من الصين إلى أوروبا.. خطة Tencent لتحويل WeChat والألعاب إلى إمبراطورية سحابية

أمضت شركة تينسنت الصينية سنواتٍ في التطور لتصبح عملاقًا في مجال الألعاب ووسائل التواصل الاجتماعي في الصين، وفي خضم هذه العملية، عززت قدراتها في مجال الحوسبة السحابية.
وتتطلع شركة التكنولوجيا الآن إلى نقل هذه الخبرة إلى أوروبا في إطار توسعها في أعمال الحوسبة السحابية في الخارج، وفقًا لما صرّح به داوسون تونغ، الرئيس التنفيذي لمجموعة تينسنت السحابية، لشبكة CNBC.
وقال تونغ في مقابلةٍ: "نتمتع بنقاط قوة وكفاءة في مجالات تقنية محددة للغاية، بالإضافة إلى قطاعات صناعية رئيسية، هذه قدرات تقنية فريدة للغاية طُوّرت على مدى سنوات عديدة، وبدأت من منتجاتنا في الصين".
وأضاف، "لذلك نعتزم نقل الكثير من هذه الخبرة التكنولوجية إلى أوروبا، ونتحدث مع العديد من العملاء المحتملين المهتمين".
وستُنافس جهود تينسنت الأوروبية شركات الحوسبة السحابية الأمريكية العملاقة، أمازون ومايكروسوفت، وغوغل المملوكة لشركة ألفابت، والتي تُشكّل مجتمعةً 70% من حصة سوق الحوسبة السحابية في أوروبا.
لكن الشركة الصينية تأمل في التركيز على مجالات محددة عززت فيها قدراتها لتُميّزها عن منافسيها.
وقال تونغ إن هذه التقنيات تشمل تقنيات الحوسبة السحابية في مجالات مثل تحسين بث الفيديو، وضمان تجربة ألعاب سلسة، وتطوير واستضافة ما يسمى "التطبيقات الفائقة" مثل WeChat - أكبر خدمة مراسلة في الصين.
وغالبًا ما يُنظر إلى WeChat على أنه رائد تطبيقات المحادثة الفائقة في الصين، والمقصود الإشارة إليه كتطبيق متعدد الوظائف، مثل المراسلة والمدفوعات.
وضرب تونغ مثالًا على عمل Tencent في مجال الحوسبة السحابية مع شركة الاتصالات الفرنسية Orange لدعم تطبيق Max it الخاص بها في أفريقيا.
وفي مجال الألعاب، قال تونغ إن تقنية Tencent السحابية قادرة على تحسين "زمن الوصول"، وهو مصطلح تقني يشير إلى التأخير بين منح الأوامر عند استخدام اللاعب ووقت ظهور هذه الأوامر على الشاشة.
وتراهن الشركة الصينية أيضًا على اختيار الشركات الأوروبية لمزودي خدمات سحابية متعددين لتقديم الخدمات، بدلاً من الاعتماد على واحد أو اثنين من اللاعبين الكبار.
وقال، "أود أن أقول إن هذه في الواقع استراتيجية مدروسة من جانبنا لجعل العملاء يشعرون براحة أكبر عند استخدام تقنيتنا، خاصة في بيئة متعددة السحابات"، مضيفًا أن العملاء يرغبون في التمكن من التفاعل.
دفع عجلة الذكاء الاصطناعي
ركزت شركات الحوسبة السحابية بشكل متزايد على بيع أدوات الذكاء الاصطناعي كوسيلة لزيادة الإيرادات وتمييز عروضها عن منافسيها.
وأنشأت تينسنت نموذجها الأساسي الخاص للذكاء الاصطناعي في الصين والذي يُسمى هونيوان، لكنها تستخدم أيضًا بعض النماذج التي طورتها شركة ديب سيك الصينية في منتجاتها.
وصرح تونغ أن تينسنت ستتبع نهجًا مشابهًا في أوروبا فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، حيث من المحتمل أن تقدم منتجات مبنية على النماذج الأوروبية.
وقال تونغ لشبكة CNBC، "سينصب تركيزنا على توفير أدوات تعمل مع نماذج أساسية مختلفة، وفي النهاية، يعود القرار للعميل في اختيار النموذج الأنسب له".
وأضاف، "لذلك أعتقد أنه في نهاية المطاف، سنتوجه دائمًا إلى عملائنا، ونبحث عن المشكلات التي يريدون حلها، ونوفر لهم الأدوات اللازمة لتحقيق احتياجاتهم، ونحقق كفاءة التكلفة التي نقدمها".