معظمنا يكره الحقيقة حينما تكون مؤلمة، ويعشق الكذب حينما يكون لذيذا ممتعا
كان الخليفة معاوية بن أبى سفيان، الذى يعتبر أحد أهم دهاة العرب، دائم التحذير لابنه «يزيد» الذي خلفه بعد وفاته، بأن الحكم العضوض يحتاج إلى حاكم قوي، والحاكم القوي يحتاج إلى رجال يتميزون بالشجاعة والإخلاص في الفعل والقول.
لا تقُل لغيرك ما يجب أن يسمعه ويدغدغ مشاعره، ولكن قُل له الحقيقة مهما كانت مؤلمة، طالما أنها تعبير صادق عن واقع الحال، وطالما أن العلاج يقوم على العلم وليس على المشاعر والانطباعات الشخصيةوكان يضيف ناصحاً ابنه: إياك يا ولدي والنفاق والمنافقين.
المستشار ليس شركة علاقات عامة تعمل من منطق «قل لهم ما يريد العميل» أو مثل شيف الطهاة الذي يطبخ للزبون ما يشتهي، ولكن كما كان يقول قدماء العرب دائماً «المستشار مؤتمَن».
المستشار مؤتمَن على حاضر ومستقبل الشخص أو الشركة أو الجهة التي يقدم إليها الخبرة والرأي والمشورة.
أكبر كارثة يقع فيها أي مستشار أن يكون مثل «حائك الملابس» الذي يقوم بصناعة الزي على قياس ومزاج الزبون، بصرف النظر عما إذا كان هذا الزي يناسب أو لا يناسب هذا الزبون.
تخيلوا كارثة أن يقوم الطبيب بكتابة «روشتة» العلاج للمريض بناء على رغبة هذا المريض وليس بناء على التحاليل الطبية ونتائج الأشعة والكشف الدقيق والمفصَّل.
إن أخطر ما في حكم الحاكم الشعبوي هو أنه ينافق جماهيره، ويقول لهم ما يريدون سماعه وليس ما يجب أن يسمعوه.
إذا ساير الطبيب المريض على هواه لتحوَّل المريض إلى ضحية ولما كتب لأي مريض الشفاء الحقيقي مما يعاني منه.
لا تقُل لغيرك ما يجب أن يسمعه ويدغدغ مشاعره، ولكن قُل له الحقيقة مهما كانت مؤلمة، طالما أنها تعبير صادق عن واقع الحال، وطالما أن العلاج يقوم على العلم وليس على المشاعر والانطباعات الشخصية.
معظمنا يكره الحقيقة حينما تكون مؤلمة، ويعشق الكذب حينما يكون لذيذاً ممتعاً.
نقلاً عن "الوطن المصرية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة