الدبابة في اختبار البقاء بأوكرانيا.. تعديلات مرتجلة لمواجهة المسيّرات

بهياكل تقليدية ودروع معدنية مصممة لمواجهة مدفعية وصواريخ معروفة، دخلت الدبابات الروسية والأوكرانية القتال ضد بعضهما، مع انطلاق شرارة الحرب عام 2022.
لكن بعد أكثر من ثلاث سنوات، تغير المشهد جذريًا: فهذه الكتل الفولاذية التي كانت رمزًا للقوة البرية باتت تُغلف بشباك معدنية وسلاسل وأقفاص مرتجلة، في محاولة لمجاراة التهديد الأخطر في ساحة المعركة الحديثة: الطائرات المسيّرة الصغيرة والرخيصة.
وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز»، فإن الطائرات المسيّرة غيرت معادلة الحرب رأسًا على عقب، فاختفت صورة الدبابة المنيعة التي تحميها دروعها الأمامية، لتحل محلها مركبات مثقلة بوسائل دفاع مرتجلة ضد هجمات قد تأتي من الأعلى أو الجوانب أو حتى من الأسفل.
وأشارت إلى أن الدبابات الروسية والأوكرانية التي تعود إلى الحقبة السوفياتية تجوب الآن ساحة المعركة وهي مغطاة بشباك مضادة للطائرات بدون طيار ومسامير وسلاسل متدلية وأقفاص ضخمة.
تحولات خارجية
تحولات خارجية غلفت هذه المركبات الضخمة، كانت بمثابة دليل على سرعة تغيير الطائرات المسيرة لمسار الحرب في أوكرانيا خلال ما يزيد قليلاً عن ثلاث سنوات.
بدأت تغييرات الدروع في وقت مبكر من الحرب بعد أن استخدمت القوات الأوكرانية صواريخ مضادة للدبابات قدمتها الولايات المتحدة لضرب الدبابات الروسية مباشرة من الأعلى، مما أدى إلى اختراق النقاط الأضعف في دروع المركبات.
ولمواجهة المقذوفات المتفجرة، بدأت أطقم الدبابات الروسية في تركيب أقفاص محلية الصنع فوق أبراجها لحماية الدبابات من الانفجارات.
ومنذ ذلك الحين، تغيرت ساحة المعركة تمامًا، فأصبحت تُدار الآن بطائرات مسيرة صغيرة ورخيصة من منظور الشخص الأول (FPV)، تُستخدم كصواريخ موجهة.
وردًا على ذلك، خضعت الدبابات الأوكرانية والروسية لعمليات تطوير لمعالجة نقاط ضعفها، فكيف حدث ذلك:
في وقت سابق من الحرب، كانت الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات بدون طيار التي تسقط القنابل اليدوية تهدد الدبابات بشكل أساسي من الأعلى.
ولحماية الدبابات من الأعلى، بنى الميكانيكيون هياكل على أسطحها. ثم بدأ الجنود باستخدام طائرات بدون طيار FPV للمناورة، مثل توجيه المقذوفات إلى مناطق أخرى معرضة للخطر في المركبات.
دفاعات جديدة
وردًا على ذلك، تعلمت أطقم الدبابات كيفية بناء دفاعاتها الخاصة في أثناء الطيران، مثل شبكات مكافحة الطائرات بدون طيار، لحماية أنفسهم من زوايا أخرى.
وعندما بدأت أجهزة تشويش الإشارات بتعطيل الطائرات بدون طيار اللاسلكية، ظهر نوع جديد من الطائرات بدون طيار، موجه بكابلات الألياف الضوئية. ثم أضاف الجنود مسامير إلى الدبابات لالتقاط الكابلات.
ومنذ أن تم إدخال الدبابات على نطاق واسع لأول مرة لعبور ساحة المعركة المليئة بالقذائف في الحرب العالمية الأولى، ظلت هياكلها ودروعها على حالها إلى حد كبير: تم تركيب معظم الحماية على مقدمة المركبة، حيث اعتقد الطاقم أن التهديد سوف يتحقق.
ومع وجود طائرات بدون طيار صغيرة موجهة في ساحة المعركة في أوكرانيا، يمكن أن يأتي التهديد من أي اتجاه بمستوى من الدقة قادر على ضرب النقاط الضعيفة في الدروع.
ونادرًا ما تكون التكوينات موحدة، ويصعب تحديد متى انتشرت هذه التغييرات في الدروع على نطاق واسع. لكن نمو هذه الأنواع الجديدة من الحماية تزامن مع انتشار أنواع مختلفة من الطائرات المسيرة، وخاصةً في عام 2023، مع انتشار طائرات FPV المسيرة على نطاق واسع في ساحة المعركة.
والآن، تُستخدم الدبابات في المعارك بشكل أقل بكثير مما كانت عليه في عام 2022. وللحفاظ على أهمية الدبابات، قام الجنود الروس والأوكرانيون بتغطيتها بتكوينات مختلفة من الدروع كحلول مخصصة للتكتيكات المتغيرة بسرعة.
إضافات روسية
بعض التعديلات الأولى على الدبابات جاءت في وقت مبكر من الحرب، عندما كانت التهديدات الرئيسية للمركبات العسكرية تتمثل في الصواريخ المضادة للدبابات الأوكرانية، التي قدمتها الولايات المتحدة، والطائرات بدون طيار التي أسقطت القنابل اليدوية.
وتُظهر مقاطع فيديو من بداية الحرب جنودًا روسًا يُعدّلون دبابة T-72، إحدى أكثر الدبابات الروسية استخدامًا في دونباس شرق أوكرانيا. وهذا ما أضافوه:
- في البداية، أزال الجنود المدافع من الدبابة ولحام إطار معدني على السيارة.
- ثم أضافوا جذوع الأشجار إلى الإطار وطبقات مطاطية لحماية المداسات.
- وبعد ذلك، غطت الألواح المعدنية الهيكل بأكمله، مما أعطى الدبابات غطاءً إضافيًا من الحماية في المناطق التي تكثر فيها الطائرات بدون طيار.
- غالبًا ما كانت الأقسام المفتوحة من الدبابات مغطاة بسلاسل لمنع الطائرات بدون طيار من الدخول.
وأُرسلت أولى دبابات أبرامز إم1 إلى أوكرانيا عام 2023، مُجهزةً بدروع قياسية. وفُقد العديد منها، بالأساس بسبب هجمات الطائرات المُسيّرة.
ولتحويل مجرى الأمور، تم تجهيز دبابات أبرامز إم1 بدروع تفاعلية يمكنها الانفجار وتدمير الطائرات بدون طيار عند الاصطدام، مما يقلل من الضرر الذي يلحق بالدبابة.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإنه تتم تغطية الأجزاء المتحركة مثل المداسات والعجلات بألواح مطاطية لمنع المسيرات من الاصطدام بها.
ويمكن للطائرات بدون طيار التسلل إلى أقسام ضيقة وتعطيل الدبابة حتى من الأسفل، لذلك يتم استخدام السلاسل والكابلات في بعض الأحيان لتشابكها ومنع الصدمات المباشرة، كما تمت إضافة شبكات قابلة للطي إلى الأبراج لحماية الوصول إلى الفتحة أو المدفعيين المكشوفين في الأعلى.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTMxIA== جزيرة ام اند امز