يستهدف "الخلايا التغصنية".. لقاح جديد لكورونا يدخل بؤرة الاهتمام
طوّر باحثون فرنسيون لقاحاً يستهدف خلايا جهاز المناعة الرئيسية، التي تسمى "الخلايا التغصنية" وثبت أنه فعّال في النماذج قبل السريرية.
ومع استمرار حملة التطعيم ضد "كوفيد-19" في جميع أنحاء العالم، يتواصل البحث لتحسين اللقاحات المتاحة وتطوير مرشحين جدد وفعالين ومبتكرين لمحاربة الوباء ومتغيراته وحماية أكبر عدد ممكن من الناس.
وطوّر باحثون فرنسيون من المعهد الوطني للبحوث الطبية وجامعتي "كريتيل" و"باريس ساكلاي"، لقاحاً يستهدف خلايا جهاز المناعة الرئيسية، التي تسمى الخلايا التغصنية، وثبت أنه فعال في النماذج قبل السريرية، وفق دراسة نُشرت، الأربعاء، بدورية "نيتشر كومينيكيشن"، ومن المتوقع أن تبدأ التجارب السريرية على البشر عام 2022.
وبعد مرور أكثر من عام على بدء الجائحة، تم ترخيص العديد من اللقاحات بفضل جهود بحثية غير مسبوقة في جميع أنحاء العالم، وتجلب هذه اللقاحات من الجيل الأول أملاً كبيراً في مكافحة الفيروس.
ومع ذلك، لا تزال الأسئلة مطروحة فيما يتعلق بمدة الاستجابة المناعية أو الحاجة إلى الجرعات المعززة، كما أن السيطرة على الوباء تعني تطعيم بلايين البشر، ومع ذلك، فإن تصنيع جرعات كافية لحماية جميع سكان العالم يمثل تحدياً كبيراً، وهذا هو السبب في أن أبحاث اللقاحات لا تزال جارية من أجل تطوير لقاحات إضافية مرشحة ومواصلة مواجهة هذه التحديات المختلفة.
ويعمل الباحثون في الدراسة الجديدة على تطوير لقاح يتكون من جسم مضاد أحادي النسيلة يستهدف الخلايا المناعية المنتشرة في جميع أنحاء الجسم، وهي الخلايا المتغصنة.
وتلعب هذه الخلايا دوراً رئيسياً في تحفيز الجهاز المناعي من خلال قدرتها على إحداث جسم مضاد قوي وطويل الأمد واستجابة خلوية، ويتم دمج الجسم المضاد أحادي النسيلة في بروتين الفيروس، مما يحفز الخلايا المتغصنة.
وتستخدم تقنية لقاح استهداف الخلايا المتغصنة حالياً في المرحلة الأولى من تجربة إكلينيكية لتقييم سلامة ومناعة لقاح وقائي لفيروس نقص المناعة البشرية.
وفي دراستهم الجديدة، بدأ العلماء بدراسة قدرة لقاحهم المرشح على تحفيز الاستجابات "المعززة" المضادة للفيروس في النماذج التي تستخدم حيوانات أصيبت قبل ستة أشهر.
وأظهر الباحثون أن هذا اللقاح جيد التحمل وفعّال، مما يؤدي إلى زيادة قوية في تحييد الأجسام المضادة.
وفي مواجهة تعرض جديد للفيروس، تظهر الحيوانات المُحصنة حمولة فيروسية غير قابلة للاكتشاف أو تزيل الفيروس في وقت أقصر (في غضون ثلاثة أيام) مقارنة بالحيوانات الناقصة غير المحصنة أو الحيوانات الضابطة الخالية من أي إصابة سابقة.
وبالتالي، فإن جرعة من هذا اللقاح توفر حماية أفضل ضد الإصابة مرة أخرى من المناعة الطبيعية، بالإضافة إلى ذلك، تم حماية الحيوانات الملقحة من مضاعفات الرئة بعد الإصابة.
وأخيراً، قام الباحثون بالفعل بتكييف اللقاح المرشح ليكون فعالاً ضد المتغيرات الجديدة التي تم تحديدها في الأشهر الأخيرة.
وفي المختبر، يمكن للأجسام المضادة التي يسببها اللقاح أن تحيد بشكل فعال متغيري "ألفا" و"بيتا"، وبالتالي، فإن اللقاح الذي تم تطويره من السلالة الأولية التي تم تداولها في أوائل عام 2020 قادر على تحفيز استجابة الجسم المضاد التي تحيد أيضاً المتغيرات الجديدة التي تم اختبارها.
وتشير النتائج المقدمة في هذه الدراسة إلى أن اللقاح قد يكون مفيداً بشكل خاص للأشخاص الذين يتعافون أو تم تطعيمهم بالفعل والذين بدأت استجابتهم المناعية في الانخفاض، من أجل تقوية مناعتهم.
ومن المقرر إجراء تجارب سريرية في عام 2022 على مرضى أصيبوا سابقاً بالفيروس أو الأشخاص الذين تلقوا بالفعل لقاحاً من الجيل الأول، كما سيتم إجراؤها على الأفراد الذين لم يتعرضوا مطلقاً للتطعيم أو للفيروس.