طارق صالح.. قائد معركة تحرير الشمال في مهمة "إنقاذية"
بعد قيادته انتفاضة صنعاء أواخر 2017، وتحوله إلى المطلوب رقم واحد للحوثيين، يعود طارق صالح إلى سدة الحكم في مهمة استعادة شمال اليمن سلما أو حربا.
ولد العميد ركن طارق محمد عبد الله صالح عام 1970، في صنعاء لأب كان أحد كبار الضباط في الجيش الذين شاركوا في صناعة ثورة اليمن عام 1962 وهو نجل شقيق الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح الذي اغتاله الحوثيون نهاية 2017 عقب إخماد انتفاضة صنعاء.
ورغم إخماد الحوثيين لتلك الانتفاضة، إلا أن صالح لازال الرقم الصعب في معادلة شمال اليمن لما يتمتع به من حضور شعبي وعسكري وأمني حتى أن الكثير من اليمنيين يصفونه بـ"قائد معركة تحرير الشمال"، على أمل أن يخلصهم من قبضة مليشيات الحوثي.
وفوض عبدربه منصور هادي الذي تم انتخابه 2012 رئيسا للبلاد، مجلس القيادة الجديد المؤلف من رئيس و7 أعضاء آخرين بكامل صلاحياته وصلاحيات نائب الرئيس وذلك طبقا للدستور اليمني والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، أحد أهم 3 مرجعيات دولية للشرعية.
ويترأس الدكتور رشاد العليمي مجلس القيادة الرئاسي، فيما ينوبه بقية الأعضاء وعددهم 7 ، أبرزهم سلطان العرادة، طارق صالح، عبدالرحمن المحرمي، عيدروس الزبيدي.
وطارق صالح، هو قائد المقاومة الوطنية في الساحل الغربي لليمن ورئيس مكتبها السياسي، وتنتشر قواته العسكرية الأكثر احترافا على السواحل المطلة على مضيق باب المندب الدولي، أحد أهم الممرات المائية في العالم.
أبرز مناصب صالح
نشأ طارق صالح في بيت رئاسي وعسكري والتحق بالكلية العسكرية وعمل في القصر الجمهوري وتقلد مناصب عده آخرها كان قائدا لألوية الحماية الرئاسية أحدها اللواء الثالث حرس رئاسي أكبر ألوية الجيش اليمني وأفضلها تسليحا.
وعينه هادي بعد تسلمه الرئاسة ملحقا عسكريا في ألمانيا وعمل مرافقا لعمه الرئيس السابق علي صالح حتى اندلاع الحرب مع الحوثيين في صنعاء في ديسمبر/كانون الأول 2017 واغتيال الحوثيين للرئيس الراحل علي صالح .
كما عمل طارق صالح قبل مقتل الرئيس السابق على إعادة تشكيل قوات عسكرية في صنعاء لاستعادة العاصمة من الحوثيين غير أن المليشيات استبقت ذلك وشنت عليه حربا في ديسمبر/كانون الأول 2017 واغتالت صالح وغادر طارق صنعاء وسط أنباء عن مقتله حينذاك بعد تحوله إلى المطلوب رقم واحد للحوثيين.
وبعد شهر من إشاعة أنباء مقتله ظهر طارق صالح في محافظة شبوة ليشارك في عزاء رفيق درب الرئيس الراحل وأمين عام حزب المؤتمر عارف الزوكا الذي اغتالته مليشيات الحوثي أيضا برفقة صالح في منزل الأخير بصنعاء .
طارق يبدأ مرحلة جديدة
بدأ طارق صالح مرحلة جديدة من الحرب ضد مليشيات الحوثي بتشكيل قوات عسكرية في عدن بداية عام 2018، بدعم من التحالف العربي حيث استطاع في وقت قياسي من إعادة تجميع 3 ألوية غالبيتها من أفراد الحرس الجمهوري التي كانت موالية للرئيس السابق علي صالح وفككتها مليشيات الحوثي الانقلابية .
وبعد 3 أشهر فقط بدأت طلائع قوات طارق صالح تصل إلى الساحل الغربي في المخا لتشارك ألوية العمالقة الجنوبية وألوية تهامة العمليات العسكرية ضد مليشيات الحوثي ضمن تشكيل القوات المشتركة التي تعد حاليا القوات الضاربة في اليمن .
واصل العميد طارق صالح تشكيل قواته التي أطلق عليها "المقاومة الوطنية " أو "ألوية حراس الجمهورية" قبل أن ينخرط مؤخرا في العمل السياسي إلى جانب العمل العسكري.
وبحسب مصادر عسكرية لـ"العين الإخبارية"، فإن قوات المقاومة الوطنية بقيادة طارق صالح تتجاوز حاليا 12 لواء عسكريا وقوات خفر سواحل ووحدات مهام خاصة وقوات تدخل سريع وفرق قناصة ووحدات هندسة وتشكيلات نوعية منها شعبة الاستخبارات ووحدات متخصصة أخرى.
شارك طارق صالح في معارك الساحل الغربي ووصلت قواته إلى داخل مدينة الحديدة ضمن القوات المشتركة قبل أن يوقف اتفاق ستوكهولم معركة تحرير الحديدة التي كانت على وشك تحرير كامل المحافظة من مليشيات الحوثي الانقلابية، وفقا لذات المصادر.
وفي مطلع العام 2021، شكل العميد طارق صالح مكتبا سياسيا كذراع سياسية للمقاومة الوطنية ألوية حراس الجمهورية وافتتح له 3 فروع في تعز وشبوه ومأرب ليشكل إضافة مهمة للقوى السياسية الفاعلة في الداخل اليمني.
وحققت قوات المقاومة الوطنية العام الماضي تحرير كامل مديريات حيس فضلا عن انتصارات في مديريات جبل رأس والجراحي ومقبنة في محافظتي الحديدة وتعز عوضا عن إنجازات أمنية غير مسبوقة في ملاحقة خلايا الحوثي وخلايا تهريب السلاح للحرس الثوري الإيراني.
يشار إلى أن المقاومة الوطنية بقيادة طارق صالح، تضم قوة عسكرية عريضة تنتشر في مختلف جبهات الساحل الغربي لليمن كما تؤمن مضيق باب المندب والملاحة الدولية من تهديدات مليشيات الحوثي الإرهابية.