كيف يمكن للتقنية أن تسهم في استدامة التراث الخليجي؟
التقنية والتراث الخليجي المستدام -واقع الأرشفة الحالية وآفاقها المستقبلية" هو عنوان المؤتمر الخليجي للتراث والتاريخ الشفهي الذي انطلق الأحد.
التقنية والتراث الخليجي المستدام -واقع الأرشفة الحالية وآفاقها المستقبلية" هو عنوان المؤتمر الخليجي الرابع للتراث والتاريخ الشفهي الذي تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة وانطلقت أعماله الأحد بمشاركة عدد من الأكاديميين والباحثين والخبراء في الجامعات الخليجيّة والمؤسسات والهيئات المعنيّة بالتراث والتاريخ، إضافة إلى عدد من المتخصصين في علم الاجتماع والتاريخ.
المؤتمر الذي يعقد في فندق بارك روتانا، أبوظبي ويستمر على مدى يومين لغاية 17 أكتوبر، حافل بالعديد من جلسات عمل التي تبحث تجارب وقضايا مختلفة في التراث والتاريخ الشفهي. وشهد اليوم الأول ثلاث جلسات، أولها بعنوان "مجالات استخدام التقنيات الحديثة في توثيق وأرشفة التراث غير المادي" وترأسها دكتور نصر محمد عارف، فيما قدمت الدكتورة مها بنت عبد الله السنان ورقة عمل بعنوان "حرك صورة ثبت هويّة (توثيق فنون الأداء التراثيّة عبر فن التصوير ونشره إلكترونياً)، اعتبرت فيها أن "العديد من الدول ذات الإرث الحضاري العميق، والتي تعرض تراثها الثقافي للتهديد بسبب التغيرات الناتجة عن الحداثة تعاني من إشكاليات ضياع هويتها في خضم المتغيرات سابقة الذكر، والتي أضعفت بلا شك القيم الثقافية للموروثات الشعبية، رافقه انخفاض في الوعي المجتمعي لأهمية هذا التراث، فضلاً عن صونه والمحافظة عليه".
أرشفة الوثائق التلفزيونيّة في شبكة قنوات دبي
فيما استعرض عادل خزام في ورقته بعنوان "أرشفة الوثائق التلفزيونيّة في شبكة قنوات دبي" جهود شبكة قنوات دبي في حفظ وصون التراث وبالأخص المقابلات واللقاءات التي تمت مع كبار رجالات الدولة ممّن عاصروا قيام دولة الإمارات العربيّة المتحدة، وأهميّة هذه المواد من الناحية التاريخيّة، كما استعرضت الورقة ما تم حفظه من برنامج التراث الشفهي الأدبي، وبرامج التراث والشعر الشعبي، والآليات التي تم اعتمادها لفهرسة هذه المواد وحفظها، وما تقوم به شبكة قنوات دبي في خدمة الباحثين، والطالب في هذا المجال".
التوثيق والأرشفة الإلكترونيّة للتراث غير المادي
أمّا الجلسة الثانية فأتت تحت عنوان "التوثيق والأرشفة الإلكترونيّة للتراث غير المادي" ترأستها الدكتورة نجوى الحوسني، وتناول فيها عبد العزيز عبدالرحمن المسلم "تجربة الشارقة في رقمنة المأثورات الشعبيّة للتراث"، أمّا عماد بن جاسم البحراني فتناول في نفس الجلسة ورقة عمل بعنوان "توظيف وسائل التواصل الحديثة في توثيق ونشر التاريخ والتراث غير المادي بسلطنة عُمان" جاء فيها "يعتبر الحفاظ على التراث غير المادي حماية للهويات الثقافية، وبالتالي التنوع الثقافي للبشرية. ويشمل التراث غير المادي على سبيل المثال لا الحصر المهرجانات التقليدية، والتقاليد الشفهية والملاحم، والعادات، وأساليب المعيشة، والحرف التقليدية، وما إلى ذلك.
وقد أصبح واحداً من أولويات اليونسكو في المجال الثقافي. حيث اتسع نطاق مفهوم التراث الثقافي بشكل كبير خلال القرن الماضي، وقد أسهمت اليونسكو بشكل كبير في تحقيق هذا التوسع، والذي يشمل حالياً المناظر الطبيعية، الآثار الصناعية، وأشكالا أخرى مختلفة لها صلة بمفهوم التراث العالمي أو التراث المشترك بين البشر. وتعد سلطنة عمان من الدول التي تولي اهتماماً كبيراً بالتراث الثقافي بشقيه المادي والمعنوي، وما نجاح السلطنة في تسجيل عدد من العناصر الثقافية العمانية في القوائم العالمية لليونسكو إلاّ انعكاساً لهذا الاهتمام المتواصل بالشأن الثقافي".
واختتمت أعمال اليوم الأول بجلسة تحمل عنوان "تجارب عربيّة خليجيّة في التوثيق والأرشفة الإلكترونيّة للتراث" ترأسها د. موسى سالم الهواري وتناول فيها د.محمد سعيد البلوشي "تجربة دولة قطر في توثيق وحفظ التراث"، وجاء في ورقته "يشكل التراث منظومة ثراء متميزة للأمة، وركيزة أساسية من ركائز هويتها الثقافية، وعنوان اعتزازها بذاتها الحضارية. وليس التراث الثقافي معالم وصروحا وآثارا فحسب، بل هو أيضاً كل ما يؤثر عن الأمة من تعبير غير مادي "من أدب شعبي، وأغانٍ، وموسيقى شعبية، وعادات وتقاليد، ومعارف شعبية "تتوارثها الأمة عبر الأجيال والعصور، تعبيراً عن روحها ونبض حياتها وثقافتها". وبدورها استعرضت دعاء مخير في ورقتها دور هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في تسخير الإعلام الرقمي للترويج عن التاريخ.