شركة "DJI".. الهدف التالي لحملة ترامب للقضاء على التكنولوجيا في الصين
وسط التوترات المتصاعدة بين الصين وأمريكا، يمكن أن تكون DJI الصينية الهدف الآتي لحملة ترامب للقضاء على التكنولوجيا في الصين.
وسط التوترات المتصاعدة بين الصين والولايات المتحدة، يمكن أن تكون شركة "DJI" الصينية -أكبر صانع للطائرات بدون طيار في العالم- الهدف الآتي لحملة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للقضاء على قطاع التكنولوجيا في الصين.
ونشرت وكالة الأمن السيبراني والبنية التحتية الأمنية التابعة لوزارة الأمن الداخلي الأمريكية، (CISA)، بياناً حذرت فيه الشركات الأمريكية من التعامل مع "الطائرات الصينية بدون طيار "لأنها قد تحتوي على مكونات يمكن أن تعرض بياناتهم للخطر، حيث إن تلك الطائرات محملة بالكاميرا وأجهزة الاستشعار قادرة على جمع ونقل البيانات التي يحتمل أن تكشف عن العمليات والأفراد والكيانات التي تديرها الشركات الأمريكية".
ويأتي هذا التحذير بعد الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس الأمريكي الأسبوع الماضي لمنع الشركات الأمريكية فعلياً من التعامل مع شركة هواوي الصينية، حيث اندلعت التوترات التجارية بين البلدين.
وتواجه شركة هواوي، ثاني أكبر شركة لتصنيع الهواتف الذكية في العالم، وأحد رواد صناعة معدات الاتصالات الآن، احتمال فقدان إمكانية الوصول للبرامج الرئيسية ومكونات أشباه الموصلات في الولايات المتحدة، بما في ذلك أحدث نظام تشغيل يعمل بنظام أندرويد المقدم من جوجل والخدمات المرتبطة به.
وعلى عكس هواوي، التي تم إغلاقها فعليًا عن السوق الاستهلاكية في الولايات المتحدة، أصبحت شركة DJI لصناعة الطائرات بدون طيار اسمًا مألوفًا بين عشاق التكنولوجيا الأمريكيين بفضل أنظمة الكاميرا الجوية الخاصة بها التي تصل مبيعاتها السنوية في جميع أنحاء العالم إلى مليارات الدولارات.
الآن، تحذر وكالة الأمن السيبراني والبنية التحتية الأمريكية، إحدى المنظمات التابعة لوزارة الأمن القومي، المشترين من الشركات الأمريكية من اتخاذ خطوات إضافية لتأمين بياناتهم عند استخدام "المركبات الجوية غير المأهولة" التي يتم تصنيعها في الصين.
ووفقًا لنص التحذير الصادر عن وزارة الأمن الوطني: "كن حذرًا عند شراء تقنية UAS (نظام الطائرات بدون طيار) من الشركات المصنعة الصينية لأنها يمكن أن تحتوي على مكونات تعرض بياناتك للخطر ومشاركة معلوماتك على خادم يتم الوصول إليه خارج الشركة نفسها".
ويأتي هذا التحذير في الوقت الذي تعزز فيه الولايات المتحدة الجهود المبذولة لمكافحة التطور التكنولوجي للصين، لا سيما أن إدارة ترامب قد صنفت الصين بأنها "منافس" استراتيجي في أول استراتيجية للأمن القومي في عام 2017.
وعلى مدار العامين الماضيين، أطلق مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالات الاستخبارات الأمريكية ناقوس الخطر حول قدرة الصين على إجراء عمليات تجسس تقليدية وإلكترونية.
وفي الأشهر الأخيرة، حذرت الولايات المتحدة الحلفاء مثل المملكة المتحدة وألمانيا من أن السماح لشركة هواوي بدخول شبكات 5G قد يؤثر على مشاركة المعلومات الاستخباراتية.
بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات ضد شركات مثل هواوي، حذر مكتب التحقيقات الفيدرالي الجامعات الأمريكية من إمكانية حصول الطلاب والأكاديميين الصينيين على معلومات حساسة من المختبرات العلمية.
كما جعلت الولايات المتحدة من الصعب على الطلاب الصينيين الذين يرغبون في دراسة المواد ذات الصلة بالعلوم والهندسة الحصول على تأشيرات للدراسة في الولايات المتحدة.
ونقلت شبكة أخبار "شين لانغ" الصينية، عن بيان أصدرته DJI الصينية، يوم الإثنين، تصر فيه على أن تقنيتها آمنة، وقالت فيه: "إن السلامة تعد في صميم كل ما نقوم به، وقد تم التحقق من أمان تقنيتنا بشكل مستقل من قبل الحكومة الأمريكية والشركات الأمريكية الرائدة".
وفي تقرير صدر عام 2018، قالت وزارة الداخلية الأمريكية إنها نقلت أكثر من 1500 رحلة تجريبية باستخدام طائرات من DJI الصينية التي استخدمت لمراقبة الحرائق البرية وإدارة الأراضي. ولا تزال الوكالة بصدد تقييم منتجات DJI قبل النشر الكامل.
ومذكرة وزارة الداخلية الأمريكية، ليست المرة الأولى التي تواجه فيها DJI مخاوف أمنية أمريكية، لكن خلال عام 2017، سبق أن اتهمت مسودة مذكرة مسربة من مكتب الهجرة والجمارك الأمريكي في لوس أنجلوس، DJI "بتوفير بيانات البنية التحتية الحيوية للولايات المتحدة وإنفاذ القانون للحكومة الصينية"، ورفضت الشركة الصينية في ذلك الوقت الادعاءات قائلة إنها "خاطئة ومضللة".
والآن شركة DJI، التي يقع مقرها الرئيسي في مدينة شنشين، بجنوب الصين، تدحض ادعاءات جديدة، ورداً على الادعاءات بأن الشركة قد تقدم بيانات إلى الحكومة الصينية، قالت "DJI" في بيانها إنها توفر طائرات بدون طيار "لا تنقل البيانات إلى الشركة الصينية أو عبر الإنترنت، وكما أكدت أنها على استعداد لتقديم الضمانات كافة التي تطلبها وزارة الأمن الأمريكية.
وواصلت شركة DJI، التي تعد أهم لاعب بدون طيار في سوق الولايات المتحدة والسوق العالمية، طمأنة العملاء الأمريكيين، حيث قال البيان: " كل يوم، تثق الشركات الأمريكية والمستجيبون الأولون والوكالات الحكومية الأمريكية بطائرات بدون طيار للمساعدة في إنقاذ الأرواح وتعزيز سلامة العمال ودعم العمليات الحيوية، ونحن نأخذ هذه المسؤولية بجدية كبيرة".
aXA6IDMuMTM3LjE3OC4xMjIg جزيرة ام اند امز