فيديو ريغان يعود للواجهة.. رسالة عمرها 40 عاما عن أزمة الرسوم

عاد فيديو قديم للرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريغان إلى الواجهة، وحظي باهتمامٍ على منصات التواصل الاجتماعي لحديثه عن التعريفات الجمركية.
وبحسب موقع "إيكونوميك تايمز"، يُظهر مقطع الفيديو، الذي نشرته صفحة theinvestingbeast الشهيرة على إنستغرام، الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان وهو يُوجّه رسالةً تحذيريةً واضحةً حول مخاطر الرسوم الجمركية.
وكُتب أسفل الفيديو على المنشور "الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان يتحدث عن أسباب سوء الرسوم الجمركية"، ولامس الفيديو وترًا حساسًا في الوقت الذي تندفع فيه الولايات المتحدة نحو مرحلةٍ أخرى من الاقتصاد الحمائي، مع فرض ترامب لرسوم جمركية على غالبية دول العالم الآن، معلنا حربا تجارية لأجل غير مسمى.
والمقطع الذي انتشر على نطاقٍ واسع كان خلال رئاسة ريغان عام 1987، وهو منسوب إلى قناة مكتبة ريغان على يوتيوب، وبدأ بمقدمةٍ وطنية قال بها الرئيس الأسبق، إن الرسوم الجمركية تبدو وكأنها تحمي الوظائف الأمريكية ولكنها ليست كذلك.
ثم أخذ في وصف التداعيات المحتملة لهذه التعريفات، من تراخي الصناعة، والحروب التجارية الانتقامية، وانكماش الأسواق، وفي النهاية، فقدان الوظائف على نطاقٍ واسع.
ويقول ريغان بثقة راسخة، "ذكريات كل ما حدث في ثلاثينيات القرن الماضي جعلتني مصممًا، على تجنيب الشعب الأمريكي التشريعات الحمائية التي تُدمر الرخاء".
والآن ونحن في عام 2025، يلوح شبح تحذيرات ريغان في الأفق، بعد ما فرضه الرئيس الأمريكي ترامب من تعريفات جمركية.
وقبل أيام قليلة، فرض الرئيس دونالد ترامب، الذي يتولى الآن ولايته الثانية غير المتتالية، مجموعة شاملة من الرسوم الجمركية وصفها بعض الاقتصاديين بأنها أهم تحول في السياسة التجارية الأمريكية منذ عقود.
وصُممت هذه السياسة لإعادة التوازن إلى العجز التجاري الأمريكي وتنشيط التصنيع المحلي، وتشمل تعريفة جمركية شاملة بنسبة 10% على جميع الواردات تقريبًا، بالإضافة إلى تعريفات جمركية متبادلة شملت 104% على المنتجات الصينية، و20% على الاتحاد الأوروبي، و24% على اليابان، و25% على كوريا الجنوبية.
لكن بينما يتوقع البيت الأبيض خلق فرص عمل وانتعاشًا اقتصاديًا، لا تقتنع الأسواق المالية بهذا التفاؤل، فقد انخفضت الأسهم عالميًا بشكل حاد عقب الإعلان، وسارع الاقتصاديون إلى تخفيض توقعات النمو.
وحذرت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني من ركود اقتصادي وشيك، وتشير تقديرات مختبر ميزانية جامعة ييل إلى أن متوسط زيادة التكلفة السنوية للأسر الأمريكية قد يبلغ 2100 دولار أمريكي، مع تحمل الأسر ذات الدخل المنخفض العبء الأكبر.
ويعيد خطاب ريغان في مقطع الفيديو المنتشر، إلى الأذهان قانون سموت-هاولي للتعريفات الجمركية الحمائي لعام 1930، والذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه سبب الانهيار الاقتصادي العالمي الذي أعقبه آنذاك، كما هو الحال الآن، حيث تم التسوق للتعريفات الجمركية على أنها حل وطني.
لكن ما تلا ذلك كان رد فعل عالمي، وتدميرًا للتجارة الدولية، ومعاناة طويلة الأمد.
وقال ريغان في الفيديو، "قد يبدو الأمر وكأنه القيام بشيء وطني، لكن التعريفات الجمركية المرتفعة تؤدي حتمًا إلى رد فعل انتقامي من الدول الأجنبية، وإثارة حرب شرسة".
وتعكس استراتيجية ترامب التجارية نفس النمط، فبينما نجت دول مثل كندا والمكسيك جزئيًا بفضل اتفاقيات تجارية قائمة، يواجه أكبر شركاء أمريكا التجاريين - الصين وألمانيا وكوريا الجنوبية - الآن رسومًا عقابية.
وستتحمل بعض السلع الصينية رسومًا جمركية تراكمية تصل إلى 79%، وستجذب صادرات فيتنام نسبة هائلة تبلغ 46%.
وقد وصف ريغان الوصول لهذا الحد من الحرب التجارية بالعاصفة العارمة.
ولا شك أن توقيت عودة فيديو ريغان إلى الواجهة كان ذا دلالة بالغة، فبينما ميّزت نزعة الرئيس الأسبق المحافظة المؤيدة للسوق الحرة الحزب الجمهوري في الماضي، أعادت القومية الاقتصادية لترامب رسم معالمه بشكل جذري.
ويتميز إرث ريغان بـ"اقتصاديات ريغان" - وهي مزيج من التخفيضات الضريبية، وإلغاء القيود التنظيمية، والأسواق المفتوحة.
في المقابل، يعتمد نهج ترامب بشكل كبير على التدخل الاقتصادي، مستخدمًا الرسوم الجمركية كأدوات للسلطة والتفاوض.
وقد حظي الفيديو باهتمام من الجانب الصيني، حتى أن الصفحة الرسمية للسفارة الصينية في الولايات المتحدة قامت بإعادة نشره على منصة "إكس".
aXA6IDMuMTQ4LjIyMi42NiA= جزيرة ام اند امز