واشنطن بوست: هجوم مانشستر الإرهابي استهدف النساء
داعش استهدف حفل مانشستر لأنه يحتفي بتمكين المرأة، وكراهية النساء متأصلة جدا في الإيديولوجية المتطرفة
خلال العامين الماضيين، أصبحت العمليات الإرهابية التي أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنها أو أنه كان مصدر إلهام لمنفذها، حقيقة قاسية في أوروبا الغربية؛ من تفجيرات وحوادث دهس بالشاحنات وإطلاق نار في باريس وبروكسل ونيس وبرلين ولندن.
في البداية، بدا حادث مانشستر الإرهابي في بريطانيا، الإثنين، خارج إحدى الحفلات الموسيقية، مثل جميع الحوادث الإرهابية السابقة؛ وحشي ومميت، حيث قتل فيه 22 شخصا، وكأنه الفصل الأحدث في قصة قاتلة طويلة أزهقت أرواح ما يزيد على 300 شخص، على قول صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.
لكن، استطردت الصحيفة، أنه تم اكتشاف مزيد من التفاصيل؛ فمن بين أمور كثيرة أخرى، كان تهدف هذه الحفلة إلى الاحتفاء بتمكين المرأة، ومعظم ضحاياها من السيدات البريطانيات اللاتي ذهبن للحفل للمشاركة في ذلك، وكانت أول فتاة يتم التعرف على هويتها في هذا الحادث المؤسف، جورجينا كالندر، 18 عاما.
أحيت هذا الحفل المطربة الأمريكية أريانا جراندي، 23 عاما، الملقبة بـ"السيدة الخطيرة" والمشهورة بكلمات أغنياتها التي تسعى إلى الاحتفاء بقوة المرأة، وتعد أغنية "سيدة خطيرة" من بين أكثر أغاني جراندي شهرة، وتبدأ كلماتها بـ"لا أحتاج إلى أذن؛ لقد اتخذت قراري".
وبعد أن أصدر داعش بيانا يتبنى فيه مسؤوليته عن الهجوم، وبالرغم من عدم ذكره للنساء بوضوح، ووصفه الحفل بـ"الموسيقي الفاحش"، يمكن أن يكون استهداف السيدات قد تحول إلى نهج دولي، وفقا للصحيفة التي قالت إن حتى الشعور بالاستقلال الذي تمنحه جراندي في موسيقاها للسيدات، تمت سرقته في هجوم مانشستر الذي بدا مستغلا لفرحتهن وولعهن بإحدى نجماتهن المفضلة.
يقول شاشانك جوشي، باحث بارز في المعهد الملكي للخدمات المتحدة: "من المعروف جيدا أن كراهية النساء متأصلة في الجماعات الإرهابية"، مشيرا إلى أن هذه النظرة تُترجم في العديد من الأهداف الناعمة منذ هجمات 11 سبتمبر؛ مثل الهجمات على المقاهي أو الملاهي الليلية والمنتزهات.
ونقلت واشنطن بوست عن إحدى المشاركات في الحفل والناجيات من التفجير، أن كل ما تتذكره أن الحفل كان مكتظا بالسيدات والفتيات من عمرها أو في عمر جراندي. مضيفة: "بدا الحفل ذا مغزى. لماذا نحن؟ ولماذا هذا الحفل؟".
وبالنسبة لمحللين، كان واضحا جدا بين سطور هذا البيان أن التنظيم كان يعرف تماما سبب إقامة الحفل ومن هم ضحاياه.
وفسرت كثير من السيدات اللاتي تجمعن في الميدان الرئيسي لمدينة مانشستر، الهجوم بطريقة مماثلة: "الهجوم على الحفل كان هجوما على السيدات". ووفقا لبعضهن، الهجوم يستهدف الحرية، ويدفع السيدات إلى الخوف من الوجود في الأماكن المزدحمة. فيما ترى أخريات أن استهداف حفل لجراندي على وجه التحديد له مغزى أيضا، حيث تعُدها بعضهن قدوة ونموذجا للنضج.
وبينما تستمر الشرطة البريطانية في تحقيقاتها حول الحادث الإرهابي ودوافعه، فهناك كثير من التساؤلات لا تزال تحتاج إلى إجابات واضحة، كما قالت واشنطن بوست.
aXA6IDMuMTQxLjM1LjI3IA== جزيرة ام اند امز