أردوغان وجامعات تركيا.. دروس تحت الرقابة
دعم الاحتجاجات الطلابية بإحدى جامعات تركيا، فكلفه ذلك إلغاء المادة التي يدرسها، في عقوبة "سياسية" تستهدف وضع التعليم تحت الرقابة.
جامعة البوسفور "بوغازجي"، تواجه اتهامات بتنفيذ عقوبة مدفوعة سياسيا ضد محاضر بعد دعمه الاحتجاجات الطلابية، فيما اعتبره النقاد أحدث مثال على تقييد الحرية الأكاديمية بالبلاد.
وذكرت وكالة "ذا ميديا لاين" الإخبارية الأمريكية أن فيزي إرتشين، وهو محام ومحاضر بدوام جزئي، ألغت الجامعة المادة التي يدرسها نهاية مايو/أيار الماضي، ويقول أنصاره إن ذلك بسبب دعمه الصريح جدًا للطلاب المحتجين على رئيس الجامعة الذي عينته الحكومة.
وقال إرتشين إن جامعة بوغازجي في إسطنبول ادعت أنها ألغت مادته، لأنه كان يعطي الطلاب درجات مبالغا فيها، وهو اتهام قال إنه كاذب بشكل سافر.
وكتب خلال رسالة أن "السبب الوحيد قد يكون أنني بصفتي محاميا وأؤدي واجباتي العامة، استجبت لاحتياجات المساعدة القانونية لطلابي وساعدتهم في الاتهامات الظالمة والمحاكمات التي خضعوا لها".
وزار إرتشين الطلاب بالمحكمة بعدما سجنوا في أعقاب احتجاجات بالجامعة اندلعت في يناير/كانون الثاني الماضي، ضد رئيسها مليح بولو الذي عينه الرئيس رجب طيب أردوغان.
وبولو هو عضو بحزب العدالة والتنمية التابع لأردوغان، وكان مرشحًا ذات مرة بالانتخابات الوطنية، فيما قال الطلاب وكثير من أعضاء هيئة التدريب إن عملية تعيينه كانت غير ديمقراطية، وافتقرت للشفافية.
وأثار إلقاء القبض على الطلاب انتقادات من الولايات المتحدة الأمريكية، ولفتت المظاهرات إلى أوجه التشابه بينها وبين احتجاجات جيزي بارك المناهضة للحكومة في 2013، والتي أعقبتها حملة قمع ضخمة على المجتمع المدني والصحافة.
واندلع مزيد من الاحتجاجات هذا الأسبوع، مع قيام الطلاب بنصب الخيام للبقاء بالحرم الجامعي خلال الليل، لكن أفادت التقارير المحلية بأن الشرطة أزالتهم بالقوة من على الأرض قرابة منتصف الليل.
وقالت أستاذة العلوم السياسية زينب جامبيتي، التي تحاضر بدوام جزئي في نفس الجامعة بعد تقاعدها عام 2019، إن وقف إرتشين عن التدريس يوضح المدى الذي يمكن لإدارة الجامعة الجديدة الوصول إليه.
وأضافت: "هذه نقطة تحول في أنهم، حتى الآن، لم يتطرقوا أو يتدخلوا بالمناهج الدراسية، لم يدخلوا هذا بشكل مباشر في إجراءات اتخاذ القرارات الإدارية. الإدارة تكشر عن أنيابها الآن".
من جانبه، قال الأستاذ المساعدة بالعلوم السياسية بجامعة سابانجي في إسطنبول، بيرك إسن، إن "الحكومة لا يمكنها ملاحقة أعضاء هيئة التدريس الذين يعملون بدوام كامل بنفس الطريقة التي تعاملت بها مع إرتشين؛ لأن طردهم سيكون أكثر صعوبة".
وأضاف أن إلغاء المادة التي يدرسها إرتشين يمكن أن يكون بمثابة تحذير للأساتذة العاملين بدوام كامل والمحاضرين بدوام جزئي بإمكانية استهدافهم، مؤكدًا أن "هذا هجوم تام، انتقام شخصي من قبل إدارة بوغازجي. مكتب رئيس الجامعة يلاحق (إرتشين)".
aXA6IDMuMTIuMTQ2LjEwMCA= جزيرة ام اند امز