لذلك، آلافا من رجال الدين ووجهاء القبائل الذين قدموا من كل أنحاء أفغانستان من أجل "تشريع نظام طالبان" الأصولي، خلال مجلس موسع في كابول.
- انفجار وإطلاق نار قرب "مؤتمر بارز" تعقده طالبان في كابول
- زفاف جماعي على "أنغام السلاح".. ليلة العمر برعاية طالبان
ولم تكشف السلطات سوى عن تفاصيل مقتضبة عن التجمع الذي دعت إليه حركة طالبان والمخصص فقط للرجال.
ووصف الاجتماع بأنه "جيرغا" أي مجلس استشاري وتقليد قديم لوجهاء في أفغانستان يعمل على تسوية الخلافات عبر التوافق.
ولم يسمح لوسائل الإعلام بحضور المجلس لكن بعض الخطابات بثتها الإذاعة الرسمية، وغالبيتها يدعو إلى "الوحدة خلف نظام طالبان".
وأكد مسؤول من حركة طالبان، الخميس، أن "الطاعة للقادة هي المبدأ الأهم في النظام الإسلامي الأفغاني".
وقال حبيب الله حقاني، الذي يرأس التجمع الذي نظم في حرم جامعة البوليتكنيك في كابول، في خطابه الافتتاحي، إن "الطاعة هي المبدأ الأهم في النظام".
وأضاف حقاني: "يجب أن نطيع قادتنا في كل القضايا، بصدق وإخلاص، يجب أن نطيع بالطريقة الصحيحة".
منع مشاركة النساء
وقال مصدر من طالبان لوكالة الأنباء الفرنسية، إن "المشاركين في المجلس سيسمح لهم بانتقاد السلطة القائمة ومواضيع شائكة مثل تعليم الفتيات الذي هو موضع نقاش داخل الحركة، وستكون على جدول أعمال الجيرغا أيضا التي ستستمر لـ3 أيام، ولن يسمح للنساء بالمشاركة فيها".
واعتبر نائب رئيس الوزراء عبد السلام حنفي، الأربعاء، في حديث لشبكة التلفزيون العام "آر تي إيه"، إن "ذلك لم يكن ضروريا لأن النساء سيكن ممثلات بأقارب من الذكور".
وتؤكد حركة طالبان أنها تحظى بدعم "غالبية كبرى من الشعب"، لكنها عادت إلى "تطبيق متشدد للشريعة بشكل صارم" كما فعلت خلال تسلمها السلطة لأول مرة بين 1996 و2001 ما أدى إلى تضييق كبير لحقوق المرأة.
واستبعدت المرأة عن الوظائف العامة وضيقت حقها في التنقل، كما حظرت وصول الفتيات إلى المدرسة الثانوية، وفرض على النساء أيضا ارتداء النقاب في كل خروج في الأماكن العامة.
ومنذ استعادة الحركة السلطة في منتصف أغسطس/آب، غرقت أفغانستان في أزمة اقتصادية وإنسانية حادة، بعدما أوقف المجتمع الدولي المساعدات المالية التي دعمت البلاد قرابة عشرين عاما.
"قطع رأس من يعارض"
ومن على منصة المجلس، أعلن إمام يحظى بنفوذ أن "أي شخص يحاول الإطاحة بالنظام يجب أن تقطع رأسه".
وقال مجيب الرحمن أنصاري، إمام مسجد غازارغاه في هرات: "لم يرفع علم طالبان هذا بسهولة ولن ينزل بسهولة".
وأضاف: "يجب أن يوافق جميع علماء الدين في أفغانستان على قطع رأس أي شخص يرتكب أي عمل ضد حكومتنا والقضاء عليه".
يتوقع أن ترسل المدن والمجموعات الدينية ومنظمات أخرى أيضا ممثلين ليرتفع عدد المشاركين في هذا المجلس إلى أكثر من ثلاثة آلاف شخص أي أكبر تجمع لشخصيات نافذة منذ وصول عودة طالبان إلى السلطة.
تكهنات بحضور مرشد طالبان
وتتداول وسائل الإعلام الأفغانية تكهنات باحتمال حضور المرشد الأعلى لطالبان وأفغانستان هبة الله أخوند زاده الذي لم يتم تصويره علنًا منذ وصوله إلى السلطة.
وحدها التسجيلات الصوتية لأخوند زاده الذي يعيش في منطقة نائية في قندهار نشرت علنا لكن دون أن يتسنى التحقق من صحتها من مصدر مستقل.
aXA6IDMuMTM4LjE4MS45MCA= جزيرة ام اند امز