محللون غربيون: مقتل البغدادي ليس نهاية وشيكة لداعش
القضاء على البغدادي يُعَد ضربة أشد قوة لتنظيم يتهاوى ويسعى خائبا نحو إنقاذ وجوده لكنه ليس نهاية وشيكة لداعش.
اعتبر محللون غربيون أن مقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي، أبوبكر البغدادي، ضربة أشد قوة لتنظيم يتهاوى، إلا أنه لا يعنى مطلقا النهاية الوشيكة له كتنظيم.
- الكويت تنسق "استخباراتيا" مع دول المنطقة تحسبا لهجمات داعش
- كايلا مولر... ضحية داعش و"شفرة" مقتل البغدادي
وأمس الأحد، كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، عن مقتل البغدادي، في عملية استغرقت ساعتين وشاركت فيها نحو 8 مروحيات، مضيفا أن القوات الأمريكية أجرت تحليل الحمض النووي لزعيم داعش بعد مقتله مباشرة وتأكدت صحته.
ترامب أكد أن الجيش الأمريكي لم يفقد أيا من قواته خلال عملية استهداف البغدادي، بينما قُتل العديد من مرافقي زعيم داعش، لافتا إلى أن القوات لاحقته حتى وصل إلى نهاية نفق مسدود، ثم فجّر نفسه مع 3 من أطفاله.
ضربة قوية
دانيال ديبتريس محلل شؤون الشرق الأوسط والسياسة الخارجية الأمريكي أشار إلى أن تنظيم داعش كان بالفعل في حالة سيئة حتى قبل أن تقضي واشنطن على قائده.
وأوضح أنه من المؤكد أن القضاء على البغدادى يُعَد ضربة أشد قوة لتنظيم يتهاوى ويسعى خائبا نحو إنقاذ وجوده.
وقال ديبتريس، في مقال نشرته مجلة "ناشونال إنتريست" الأمريكية، إن القضاء على البغدادي لم يكن أمرا سهلا؛ لكثرة مراوغاته رغم مقتل الآلاف من رجاله.
وأشار إلى أنه رغم ذلك ليس من الغريب مطلقا معرفة أن زعيم الإرهابيين نفسه كان يخطط لموته قبل قتله.
ويقدر البنتاجون أن هناك ما يتراوح بين 14 ألفا و18 ألفا من مسلحي داعش ما زالوا يمارسون نشاطهم في العراق وسوريا، وهي أعداد غير متوافرة لتنظيم القاعدة.
ولفت ديبتريس إلى أن مقتل البغدادي لا يعني مطلقا النهاية الوشيكة لداعش كتنظيم.
ولمّح إلى أن الولايات المتحدة شهدت هذه اللحظات من قبل، ولنتذكر أبو مصعب الزرقاوي في عام 2006، وأبو أيوب المصري في عام 2010، وأسامة بن لادن في عام 2011، مرجحا أن التنظيم يبذل جهودا للاتفاق على بديل للبغدادي، ومن الممكن أن يستغرق ذلك أياما أو أسابيع أو شهورا.
ليس نهاية داعش
من ناحية أخرى، نقلت مجلة "فورين بوليسي" عن مسؤولين وخبراء قولهم إن داعش ما زال يمثل تهديدا فى سوريا، لا سيما منذ هروب المئات من أفراده وعائلاتهم من أماكن احتجازهم أثناء توغل القوات التركية شمال شرقي البلاد.
وقالت دانا ستراول، المسؤولة السابقة بالبنتاجون، وزميلة معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: "إنه من الغريب أن عملية التخلص من البغدادي نجحت رغم كل محاولات إدارة ترامب لجعلها أمرا أكثر صعوبة".
وأضافت: "وكما أن مقتل ابن لادن لم يؤدِّ إلى القضاء على القاعدة، أتوقع أن التخلص من البغدادى لن يكون نهاية داعش".
وأشارت إلى أن ترامب "رفض تقديرات أجهزة المخابرات ولم يلق بالا للمعلومات السرية، وعرقل عملياتنا العسكرية بقراراته غير المخططة، مثل قراره الخاص بالانسحاب من سوريا، وعامل العراق مرارا وتكرارا بلا مبالاة، وبدا مستعدا لإنهاء العلاقة مع قوات سوريا الديمقراطية قبل أسابيع قليلة".
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية لفورين بوليسي إنه تم تنفيذ الهجوم بعد عملية جمع معلومات معقدة قامت بها وكالة المخابرات المركزية بمساعدة القوات الكردية السورية، وغيرها من شركاء الولايات المتحدة في المنطقة، من بينهم حكومة إقليم كردستان العراق.
ويُعَد مقتل البغدادي انتصارا لترامب وفريق الأمن القومي الذي قضى سنوات في مطاردة أكثر إرهابي مطلوب في العالم.
وذكر مسؤولون أكراد وأمريكيون أن قوات سوريا الديمقراطية قضت 5 أشهر في تعاون مع الحكومة الأمريكية؛ لجمع معلومات عن أماكن وجود البغدادي.
وقال الجنرال مظلوم عبدي، قائد عام قوات سوريا الديمقراطية، لمجلة فورين بوليسى، إنه الأجنبي الوحيد الذي كان على علم بالهدف.
وأكد عبدي أن العدوان العسكري التركي على الحدود، وما أعقبه من دخول إلى شمال شرقي سوريا، أدى إلى تأخير العملية شهرا كاملا.
aXA6IDE4LjE5MS4xMDcuMTgxIA== جزيرة ام اند امز