التوتر يعود إلى غزة.. قصف متبادل ينسف جهود التهدئة
قصف متبادل يزيد حدة التوتر في قطاع غزة بالتزامن مع إجراءات إسرائيلية للتضييق على الفلسطينيين وعدم التزام بالتفاهمات.
عاد التوتر ليخيم من جديد على قطاع غزة ومستوطنات الغلاف المحيطة به، بعد يوم دامٍ استشهد خلاله 4 فلسطينيين وأصيب العشرات، إلى جانب قنص جنديين إسرائيليين، ليكسر هدوءا نسبيا ساد الأسابيع الماضية بعد تفاهمات التهدئة.
وقصفت طائرة تابعة للاحتلال الإسرائيلي موقعين شمال قطاع غزة، ما تسبب في تطور الأحداث صباح السبت، مع إطلاق 50 قذيفة صاروخية من القطاع، وإطلاق دبابات الاحتلال قنابل دخانية قرب المنطقة الصناعية شماله، واستهداف موقع كرم أبوسالم بعدة قذائف ردا على قصف إسرائيلي.
وشنّت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، صباح السبت، غارة على بيت حانون شمال قطاع غزة، بعد قليل من الإعلان عن سقوط صاروخ أطلق من القطاع تجاه إحدى مستوطنات الغلاف، قبل أن تعلن الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة عن رشقات صاروخية تجاه الغلاف.
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن سقوط العديد من الصواريخ على عسقلان ونتيفوت وشعار هنيغف.
وقال مصدر أمني، لـ"العين الإخبارية"، إن طائرة إسرائيلية أطلقت صاروخا على بيت حانون ولم يبلغ عن إصابات.
وأضاف: "القصف استهدف أرضا زراعية فارغة شرق بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة".
وقبيل ذلك أعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي رصد إطلاق قذيفة صاروخية من قطاع غزة باتجاه إسرائيل .
وتحسبا لتطورات الأمور، أعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي إغلاق مناطق وطرقات محاذية للسياج الأمني مع قطاع غزة.
كما أعلن حظر الدخول إلى عدة تلال في المنطقة، إلى جانب إغلاق شاطئ زيكيم أمام الزوار.
وفي وقت متأخر ليلة الجمعة السبت، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد المواطن رمزي روحي حسن عبدو (31 عاما)، متأثرا بإصابته في الرأس برصاص الاحتلال، خلال مشاركته بمسيرات العودة وكسر الحصار.
وقال مصدر طبي، لـ"العين الإخبارية"، إن عبدو من سكان البريج وسط قطاع غزة، وهو يعاني من إعاقة سمعية، وهو الشهيد التاسع الذي يعاني من إعاقة ويستشهد في مسيرات العودة.
ويوم أمس، استشهد الشاب رائد خليل أبوطير (19 عاما) بعد ساعات من إصابته برصاص الاحتلال شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة خلال مشاركته في مسيرة العودة، في حين استشهد ناشطان وأصيب آخران في غارة إسرائيلية على وسط قطاع غزة.
وقال مصدر أمني، لـ"العين الإخبارية"، إن طائرة إسرائيلية قصفت موقعا شرق مخيم المغازي، ما أدى لاستشهاد شابين فلسطينيين.
ويأتي هذا التصعيد ليكسر حالة الهدوء الحذر التي تسود قطاع غزة بعد تفاهمات التهدئة المبرمة خلال الأسابيع الأخيرة، وعلى وقع مباحثات يجريها وفدان قياديان من حماس والجهاد الإسلامي في مصر.
ورأى الدكتور صادق أمين، الكاتب والمحلل السياسي، أن ما يجري نوع من التفاوض بالنار، بعد عدم التزام إسرائيل بتنفيذ التفاهمات الأخيرة.
وقال أمين لـ"العين الإخبارية": "عمليا إسرائيل لم تلتزم بالتفاهمات، واستمرت في إطلاق النار والغارات، وتراجعت عن توسيع مساحة الصيد، ولم تدخل الأموال، وهو ما وضع الفصائل في موقف حرج".
وأضاف "يبدو أننا أمام موجة تصعيد جديدة لتثبيت التفاهمات، أو إعادة هيكلتها".
وفي نهاية مارس/آذار الماضي، توصلت الفصائل الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية، بوساطة مصرية، لتفاهمات غير مكتوبة يتم من خلالها التخفيف من قيود الاحتلال المفروضة على قطاع غزة، ويسمح للأمم المتحدة بتنفيذ مشاريع تنموية في القطاع.
وتراجع الاحتلال، الثلاثاء، عن قراره بتوسيع مساحة الصيد من 15 ميلا إلى 6 أميال، بذريعة سقوط صاروخ فلسطيني بالقرب من ميناء أسدود البحري القريب من حدود القطاع الشمالية.
aXA6IDE4LjExNy4xOTIuNjQg جزيرة ام اند امز