القصة غير المروية لأعنف معركة دبابات في العالم
حروب الدبابات تشبه صدام التنانين؛ أجساد حديدية ضخمة تندفع بين الأدغال والغابات، تطلق قذائف هنا وتناور للابتعاد عن قذيفة مضادة هناك.
لكن الظروف المناخية والجغرافية قد تغير شكل معارك الدبابات، مثلما حدث في حرب الخليج، صيف 1990، والتي لعبت فيها الدبابات الأمريكية دورا حاسما واستثنائيا، بحسب ما طالعته "العين الإخبارية" في موقع History الأمريكي.
في تلك الحرب، ارتسمت حملة شرسة للدبابات ضد الدبابات والتي تجاوزت حتى معركة كورسك الوحشية في الحرب العالمية الثانية، والتي شهدت حوالي 6000 دبابة ألمانية وسوفياتية.
كان الهدف من صناعة الدبابات الأمريكية في المقام الأولى التصدي للاتحاد السوفياتي ورفاقه في حلف وارسو خلال حقبة الحرب الباردة.
لكن غزو العراٌق للكويت في أغسطس/آب عام 1990، أدار بوصلة حرب مختلفة تمامًا. فبدلاً من القتال في الغابات والتلال المنحدرة في أوروبا، تحولت ساحة المعركة إلى مساحات شاسعة من الرمال.
ظروف صعبة دفعت دبابات أبرامز الأمريكية لتحتل مركز الصدارة في حرب الخليج، وساعدت في تحرير الكويت بعد 100 ساعة من القتال العنيف.
"الموت الهامس"
نشرت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة طرازات مختلفة من الدبابات في حرب الخليج، لكن النسخة الأبرز - من حيث الأعداد على الأرض وعمليات القتل المؤكدة، كانت دبابة أبرامز إم1 إم1 المعروفة بـ"الموت الهامس".
يبلغ طول دبابة أبرامز 32 قدمًا ووزنها 68 طنًا، وجرى تصميمها للصمود أمام ضربة مباشرة من أضخم وأحدث دبابة عراقية. وجرى تثبيت مدفعها الرئيسي الذي يبلغ قطره 120 ملم للعمل بفاعلية فوق التضاريس الوعرة بسرعة 45 ميلاً في الساعة.
وبدلاً من إطلاق قذائف المدفعية التقليدية، ألقى مدفع أبرامز قذائف خارقة للدروع بسرعة بلغت ميلا واحدا في الثانية ودمرت دبابات القوات الغازية بقذيفة واحدة.
ورغم حجمها وقوتها النارية، اتسمت أبرامز إم1 إم1، أيضًا بالسرعة وانخفاض صوت المحرك. وتنبع هذه السرعة من محرك توربيني نفاث بقوة 1500 حصان يستعمل وقود الطائرات بدلاً من الديزل، ما أدى إلى خفوت هدير المحرك.
دبابات حرب الخليج الأخرى
نشر الجيش الأمريكي حوالي 1900 دبابة إم1 إم1 خلال حرب الخليج، لكنها لم تكن الدبابات الوحيدة في ساحة المعركة.
إذ كانت الدبابات الأمريكية الأولى التي وصلت إلى أرض المعركة دبابات إم551 شيردانز التي صٌنعت في الأصل لاستخدامها في حرب فيتنام.
واتسمت هذه الدبابات بخفة الوزن لنقلها بالطائرات وإسقاطها جواً في المعركة. وفي أثناء العمليات، أدت دورًا داعمًا فقط، لأن درع الألمنيوم كان عرضة لنيران دبابات الخصم.
بينما أدار سلاح مشاة البحرية الأمريكية دباباته القتالية في الكويت، ومعظمها من طراز إم60 إيه 1، والتي كانت أقدم من دبابات أبرامز.
كما جلب حلفاء أمريكا وحوشهم الخاصة. كانت الدبابة المفضلة للفرقة المدرعة الأولى في المملكة المتحدة هي تشالنجر 1، وهي دبابة قتال تزن 62 طنًا تعمل بمحرك ديزل رولز رويس كوندور بقوة 1200 حصان ومزودة بمدفع رئيسي 120 ملم.
وخلال حرب الخليج، دمرت دبابات تشالنجر 1 أكثر من 400 دبابة عراقية ولم تتكبد أي خسارة.
بينما قاتلت القوات المدرعة الفرنسية بدبابات "إيه إم إكس-30" فرنسية الصنع، والتي كانت مسلحة بمدفع رئيسي قاتل، لكنها كانت تزن نصف وزن دبابات أبرامز إم1 إم1.
في المقابل، كانت دبابة تي-72 السوفياتية الصنع الدبابة القتالية الرئيسية للقوات العراقية.
وكان أسطول صدام حسين من الدبابات طراز تي-72 إس الملقب بـ"أسود بابل"، يتباهى بمدفع رئيسي 125 ملم، ومحرك ديزل بقوة 840 حصانا، والتي نشر الآلاف منها في حرب الخليج.
أعنف معركة للدبابات
يعتقد البعض أن الحرب العالمية الثانية كانت حرب الدبابات الكبرى، لكن أحد أضخم أكبر معارك الدبابات في القرن العشرين وقعت خلال حرب الخليج عام 1991.
وبعد أشهر من الاستعدادات، بدأ القتال بخدعة رائعة من قبل القائد الأمريكي الجنرال نورمان شوارزكوف. إذ بدأت قوات التحالف عملية التحرير من الصحاري الغربية بأكثر من 3000 دبابة وناقلة جند مدرعة في 24 فبراير/شباط 1991.
ووقعت أول معركة دبابات كبرى في حرب الخليج في 26 فبراير/شباط 1991، عندما تلقى الكابتن إتش آر ماكماستر من فوج المدرعات المدرع الثاني، معلومات استخباراتية من طائرات التجسس الأمريكية بأن لواء كامل من الدبابات العراقية كان متوقفًا فوق تلة قريبة.
ومع وجود 14 دبابة فقط في فرقة الاستطلاع الخاصة به، قرر ماكماستر الاستفادة من عنصر المفاجأة ومباغتة الهدف، الذي يحمل الاسم الكودي 73 للشرق.
وبفضل تقنية التصوير الحراري الجديدة التي احتوت عليها دبابات أبرامز إم1 إم1، حققت قوات التحالف انتصارا ضخما، حيث دمرت ما يقرب من 600 دبابة عراقية.
aXA6IDMuMTQ1LjU3LjUg
جزيرة ام اند امز