اقتصاد
التكنولوجيا أم البشر .. من الأفضل للأسواق المالية؟
البشر أم التكنولولوجيا.. من الأفضل في تقيم وتحليل البيانات لاسيما في الأسواق المالية؟.
رغم المزايا الهائلة، التي تتفوق بها أجهزة الكمبيوتر على البشر في أداء المهام الروتينية، ما زال البشر أفضل من يقيّم ويحلل البيانات، لا سيما في الأسواق المالية، وسيتسمر هذا طيلة عقود مقبلة.وفي مقال، نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، استبعد بيير هنري فلامانت كبير موظفي الاستثمار في شركة "مان جي إل جي" (Man GLG)، البريطانية لإدارة الاستثمارات البديلة، احتمال أن يحل الحاسوب محل الإنسان في الأسواق المالية في المستقبل القريب.
وقال فلامانت إنه عندما ظهرت لعبة "بونج"، وهي إحدى أقدم ألعاب الفيديو جيم في بداية السبعينيات، كان الكمبيوتر سيئًا، ولكن بمرور الزمن والتكرار، أصبحت الحواسيب لا تهزم، وتتعلم من أخطائها ليس فقط كيف تفوز، ولكن كيف تفوز في أسرع وقت ممكن.
وأشار إلى أن بنك "جولدمان ساكس" أعلن مؤخرًا أن ثلثي جميع الصفقات في الأسواق المالية الكبرى، تجريها في الوقت الراهن أجهزة الكمبيوتر، وعلى الرغم من هذا، فإن البشر ما زال لديهم دور محوري يلعبونه في الأسواق المالية، وسوف يفعلون في المستقبل المنظور.
ووفقا للكاتب، البشر مخلوقات اجتماعية للغاية، لديها القدرة على استخدام الحدس، وقراءة لغة الجسد وتقييم الأجواء، ومن الصعب تخيل كمبيوتر يتعرف بدقة متى يطرح السؤال الحاسم على الرئيس التنفيذي، وكيف يقيم الإجابة.
وأوضح أن مدير حافظة الأوراق المالية قد شهد العديد من فرق الإدارة المماثلة، وسيكون قادرًا على قياس إجابات الرئيس التنفيذي في مقابل خبرته أو خبرتها في حالات مماثلة.
وتابع متسائلا: هل تستطيع أجهزة الكمبيوتر التعود على ثقافة الشركة، والطريقة التي يجري بها تحفيز الموظفين، أو الأجواء في أرضية المصنع؟ الجواب هو ربما، ولكن ليس في الوقت الراهن.
ولفت إلى أن التعلم العميق يتحرك بسرعة ويحقق نجاحات، لا يمكن تصورها في الآونة الأخيرة، فثمة تكنولوجيا في قطاع التنمية يمكنها تحليل المؤتمرات الهاتفية، وتسمح لمديري المحافظ المالية معرفة ليس فقط ما إذا كانت الإدارة تقول الحقيقة، ولكن أيضا مدى ثقتهم بما يقولونه.
غير أن -حسب الكاتب هذا النوع من التحليلات ما زال لبعض الوقت، يحتاج للمرور على مدير محفظة مالية بشري يمكنه توليف ذلك في قرار الاستثمار الفعال.
ومؤخرًا، كشف رئيس قسم الأبحاث في أحد المصارف الاستثمارية الكبيرة أن 2016 ستكون السنة الأولى، التي لم يعين فيها محللًا واحدًا، حيث أنفق كل ميزانية التوظيف على التكنولوجيا، وتعيين أشخاص يديرون هذه التكنولوجيا.
وبيّن أن البشر لديهم جزء أساسي لكي يلعبوه، ولكن من غير الإنصاف القول إن شركة استثمار المستقبل من المحتمل أن تبدو مختلفة للغاية عن شكلها الحالي.
وأعرب عن اعتقاده بأنه سيكون هناك عدد أقل من الناس، والكثير منهم لن يوكل إليهم تنفيذ الصفقات وتحليل النتائج، ولكن التصميم والتحقق من صحة الخوارزميات، وصيانة وتحسين الكمّ الهائل من التكنولوجيا التي ستمسّ إليها الحاجة، ولكن البشر سيتخذون القرارات الأكثر أهمية، وليس الآلات.
وفي الوقت الحاضر، يقوم البشر بالتحليل الأساسي لبيانات البرامج أفضل من الآلات وسيتسمر هذا الحال لعدة سنوات، وربما عقود، مقبلة.
واختتم بالإشارة إلى أن كبيري المسؤولين التنفيذيين من البشر -غير منطقيين، مندفعين، لا يمكن التنبؤ بهم- والأمر يتطلب محللا بشريا من أجل التنبؤ بتقلبات وغرابة أطوار سلوكياتهم.
وعلى هذا النحو، سيظل البشر صنّاع القرار في نهاية المطاف في عملية الاستثمار، وذلك باستخدام المزايا التي تمنحها التكنولوجيا.
aXA6IDMuMTM1LjE5MC4yNDQg
جزيرة ام اند امز