رعب وتفجيرات ضخمة.. شهود يروون تفاصيل "ليلة اصطياد البغدادي"
في منتصف ليلة هادئة استيقظ سكان قرية باريشا في شمال غرب سوريا مذعورين بعد سماع هدير مروحيات تحلق في سماء المنطقة ودوي نيران الرشاشات
في منتصف ليلة هادئة من مساء السبت (صباح الأحد)، استيقظ سكان قرية باريشا في شمالي غرب سوريا مذعورين بعد سماع هدير مروحيات تحلق في سماء المنطقة، ودوي نيران الرشاشات الثقيلة.
"سمعنا الرصاص ولم نكن نعرف ما يجري".. بهذه الكلمات وصف شهود عيان تحدثوا لمراسل صحيفة "إندبندنت" البريطانية في الشرق الأوسط بيل ترو، لحظات اقتحام أفراد من قوة "دلتا فورس" الأمريكية مقر زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبوبكر البغدادي.
وأكد كثير من شهود العيان أنهم لم يكن لديهم أي فكرة بأن عملية أمريكية كبرى تجرى ضد أحد أكثر الرجال المطلوبين والمرعبين في العالم.
وأشارت الصحيفة إلى أن المنطقة تبعد 15 دقيقة بالسيارة من الحدود التركية، وهي موطن للسكان المحليين وأشخاص نازحين من أجزاء أخرى من البلاد، حيث تعيش تلك المنطقة هدوءا ربما يختلف عن أجزاء كثيرة في سوريا.
وقال أحمد، وهو صحفي سوري يعيش في المنطقة، ذهب إلى موقع الغارة: "كانت الأصوات عالية للغاية وبدأت في منتصف الليل تقريبا. كان إطلاق النار من المروحيات كثيفا. لقد أيقظ السكان وروعهم".
وأضاف: "كان الوقت ليلا والمكان مظلم. سمعنا الرصاص ولم نرغب في مغادرة منازلنا دون معرفة ما يجري".
وأشار إلى أن عائلة واحدة فقط شاهدت ما حدث عن قرب وهم يعيشون في خيمة مجاورة للمبنى الذي كان يختبئ فيه البغدادي.
وتابع: "قالوا إن جنودا أجانب يحملون المدافع الرشاشة اقتحموا المكان واقتادوهم بعيدا. أشخاص (الجنود) لم يسبق لهم رؤيتهم من قبل. طلب الجنود من السكان باللغة العربية المغادرة، لكنهم ظلوا يجلسون تحت شجرة زيتون حتى أنهوا العملية".
وزاد: "عندما غادروا، وبعد أخذ السجناء وقتل الباقين، جاءت طائرة وضربت المنزل لتدميره بالكامل".
في جزء آخر من المنطقة، قال أحد السكان إن تبادل إطلاق النار استمر حتى الثالثة صباحا.
وذكر محمد، وهو صحفي محلي آخر: "بعد ذلك استهدف الموقع بخمس غارات جوية شنتها طائرات مقاتلة تلتها أربع غارات أخرى. لقد كانت ضخمة للغاية وأضاءت السماء"، مضيفا: "دمر المنزل بالكامل".
بدوره، أشار شخص آخر إلى أنه رأى ما لا يقل عن 3 مروحيات، وهي تغادر وما قيل له إنه جثث وأسرى.
وفي مركز صحفي مدمر بالمنطقة، قال أحمد إن المبنى تم تسويته بالكامل، مشيراً إلى وجود حفرة بعمق مترين جراء الغارات الجوية.
وأخبره سكان مرعوبون أن الجنود الأمريكيين، الذين هبطوا في مروحيات، أمروا المدنيين بالمغادرة أو البقاء بعيدا، ثم سلموا العديد من الأطفال الذين عثروا عليهم في المنطقة إلى راع محلي لحمايتهم.
وبعد معركة ضارية بالأسلحة النارية، شوهد الجنود الأمريكيون وهم يغادرون مع بعض الجثث والأسرى.
وقال الصحفي أحمد بعد زيارة الموقع صباح الأحد: "أحصيت 7 جثث في حقائب مخصصة للموتى، واحدة منها كانت حقيبة أصغر لطفل وحقيبتين لامرأتين".
وأردف: "سحبت بعض الجثث من تحت الأنقاض، واحترقت بعض الجثث. لقد رأيت جثة واحدة مقطعة إلى أشلاء وكأنها تم تفجيرها".
ووفقا لسكان محليين، كان المبنى الذي يقيم فيه البغدادي مملوكا لرجل يعرف باسم أبومحمد الحلبي. وقال صحفيون محليون في إدلب إنه شخصية معروفة في تنظيم "حراس الدين" المرتبط بتنظيم القاعدة في ريف حلب.
وأعربوا عن اعتقادهم بأن البغدادي كان في المنطقة لعقد اجتماعات رفيعة المستوى ترتبط بصفقات مع جماعة "هيئة تحرير الشام" المتطرفة، لكن جيران الحلبي لم يكن لديهم أي فكرة.
ولدى سؤالهم عنه، قال السكان إنهم لا يعرفون شيئا عنه سوى أنه تاجر مواد غذائية، موضحين أنه كان يقود سيارة هيونداي زرقاء وكان شخصاً كتوماً.
ولم ير أحد البغدادي والوفد المرافق له يصل، حيث قال جيرانه المقربون الذين يعيشون على بعد 4 أمتار فقط إنهم "لا يعرفون شيئًا عن الحلبي أو أن البغدادي كان هناك".
واختتم الصحفي محمد حديثه، بقوله: "إنه أمر لا يصدق وإنه لم يكن لدينا أي فكرة أن هذا الشخص المهم والمطلوب كان موجودا هناك".
يشار إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكد أن مقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبوبكر البغدادي استغرق ساعتين وشاركت فيه نحو 8 مروحيات.
وظل البغدادي مختبئا منذ 5 سنوات، فيما أعلنت الولايات المتحدة منذ سنوات عن مكافأة قدرها 25 مليون دولار مقابل الحصول على معلومات تؤدي للوصول إليه.
يذكر أن ترامب أكد أيضا خلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، أن القوات الأمريكية أجرت تحليل الحمض النووي للبغدادي بعد مقتله مباشرة.
ترامب أكد أن الجيش الأمريكي لم يفقد أيا من قواته خلال عملية استهداف البغدادي، بينما قُتل العديد من مرافقيه.
aXA6IDMuMTQ0LjIwLjY2IA== جزيرة ام اند امز