دراسة تكشف علاقة مفاجئة بين الضرائب ووفيات السرطان

كشفت دراسة أجراها فريق بحثي من عدة جامعات أميركية وأوروبية عن وجود ارتباط بين حجم العائدات الضريبية ومعدلات وفيات السرطان.
ووفقًا للباحثين من جامعة ولاية أوهايو، وجامعة إيموري في أتلانتا، وجامعة فيرونا الإيطالية، فإن تحليل البيانات بين عامي 1991 و2021 أظهر أن كل زيادة سنوية قدرها 1000 دولار في العائدات الضريبية للفرد ترتبط بانخفاض يصل إلى 4% في معدل الوفيات بالسرطان. وقد اعتمدت الدراسة على بيانات من مكتب الإحصاء الأميركي ومعهد الضرائب والسياسة الاقتصادية، بالإضافة إلى سجلات فحص السرطان بين عامي 2020 و2022.
وأوضحت النتائج أن الولايات ذات الضرائب المرتفعة مثل نيويورك وكونيتيكت ونيوجيرسي كانت بين الأقل تسجيلاً لوفيات السرطان، بينما سجلت ولايات مثل ميسيسيبي وكنتاكي وتينيسي – والتي تعرف بضرائبها المنخفضة – معدلات أعلى للوفيات. ويرى الباحثون أن السبب يعود إلى قدرة الولايات ذات الموارد الضريبية الأكبر على تمويل برامج فحص السرطان المبكر، مثل العيادات المتنقلة، ودعم تكلفة النقل إلى مراكز الفحص، وتقديم حوافز مالية للمواطنين لإجراء الفحوصات الدورية.
كما أظهرت البيانات أن كل زيادة في العائدات الضريبية بمقدار 1000 دولار ترتبط بارتفاع في معدلات فحص السرطان بنسبة تصل إلى 2%، مما يعزز فرص الكشف المبكر عن الأورام وتحسين نتائج العلاج.
ورغم هذا الارتباط الإيجابي، سلّطت الدراسة الضوء على حالة استثنائية تمثلت في ولاية يوتا، التي سجلت أدنى معدل وفيات بالسرطان على مستوى البلاد بالرغم من كونها من الولايات منخفضة الضرائب. ويرجع ذلك جزئيًا إلى تدني معدلات التدخين والكحول بين سكانها، بالإضافة إلى أنماط حياتية محافظة ترتبط بمجتمع متدين.
غير أن الدراسة أشارت إلى أن هذا التأثير الإيجابي للعائدات الضريبية لم يكن متساويًا عبر جميع الفئات السكانية؛ إذ لم تسجل فروق ملحوظة في معدلات وفيات السرطان لدى الأقليات العرقية، مما يكشف عن وجود تفاوتات مستمرة في الوصول إلى الرعاية الصحية بين مختلف المجموعات الاجتماعية.
ويؤكد الباحثون أن النتائج تُظهر ارتباطًا إحصائيًا ولا تُثبت علاقة سببية مباشرة، إلا أنها تقدم دليلاً إضافيًا على أهمية التمويل الحكومي في تحسين المؤشرات الصحية، لاسيما في مكافحة الأمراض المزمنة مثل السرطان. كما أوصوا بإعادة النظر في النظم الضريبية كوسيلة لتعزيز العدالة الصحية والحد من الفوارق في الخدمات الطبية داخل المجتمع الأميركي.