"احتجاز" إيران لناقلات النفط.. جنرال أمريكي يدعو واشنطن لـ"خطة بديلة"
اعتبر جنرال أمريكي متقاعد أن أزمة السفينتين اليونانيتين اللتين احتجزتهما طهران مطلع الشهر الجاري تسلط الضوء على الحاجة الملحة لتطبيق أقوى للعقوبات ضد إيران.
وفي نهاية مايو/أيار، عندما صادرت اليونان نفطا إيرانيا، احتجزت طهران ناقلتين ترفعان العلم اليوناني في الخليج العربي. واختفى أي شك يتعلق بسبب اختفائهما عندما زعم المرشد الإيراني علي خامنئي "أنهم يسرقون النفط الإيراني قبالة ساحل اليونان.. وقد استعدناه".
وتعليقا على ذلك، قال نائب الأدميرال المتقاعد هيرمان شيلانسكي، الذي شغل منصب المفتش العام بالبحرية الأمريكية، خلال مقال منشور بمجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، إن هذا يسلط الضوء على التحديات والحاجة الملحة لتطبيق أقوى للعقوبات على إيران، لا سيما مع تركيز اهتمام الولايات المتحدة على أوكرانيا، كما يشير إلى ضرورة وجود سياسة أمريكية أكثر شمولا ومصداقية وحملة ضغط للتصدي بفاعلية للعدوان الإيراني ومنعه.
وفي 26 مايو/أيار عام 2022، قررت اليونان، بطلب من السلطات الأمريكية والأوروبية، مصادرة شحنة نفط خام من ناقلة النفط الإيرانية "لانا".
ويقال إن السفينة كانت تبحر في البحر المتوسط منذ سبتمبر/أيلول 2021 على الأقل بحثا عن مشتر لما يزيد على 100 ألف طن النفط الخام الموجود بالشحنة، مما يشكل انتهاكا للعقوبات ضد إيران.
وأضاف شيلانسكي أن التاريخ القريب للسفينة يوضح الخدع الصعبة التي تواجهها أمريكا وشركاؤها لتطبيق العقوبات، موضحا أن "لانا" تمت تسميتها "بيجاس" قبل الأول من مارس/آذار وكانت ترفع علمي روسيا حتى الأول من مايو/أيار، ووقتها غيرته إلى علم إيراني. واحتجزت اليونان أولًا مؤقتا "لانا" في 15 أبريل/نيسان للاشتباه في انتهاكها العقوبات الأوروبية ضد روسيا.
وبعدما أمرت السلطات اليونانية بإطلاق سراحها، أبحرت في البحر المتوسط حتى احتجزتها اليونان مجددا، وهذه المرة بسبب ديون مزعومة لشركة شحن أخرى.
وبالرغم من أن اليونان خططت لنقل النفط الإيراني إلى الولايات المتحدة، أطلقت سراح "لانا" وشحنتها في 14 يونيو/حزيران بعد حكم محكمة يونانية، ما أسفر عن انتكاسة أخرى لمنع مبيعات النفط الإيراني.
ورأى نائب الأدميرال المتقاعد أن قضية "لانا" الغربية لافتة للنظر بسبب ما تكشفه بشأن مراوغة العقوبات الإيرانية، لافتا إلى أن بحث "لانا" الفاشل لتفريغ حمولتها يشير إلى أن المشترين الأوروبيين يلتزمون بالعقوبات الأمريكية على النفط الإيراني بالرغم من مفاقمة الحرب الروسية على أوكرانيا من مشاكل الإمدادات العالمية، ومع ذلك، يرجح إبحارها لمدة ثمانية أشهر أن الجهود المبذولة لعرقلة شحنات النفط الإيرانية محدودة، في أحسن الأحوال.
تابع: "وردًا على ذلك، فعلت إيران ما تفعله دائما عندما تواجه ضغط اقتصادي محدود؛ وهو تكثيف ضغطها المضاد. وفي 27 مايو/أيار، صادرت إيران ناقلتي نفط ترفع علم اليونان في مياه الخليج العربي".
ويقال إن الأولى كانت تحمل شحنة متجهة إلى الولايات المتحدة قادمة من العراق، تشتمل على آلاف من براميل النفط بقيمة أكثر من 100 مليون دولار، في حين كانت الثانية تتجه من العراق إلى اليونان.
ورأى شيلانسكي أن هذا يوضح كيف أنه كلما ردت الولايات المتحدة على الأنشطة الإيرانية الخبيثة بالعقوبات وحدها، أو حتى استخدام محدود للقوة، ترى طهران الضوء الأخضر للتصعيد.
وقال شيلانسكي في مقاله إن ما تحتاجه الولايات المتحدة بشكل ملح وافتقرت إليه هو استراتيجية شاملة للخطة البديلة، والتي يجب أن تنص على أن واشنطن ستستخدم جميع عناصر قوتها الوطنية، بما في ذلك التطبيق الصارم للعقوبات والقوة العسكرية، للدفاع عن مصالحها الحيوية في الشرق الأوسط، على أن تكون الأولوية الأولى منع حصول إيران على النووي.
وأكد نائب الأدميرال المتقاعد أن التحركات الإيرانية الأخيرة تستدعي نهجا أمريكيا جديدا، وأنه يتعين على الولايات المتحدة وشركائها التحرك بسرعة وحسم لمنع العدوان الإيراني مثل مصادرتها الانتقامية الأخيرة لناقلات النفط، وإلا سيستمر تصعيدها المزعزع للاستقرار.