حلقة الوصل "إمام".. تحرك بلجيكي يثبت علاقة الإخوان بـ"الإرهاب"
تحركت السلطات البلجيكية بشكل رسمي ضد الإمام "محمد توجاني" المعروف بقربه من جماعة الإخوان الإرهابية، ما يثبت علاقة الأخيرة بـ"الإرهاب".
ووفق صحيفة نويه زوريشر السويسرية واسعة الانتشار، ألغت بلجيكا تصريح إقامة محمد توجاني لأنه يشكل "خطرا على الأمن القومي".
وتابعت الصحيفة التي تصدر بالألمانية وتوزع في سويسرا وألمانيا وبلجيكا والنمسا، "اشتهر توجاني، وهو إمام مسجد في مولينبيك بكونه شديد التشدد. لكن التقارير تشير إلى أنه جند شبانا للجهاد".
توجاني يعتبر من أكثر الأئمة نفوذاً في بلجيكا، وخطب لسنوات طويلة في مسجد الخليل في منطقة مولينبيك في بروكسل، إذ اعتاد حوالي 3000 مسلم التجمع كل جمعة، للاستماع إلى خطب الإمام المغربي عن مغريات الشيطان والحياة الروحية.
وتوجاني يعيش بالتناوب بين المغرب وبلجيكا منذ عام 1984، لكنه لا يتحدث الفرنسية ولا الهولندية، يقال إن الرجل البالغ من العمر 66 عامًا مقرب من الإخوان، على حد قول الصحيفة السويسرية.
والخميس الماضي، أثار خبر سحب وزير الدولة البلجيكي لشؤون اللجوء والهجرة سامي مهدي تصريح إقامة توجاني، ضجة كبيرة.
وبحسب الحكومة البلجيكية، جرى اتخاذ القرار "بناء على معلومات من الأجهزة الأمنية"، و"بسبب مؤشرات على وجود تهديد خطير للأمن القومي".
ووفق الصحيفة ذاتها، فإن بلجيكا اتخذت قرار طرد الإمام توجاني وفرض حظر على دخوله البلاد لمدة ١٠ سنوات منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وفي ذلك التوقيت، قالت وزارة الخارجية البلجيكية في بيان "الدعاة المتطرفين تمتعوا بكثير من حرية التحرك في الماضي"، مضيفة أن إجراء طرد توجاني هو إشارة واضحة: "لن نتسامح مع أولئك الذين يقسمون مجتمعنا ويهددون أمننا القومي".
وبعدها لفتت وسائل الإعلام البلجيكية بشكل خاص إلى مقطع فيديو يدين توجاني بمعاداة السامية ويعود إلى عام 2009، وفق ما نقلته الصحيفة السويسرية، إذ دعا توجاني في المقطع إلى "حرق الظالمين الصهاينة" في إسرائيل.
وظهر التسجيل لأول مرة بعد عشر سنوات من تصويره، وحاول توجاني تخطي الأزمة بتقديم اعتذار عن تعليقاته في ذلك الوقت، مستشهدا بـ"السياق الجيوسياسي الحاسم" لحرب غزة.
لكن وسائل الإعلام البلجيكية سربت دليلا آخر ضد توجاني في عطلة نهاية الأسبوع، يرتبط بتقرير صادر عن إدارة مكافحة الإرهاب في شرطة بروكسل الجنائية.
ووفق التقرير المسرب، فإن اسم توجاني تواجد بالفعل في تقرير استجواب للحرس المدني الإسباني في عام ٢٠٠٧، كان يتحدث فيه شاهد تم حجب هويته، عن أساليب التجنيد للجهاد التي نفذها تنظيم القاعدة الإرهابي في العراق في ذلك الوقت.
ووفق حديث الشاهد، فإن العمود الفقري لتجنيد الجهاديين في بلجيكا في ذلك الوقت، هو المركز الإسلامي البلجيكي في مولينبيك الذي كان يرأسه رجل يُدعى بسام عياشي، والذي ذهب بنفسه إلى سوريا عام 2013 لحمل السلاح.
كما ساعد عياشي في التجنيد للقاعدة، رجل يدعى عبدالقادر شعاع، وهو واعظ ديني، فيما ذكر الشاهد الإسباني أن محمد توجاني هو الرجل الثالث الذي قام بتجنيد مقاتلين شباب في ذلك الوقت.
ولم يتحدث الشاهد بشكل مستفيض عن دور توجاني في عملية التجنيد، لكن التقرير وصف كيف ذهب الإمام المغربي إلى دول أوروبية أخرى مرتين على الأقل برفقة عبدالقادر شعاع، لمقابلة أشخاص متشابهين في التفكير هناك.
وتساءلت الصحيفة السويسرية "هل كان توجاني ذئبا في ثياب حملان على مر السنين؟ مضيفة "لم يعلق أنصار الإمام بعد على التقارير الإعلامية الأخيرة، وقيل في نهاية الأسبوع إنه يريد الطعن في قرار الطرد وحظر الدخول".
aXA6IDMuMTM1LjIwNS4yMzEg جزيرة ام اند امز