خطاب تميم في الأمم المتحدة ما هو إلا مراوغة ودفاع غير مجد عن النفس
تؤكد لنا الأحداث المتتالية عن النية المبيتة لدى حاكم قطر للاستمرار في دعم الإرهاب ورغبته في الانسحاب من مجلس التعاون الخليجي، حيث نجد أنه يعطي لنفسه مكانة وقيمة أكبر من قدره، فهو ليس من ذوي الخبرة السياسية وليس له باع طويل في إدارة شؤون البلاد، ولا يفهم فنيات التعامل الدبلوماسي وهذا ما تؤكده لنا لحظات البث المباشر لأغلب اللقاءات والمؤتمرات التي يشارك فيها .
لقد توالت الفرص الكثيرة أمام النظام القطري للعودة إلى البيت الخليجي ونزع فتيل الأزمة، وكان اجتماع الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة، فرصة كبيرة لإنهاء هذه الأزمة ورفع الحصار والمقاطعة وعودة الحياة لطبيعتها بين قطر والأشقاء العرب، لكن هذه الفرصة أهدرها تميم بالمكابرة التي لا يريد أن يتخلى عنها .
في الخطاب الأخير بالأمم المتحدة تعرض أمير قطر تميم بن حمد لموقف محرج أمام وسائل الإعلام العالمية، حين كان يشير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بيده ناحيته فظن أنه يريد مصافحته، ومدّ يده، لكن ترامب كان قد سحب يده في الاتجاه الآخر، في مؤشر قوي وواضح على حالة الارتباك الشديد التي يعاني منها تميم ونظام الحمدين.
وفي هذا اللقاء رحب تميم بالتدخل الأمريكي المتمثل في دونالد ترامب قائلا «كما قلت سيدي الرئيس لدينا مشكلة مع جيراننا وتدخلك سيساعد كثيرا وأنا واثق من أننا سنجد حلا لهذه المشكلة»، مناقضا ما كان يدعو له في خطابه بأن الدوحة لا زالت متمسكة بوساطة أمير الكويت، إذاً لماذا تطالب ترامب بالتدخل إن كنت فعلا تحترم وساطة الأمير صباح "حفظه الله"؟.
وتعليقا على خطاب أمير قطر بالأمم المتحدة، نجد أنه يقول إن الحصار المفروض على قطر نوع من الغدر والخيانة، لكن تميم في المقابل لا يعتبر دعمه للجماعات الإرهابية خيانة إنسانية ولا عربية ولا دينية ولا أخلاقية، ثم يعلق ويقول إن دول المقاطعة المتمثلة في جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين، قد قاموا مجتمعين بالتخطيط لإخضاع قطر لوصاية شاملة، وهذا درب من الخيال لأن كل دولة من الدول الأربع لديها ما يشغلها ويكفيها ولا تحتاج لفرض وصاية على أحد.
من كان يستمع إلى كلمة تميم في نيويورك -بما فيهم وفد قطر - يعلمون أن نظام الدوحة هو من دبّر وخطط ونفذ أغلب العمليات الإرهابية في أغلب الدول العربية كسوريا وليبيا والعراق واليمن ومصر وغيرها الكثير، ولدى أجهزة المخابرات الدلائل القاطعة على ذلك.
ويقول تميم إن بلده وشعبه يواجهان الحصار منذ الخامس من يونيو الماضي، وأن بلاده تقف صامدة أمام هذه المقاطعة، ونتساءل هنا من المتسبب في هذه المقاطعة؟ ألم تكن أنت يا سمو الأمير وتنظيم الحمدين المسيطر عليك هم المتسبب الرئيسي في كل ما حدث وسيحدث ؟.
يقول تميم إن هناك دولا تمتلك المال وتريد فرض إرادتها على دول أخرى، ونتساءل هنا، هل تمتلك أي من هذه الدول قناة فضائية مثل قناة الجزيرة أو "الجزيرة مباشر" وتتدخل في كل صغيرة وكبيرة وتبث أخبارا مغلوطة وتدعم الجماعات الإرهابية وتستضيف رموزها؟
كما زعم تميم أنه يرفض التعامل بمعايير مزدوجة مع ظاهرة انتشار الإرهاب، إلا أن المجتمع الدولي وجميع من كان يستمع إلى كلمته في نيويورك -بما فيهم وفد قطر- يعلمون أن نظام قطر هو من دبّر وخطط ونفذ أغلب العمليات الإرهابية في شتى بقاع الأرض وخاصة الدول العربية كسوريا وليبيا والعراق واليمن ومصر وغيرها الكثير، ولدى أجهزة المخابرات الدلائل القاطعة على ذلك.
وفي نهاية خطابه دعا تميم إلى حوار غير مشروط قائم على احترام السيادة، فأي سيادة يدعو لها هذا تميم وهو من تدخل وما زال يتدخل في الشؤون الداخلية للدول محاولا دعم الإرهاب بكل أنواع الدعم؟ وأي حوار ينادي به وقد خان القريب والبعيد؟.
إن خطاب تميم في الأمم المتحدة ما هو إلا عبارة عن مراوغة ودفاع غير مجد عن النفس، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على المكابرة ومحاولة مستميتة في الهروب من الواقع، وفيما يبدو أن الأيام القادمة ربما تسفر لنا عن ثورة شعبية ضد تميم وتنظيم الحمدين وتدفع للعالم بحاكم صالح يدير شؤون هذه الدولة التي نعتز بها وبشعبها .
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة