طارق ذياب: تونس عادت 44 عاما للخلف في كأس العالم.. والإنجازات لا تأتي صدفة
أكد طارق ذياب نجم الكرة التونسية السابق أن النتائج التي حققها منتخب تونس في كأس العالم 2022 لا تعد جيدة، رغم فوزه على فرنسا حاملة اللقب.
وكان منتخب تونس ودع مونديال قطر من دور المجموعات، بعدما حصد 4 نقاط بالتعادل مع الدنمارك (0-0) والفوز على فرنسا (1-0) وبينهما الخسارة من أستراليا (0-1)، حيث تأهل الديوك في الصدارة بفارق الأهداف أمام الكنغر.
واستعرض ذياب، في مقابلة خاصة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، مشاركة نسور قرطاج في كأس العالم الحالية، حيث قال: "حققنا تعادلا وفوزا وهزيمة، وحصدنا 4 نقاط، وهذا في ظاهر الأمر يبدو جيدا، لكن تل النتائج هي نفس النتائج التي حققناها في كأس العالم 1978 بالأرجنتين، فهل يصح أن نكتفي بذلك بعد كل هذه السنوات؟".
وأضاف نجم منتخب تونس الذي كان ضمن قائمته في مونديال 1978: "هل علينا أن ننتظر مثل هذه السنوات من جديد كي نحصد 5 نقاط أو نتأهل إلى ثمن النهائي أو ربع أو نصف النهائي؟.. لقد حصدت أستراليا أضعف منتخبات المجموعة 6 نقاط وتأهلت ونحن اكتفينا بـ4 نقاط، وبالتالي فإن تلك المشاركة لم تكن جيدة".
وعن مقارنة موقف منتخب تونس بنظيره المغربي الذي حقق إنجازا تاريخيا بالتأهل لنصف النهائي كأول منتخب عربي وأفريقي يحقق ذلك قال ذياب: "لا يمكن المقارنة بأي شكل، لأن إنجاز المغرب لم يأت بالصدفة، حيث إن هناك عملا ومجهودا كبيرا وتنظيما يقف وراء تحقيقه، أما نحن فكنا نتشاجر في النقاشات الرياضية حول اختيار الأسماء التي ستشارك ومن لن يشارك".
مشاكل الكرة التونسية
واستعرض أسطورة منتخب تونس السابق المشكلات التي تواجه الكرة التونسية حاليا، حيث قال: "لدينا العديد من المشكلات، فالدوري التونسي لا نعرف متى يبدأ ومتى ينتهي، والبطولة تقام بنظام مجموعتين حسب أهواء رئيس الاتحاد".
وأضاف: "الدوري التونسي هو الأضعف عربيا، فمثلا حكام بطولتنا ليسوا من المؤهلين لكأس العالم، وسمعتنا سيئة لدى الأفارقة والفيفا، لأن التحكيم يلعب دورا سيئا، كما أن الاتحاد لدينا ليس قويا وليس نزيها، وهذا ما جعل الكرة التونسية تزداد سوءا يوما بعد يوم".
وواصل ذياب انتقاداته بالقول: "لا نمتلك الملاعب الكافية، ولو لم نكثف العمل على أنفسنا ستتفاقم المشكلة، متهما وديع الجريء رئيس الاتحاد التونسي الذي يشغل منصبه منذ 2012 بالتسبب في كل ذلك.
وعن تصريحه خلال كأس العالم 2018 بروسيا الذي طالب فيه برحيل الجريء، وما إذا كان لا يزال يطالب بذلك، قال "طبيعي أن أطلب ذلك لأنه لم يحسن شيئا، فهو دائما ما يقول إنه حقق عائدات مالية، لكن أي منتخب يتأهل للمونديال يحصد المال".
وواصل: "منتخب المغرب الآن ضمن الحصول على 25 مليون يورو حال تحقيق المركز الرابع على الأقل، و28 مليونا إذا حقق الثالث، ولم يخرج رئيس الاتحاد المغربي ليقول إنه حقق عائدات.. من يقول أمرا كهذا فهو يفتقد الثقة بالنفس.. ليس هناك أي إنجاز من جانب الاتحاد التونسي".
وواصل أسطورة المنتخب التونس السابق: "حتى في الدوري التونسي، شهدنا إقامة بضع مباريات فقط، وهناك مباريات تباع وتشترى، بدليل أن هناك نتائج غريبة وهناك فرق تهبط وتصعد بتدخل من الاتحاد."
ماذا تحتاج الكرة التونسية للانتفاض؟
وعن الحلول التي يراها ممكنة لحل مشكلات الكرة التونسية، قال طارق ذياب: "يجب تدخل الوزارة والدولة، للاعتناء بالبنية التحتية، فليس من المعقول ألا تمتلك تونس ملاعب على المستوى المطلوب، لأنه لا يوجد تخطيط، كما يجب أن يكون التحكيم مستقلا عن الاتحاد، وهذا شيء ضروري لمنع التلاعب".
وواصل: "نحتاج لإدارة فنية في الاتحاد لا تتغير بتغير مسؤوليه، فحتى منتخبات الشباب التي تعد المصدر للمنتخب الأول لا تحقق أي نتائج مرضية، ودائما ما تخسر في بداية مشاركاتها".
إنجاز منتخب المغرب في كأس العالم
وأشاد ذياب بإنجاز منتخب المغرب في كأس العالم 2022، موضحا: "أحيي المنتخب المغربي على التأهل لنصف النهائي وأحيي وليد الركراكي وكذلك أحيي المدرب السابق وحيد خليلودزيتش الذي حضر الفريق لمدة 3 سنوات والكل تناسى هذا الأمر، حتى لو أنا ضد تصرفاته".
وأضاف: "منتخب المغرب عمل كثيرا للوصول إلى هذا المستوى وتحقيق هذا الإنجاز، والذي لم يأت صدفة، فلديه لاعبون محترفون في أقوى الدوريات، مما انعكس على مستوياته العالية.. ويجب أن نقول شكرا له لأنه أعطانا خارطة طريق".
وعن رؤيته لمستقبل الكرة الأفريقية والعربية قال: "أنا متفائل دائما، لكن علينا العمل وليس التفاؤل فقط، فالإنجازات لا تأتي عن طريق الصدفة، ويجب أن يكون هناك مشروع وتنظيم ومنظومة نزيهة وتحكيم نزيه، من اجل تحقيق الأهداف في النهاية".
وأضاف ذياب: "أعتقد أن الإمكانيات موجودة من أجل تحقيق الإنجازات، وفي كرة القدم العالمية المستويات الفنية أصبحت متقاربة والفجوة بدأت تتقلص بين الجميع، وكأس العالم 2022 لقنتنا دروسا كبيرة، ويجب أن نقيم البطولة على كل المستويات من أجل التطوير والتحسين".
وأكد نجم منتخب تونس السابق أن الفائز الحقيقي بكأس العالم 2022 هو قطر، التي تمكنت من تقديم نسخة استثنائية من البطولة أبهرت كل المشاركين وردت على كل المشككين والمنتقدين بشكل عملي على أرض الواقع، لتنجح في النهاية بشهادة كل الجماهير قبل المسؤولين.
aXA6IDMuMTQ3LjUzLjkwIA==
جزيرة ام اند امز