البابا تواضروس للإذاعة الأسترالية: الفهم الخاطئ للدين وراء الإرهاب
البابا تواضروس الثاني أرجع السبب وراء ظهور الإرهاب إلى الفهم الخاطئ للدين، ما يدفع البعض إلى تبني أساليب الإرهاب والعنف
أرجع البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، السبب وراء ظهور الإرهاب إلى الفهم الخاطئ للدين، ما يدفع البعض إلى تبني أساليب الإرهاب والعنف.
جاء ذلك في حوار أجراه مع هيئة الإذاعة الأسترالية، أذاعته اليوم الأربعاء، على هامش زيارته إلى أستراليا التي بدأت في وقت سابق اليوم.
الإرهاب.. أسباب وحلول
ورداً على سؤال بشأن التغييرات التي طرأت على الساحة وأدت إلى ظهور الإرهاب، قال البابا تواضروس: "إن الفهم الخاطئ للدين يؤدي إلى اتباع البعض لأساليب الإرهاب والعنف، وهم يحاولون بذلك التأثير على مصر، لأن مصر ما زالت صامدة وستظل كذلك إلى الأبد".
وشدد البابا على أهمية تطوير العملية التعليمية التي من شأنها بناء جيل جديد متحرر عقلياً وقلبه يسع الجميع.
رسائل خاطئة عن وضع الأقباط بمصر
وحول علاقة الكنيسة بالدولة المصرية، قال البابا تواضروس إن الكنيسة المصرية "محلية ومنفصلة تماماً عن الدولة، كما لديها علاقات طيبة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ومع البرلمان، ومع الدولة بجميع شرائح المجتمع".
ولفت إلى أن عدداً من الأقباط أو المصريين بالخارج، في بعض الأوقات لا يعرفون حقيقة أو واقع ما يحدث في مصر، بسبب الرسائل التي تبثها وسائل الإعلام المختلفة، موضحاً في الوقت نفسه أن مصر تعاني من مشكلات اقتصادية وتعليمية، فهي على مدار 6 سنوات خاضت ثورتين أثرتا على الحياة اليومية للمصريين.
رسالتان للغرب
وفي رسالة واضحة للغرب عبّر فيها عن رأيه تجاه سياساته، قال البابا تواضروس إن السياسات الخاطئة للحكومات الغربية أثرت على استقرار سوريا والعراق، موضحاً أن "نزوح المسيحيين من هذه الدول سوف يؤثر على استقرار الدول الأخرى.. لذا التقينا مع بطاركة وقادة مسيحيين من هذه الدول.. نحن ندعمهم ونحاول أن يكون صوتنا واحداً في الشرق الأوسط".
ووجّه بابا الكنيسة المصرية رسالة أخرى مباشرة للغرب، قال فيها إنه يجب على الحكومات الغربية احترام عاداتنا وتقاليدنا وحياتنا اليومية وعلاقتنا كمسيحيين مع المسلمين.
نجاة البابا تواضروس ومن معه.. "معجزة"
وخلال الحوار الذي كانت مدته 10 دقائق، اعتبر البابا تواضروس نجاته ومعه عدد كبير من المصلين في تفجيرات الكنيسة المرقسية (المقر البابوي) بمحافظة الإسكندرية شمالي البلاد قبل 5 أشهر، بمثابة "المعجزة".
وقال: "صلاة أحد الشعانين (الأحد السابع والأخير من الصوم الكبير الذي يسبق عيد الفصح عند المسيحيين) صلاة طويلة، حيث كان من المقرر أن تبدأ في السادسة صباحاً وحتى الواحدة ظهراً، لكنها انتهت ساعة مبكراً عن الوقت المحدد.. وأعتقد أن هذا بمثابة معجزة حيث تركنا جميعاً الكنيسة مع الأساقفة والقساوسة".
وأضاف البابا: "بعدها بقيت في الكنيسة لقرابة الـ3 ساعات لمتابعة ما حدث وكانت حادثة تراجيدية جداً".
وفي 9 إبريل/نيسان الماضي، وقع تفجير داخل الكنيسة المرقسية بالإسكندرية عقب قداس ترأسه البابا تواضروس، ما أسفر عن وفاة 17 شخصاً وإصابة 48.
تواضروس وفرانسيس.. كيمياء مشتركة
"الكيمياء بيننا واحدة".. هكذا وصف البابا تواضروس علاقته بالبابا فرانسيس الثاني، مضيفاً: "عندما التقينا شعرت أن هذا الرجل مملوء بروح الله، وأنه رجل حكيم وقلبه مملوء بالحب وبالتالي هناك علاقات وتواصل مستمر بيننا. وكانت زيارته إلى مصر رائعة ليس للمسيحيين فقط ولكن لجميع المصريين".
وفي 28 إبريل/نيسان الماضي، زار البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، مصر، في زيارة كانت الأولى من نوعها منذ 17 عاماً، عندما زار البابا يوحنا بولس الثاني مصر عام 2000