علاقات خطرة في سن المراهقة.. لماذا تنجذب الفتيات لـ"Bad Boys"؟ (خاص)
بات مصطلح "Bad Boy"، والذي يشير إلى "الشباب المنفلت"، منتشرا بين كثير من المراهقات، كصفة مرغوبة في "شريك العمر".
وتعتقد فتيات أن ارتباطهن بهذه النوعية من الشباب، سيضيف لحياتهن المنغلقة بعضا من التحدي والمغامرة، إلا أنّ مثل هذه العلاقات تتسبب في ظهور مشكلات عدة مرتبطة بهذه المرحلة العمرية.
ومع كثرة النقاشات بين المراهقات حول هذا الموضوع عبر منصات التواصل الاجتماعي، باتت ظاهرة محل بحث من متخصصين.
أصابع اتهمت وسائل التواصل الاجتماعي بالمساهمة في تأجيج الظاهرة، في الوقت الذي رأى مختصون نفسيون واجتماعيون لـ"العين الإخبارية"، أن ميل بعض المراهقات إلى هذا النوع من الشباب له أسباب اجتماعية ونفسية وجنسية، وعلى رأس هذه الأسباب الانجذاب إلى الشيء غير المألوف.
وأكد مختصون أن الأفلام السينمائية أسهمت في تصوير شخصية "Bad Boy" بصورة تجعل الفتيات تنجذب إليهم بشكل كبير، بداية من فيلم "إشاعة حب"، وصولاً إلى شخصية "رضا رزق" الذي جسده الفنان أحمد عز في فيلم "أولاد رزق"، فباتت الأفلام تجسده في شخص وسيم وجذاب، رغم عاداته السيئة.
الدكتور أحمد الباسوسي استشاري علم النفس المصري، فسّر سر انجذاب الفتيات المراهقات إلى هذه النوعية، قائلا: "هناك نسبة معروفة علمياً من الجنسين تميل إلى الارتباط، بالأشخاص المختلفين والخارجين عن السيطرة ويجذبهم كل ما هو خارج عن المألوف، وهو في النهاية انجذاب جنسي".
وأضاف: "الحالة ليست طبيعة تماماً، ولديها مخزون من القمع والانفعالات الداخلية المتراكمة والمكبوتة، وتصل نسبتها طبقاً للإحصائيات 16% من الذكور والنسبة نفسها من الإناث، بينما هناك 68% من الجنسين لا يميلون إلا إلى الشخصية الطبيعية".
وقال: "النسبة المذكورة من كل جنس وهي 16% لها تركيبة خاصة ويميلون إلى فقدان السيطرة وحتى الارتباط بمدمنين مثلاً من الجنس الآخر، أو أن يتبادلا الشتائم، وهذه الشخصيات في النهاية ليست شخصيات طبيعة تماماً، لا سيما هؤلاء الذين يميلون ليس فقط للشخص السيء يفضلون أيضاً مشاركته في الأمر وتناول المسكرات أو المخدرات معه أو تبادل الشتائم القبيحة".
ورفض استشاري الطب النفسي المصري اعتبار مواقع التواصل الاجتماعي المسؤول الرئيسي عن هذه الحالة، هي فقط سهلت تقاربهم.
وميّز الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي المصري في حديثه لـ"العين الإخبارية"، بين انجذاب الفتيات إلى "bad boys"، ورغبة الفتيات في ممارسة بعض الأفعال والعادات السيئة معهم.
وأوضح "الأولى هي رغبة الفتاة في التميز والارتباط بشخص مختلف في عاداته عن المجتمع، أما الثانية فهي شخصية غير سوية، وما تقوم به يعتبر نوع من أنواع الانحراف السلوكي، وقد يصل هذا الأمر بالفتاة إلى اضطرابات نفسية"، على حد قوله.
ويرى فرويز أن سبب انجذاب الفتيات لهذه الفئة من الشباب هو تميزهم في كثير من الأمور، فأغلبهم لديهم ميزة غريبة لفتت الانتباه إليهم، لذا يتمكنون من الاستحواذ على اهتمامهن، وعلى النقيض فكلما كان الشاب مهذبا ولا يعرف طريق للحظات الجنون تنفر منه الفتيات.
ويعتقد أن الدافع وراء ميل بعض الفتيات لهؤلاء الشباب بسبب معاناتهن مع الآباء، فالغالبية العظمى منهن يفتقدن لبعض المشاعر والعواطف ويعانون من الحرمان العاطفي، لذلك تبحث عنه في الخارج، على حد قوله.
ويضيف: "هناك سبب آخر يدفع الفتيات لحب الـ "bad boys"، وهو شعورهن بالحاجة إلى خوض التحدي معه، فتبدأ الفتاة في إقناع نفسها بأنها ستكون سببًا فى تغيير نمط حياته السيء للأفضل، لذلك تميل إلى خوض حياة مليئة بالمغامرات مع الشخص صاحب العلاقات النسائية المتعددة".
وأرجع فرويز السبب في انتشار هذه الفكرة بشكل كبير، إلى طرح الأفلام السينمائية فكرة أن الـ "bad boys" شباب منفتح إلى حد ما، شخص جذاب جريء وشخصية مثالية بالنسبة لأي فتاة مراهقة.
ومن الزاوية الاجتماعية، لا يختلف الحال عن الرؤية النفسية، وقال الدكتور سعيد الصادق أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، إن سبب انجذاب الفتيات المراهقات لهذه النوعية، هو مرورهن بمرحلة تمرد في فترة معينة من حياتهن، لتثبت للجميع أنها شخصية مستقلة غير تابعة لغيرها في قراراتها.
وكشف "الصادق" في حديثه لـ "العين الإخبارية" عن أنّ معظم الفتيات على مستوى العالم أجمع، ينجذبن إلى الشباب المتهور، ويكون دافع الفتاة وراء ذلك رغبتها في خوض تجربة مختلفة عن زميلاتها.
ويستكمل حديثه، قائلاً: "بعض النساء يميلن إلى الانخراط في علاقات عاطفية مع الأشخاص الذين ترتبط أسماؤهم بقضايا الإجرام والقتل، رغبة منهن في الشعور بالانتصار بجذبها له، اعتقاداً منها أنه سيحقق لها شهرة بسبب الأضواء المسلطة عليه".
aXA6IDE4LjExNi41Mi40MyA= جزيرة ام اند امز