الذكاء الاصطناعي يثير الإنفاق المفرط لدى 4 شركات.. 200 مليار دولار في 2024
قبل 3 أشهر، عاقبت وول ستريت شركات التكنولوجيا الكبرى التي أنفقت مبالغ هائلة لتطوير الذكاء الاصطناعي، لأنها فشلت في تقديم مبررات لهذا الإنفاق، ومع ذلك فإن شهية الاستثمار لا تزال في أوجها بهذا القطاع.
ووفقا لتقرير نشرته وكالة بلومبرغ، كان رد فعل أكبر شركات التكنولوجيا خلال هذا الربع المالي، هو مزيد من الإنفاق ووضع خطط لاستثمار المزيد. ومن المقرر أن يتجاوز إجمالي النفقات الرأسمالية لأكبر أربع شركات إنترنت وبرمجيات وهي شركات أمازون ومايكروسوفت وميتا والفابت، 200 مليار دولار هذا العام وهو مبلغ قياسي.
وحذر المسؤولون التنفيذيون داخل كل شركة المستثمرين هذا الأسبوع من أن إنفاقهم سيستمر في العام المقبل، أو حتى يتزايد.
- من دبي.. «غوغل» تطلق أكبر مبادرة لها في مجال الذكاء الاصطناعي بالمنطقة
- الذكاء الاصطناعي في يدك.. ما ينتظره مستخدمو آيفون من Image Playground
الإنفاق المفرط
ويؤكد هذا الإنفاق المفرط، التكاليف والموارد الباهظة المستهلكة على الطفرة العالمية في الذكاء الاصطناعي التي أشعلها وصول روبوت الدردشة شات جي بي تي.
وتتسابق شركات التكنولوجيا العملاقة لتأمين الرقائق المتطورة النادرة وبناء مراكز البيانات المترامية الأطراف التي تتطلبها التكنولوجيا. وللقيام بذلك، أبرمت الشركات صفقات مع مزودي الطاقة لتشغيل هذه المرافق، بما في ذلك بناء محطات نووية.
ويحاول كل منهم إقناع المستثمرين بأن هذه الاستثمارات الضخمة ستجعل أعمالهم المستقبلية أكثر ربحية من الأعمال الحالية التي تبيع الإعلانات الرقمية والسلع والبرامج.
ووصف آندي جاسي، الرئيس التنفيذي لشركة أمازون، الذكاء الاصطناعي بأنه "فرصة غير عادية حقًا، ربما مرة واحدة في العمر"، وهو تصريح يتماشى مع التوقعات بإنفاق شركته مبلغا قياسيا قدره 75 مليار دولار لعام 2024.
وتعهد مارك زوكربيرغ الرئيس التنفيذي لشركة ميتا بزيادة الاستثمار في الذكاء الاصطناعي والمشاريع المستقبلية الأخرى التي يضعها الآن في إطار جوهر مستقبل شركته. وقد يرتفع الإنفاق الرأسمالي لشركة ميتا إلى 40 مليار دولار هذا العام.
وفي غضون ذلك، جاء الإنفاق الرأسمالي لشركة ألفابت (غوغل) أعلى من التوقعات. وتوقعت أنات أشكينازي المديرة المالية للشركة زيادات "كبيرة" في عام 2025.
كما تعهدت شركة أبل بالاستثمار في الذكاء الاصطناعي، وتقديم مجموعة من الخدمات، على الرغم من أن نتائجها المالية الضعيفة نسبيًا هذا الربع لم تساعدها منتجات الذكاء الاصطناعي الجديدة.
وكانت النتائج المالية لشركات التكنولوجيا العملاقة هذا الأسبوع مختلطة. وارتفعت أسهم أمازون وألفابت، الشركة الأم لغوغل، بعد أن تجاوزت الشركات توقعات الأرباح، إلى حد كبير بقوة النمو في وحدات الحوسبة السحابية الخاصة بها ولكن أسهم شركتي ميتا ومايكروسوفت هبطت بعد أن تسببت خطط إنفاق الأولى في الشعور بالقلق، وجاءت توقعات الثانية لنمو عائدات الحوسبة السحابية مخيبة للآمال.
نتائج أعمال
وبالنسبة لشركة مايكروسوفت لم يكن أداؤها الفصلي الباهت بسبب عدم اصطفاف العملاء لدفع ثمن عروض الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، بل لأن الشركة لم تتمكن من بناء القدرة لتلبية الطلب بسرعة كافية.
وقال ساتيا ناديلا الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت "لقد ظهر هذا الطلب بسرعة كبيرة بينما مراكز البيانات لا يتم بناؤها بين عشية وضحاها".
وأنفقت شركة مايكروسوفت 15 مليار دولار بزيادة 50% عن العام الماضي وهو مبلغ أعلى مما أنفقته الشركة على الإطلاق على الممتلكات والمعدات في عام واحد قبل عام 2020. وقالت إيمي هود المديرة المالية للشركة إن مايكروسوفت ستعمل على وضع قضية إمدادات مراكز البيانات في "موقف أكثر توازناً".
وكتب محللو بنك جي بي مورغان في مذكرة بعد نتائج الشركة أن المشكلة سوف تقيد "بشكل متواضع" أعمال مايكروسوفت السحابية، لكن استثمارات الشركة، وخاصة حصتها الكبيرة في شركة مايكروسوفت ، "تزرع بذور النجاح على المدى الأطول".
ومن جانبها، أعلنت شركة ميتا عن خسائر تشغيلية بقيمة 4.4 مليار دولار لشركة ريلتي لابس، وهو القسم الذي يصنع نظارات الواقع المعزز وغيرها من الأدوات. كما أنفقت الشركة مبالغ كبيرة لصنع نماذج لاما التي تهدف إلى التنافس مع شركتي غوغل وأوبن إيه آي.
وزعم زوكربيرغ أن استثمارات الذكاء الاصطناعي هذه تعمل على تحسين الأعمال الأساسية للشركة في بيع الإعلانات. ولكن المستثمرين سيظلون متوترين بشأن أي علامات ضعف في أعمال الإعلانات "بينما يستمرون في انتظار عائد على رهانات ميتا الأكبر في مجال الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، ارتفعت أسهم ميتا بنسبة 60% هذا العام.
ويشير بعض المحللين إلى أن الإنفاق الضخم الذي قام به زوكربيرغ سوف يؤتي ثماره في نهاية المطاف.