"الشباب" الإرهابية تطوق "هيران".. ما مصير وسط الصومال؟
وسط تصعيد حركة الشباب من "إرهابها" الفترة الأخيرة بإقليم هيران وسط الصومال، كان جيش البلد الأفريقي حاضرا بعمليات حاسمة قضت مضاجعها.
إلا أنه بعد شهرين من قتال مستمر بين الجيش الصومالي الذي تتعاون معه قوات محلية عشائرية من جهة و"الشباب" من جهة أخرى لم يُحسم الوضع على المستوى العسكري في إقليم هيران، رغم الخسائر "الكبيرة" التي منيت بها الحركة الإرهابية.
وأعلن الجيش الصومالي يوم الأربعاء، مقتل نحو 20 مسلحا من حركة الشباب "الإرهابية"، إضافة إلى إفشال سيارات مفخخة لضرب مواقع عسكرية وسط البلاد، في عمليات جاءت بعد يومين من تأكيده مقتل 200 عنصر من الحركة.
كما تتزامن مع زيارة مسؤولين كبار؛ بينهم قادة الجيش ووزراء وبرلمانيون لجبهات القتال، في محاولة لتقديم دعم معنوي كبير للقوات التي تصارع "الإرهاب" في هيران.
حرب شاملة
تلك المعارك تصاعدت بعد إعلان رئيس الصومال حسن شيخ محمود، حربًا شاملة ضد حركة الشباب الإرهابية، أملا في القضاء عليهم وتحرير جميع المناطق التي تسيطر عليها، إلا أن تلك الحرب طرحت تساؤلات حول فرص نجاح حركة الشباب الإرهابية في السيطرة على وسط البلاد؟ والأهمية الإستراتيجية لتلك المنطقة في الحسابات العسكرية؟
وإلى ذلك، قال الخبير الأمني الصومالي عبدالرحمن حاشي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن حركة الشباب الإرهابية لن تنجح في في السيطرة على وسط البلاد، بسبب "الانتفاضة الشعبية ضدها، عقب ارتكابها جرائم تشمل حرق مركبات تنقل مواد غذائية ومقتل عشرات المدنيين واستهداف عشائر خاصة بعينها، ما وضع الإرهابيين في عين العاصفة".
تأخر الحسم
وحول أسباب عدم حسم الأمور عقب شهرين من قتال مستمر، قال الخبير الأمني إنه يرجع إلى عدم فتح الحكومة جبهات قتال "قوية" أخرى ضد حركة الشباب الإرهابية، وعدم مشاركة العشائر المجاورة لإقليم الثورة ضد الإرهاب حتى الآن بشكل كامل.
وأشار إلى أن من بين أسباب استمرار معارك الكر والفر هناك، عدم وضع الجيش الصومالي كافة ثقله في إقليم هيران، إضافة إلى غياب المساهمة الميدانية لقوات حفظ السلام الأفريقية في الصومال التي تمتلك سلاحًا قويًا يفوق ما تقاتل به حركة الشباب الإرهابية.
أهمية استراتيجية
في السياق نفسه، قال المحلل العسكري الصومالي عبد الواحد محمود في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن إقليم هيران يتمتع بأهمية استراتيجية كونه يربط جميع محافظات الصومال، مشيرًا إلى أن خسارة التنظيم الإرهابي لهذا الإقليم يعد هزيمة عسكرية وسياسية واقتصادية أيضا.
وأوضح المحلل العسكري الصومالي، أن تطهير هيران من حركة الشباب الإرهابية يرسل رسالة مفادها أن "الانتفاضة الشعبية ضد الإرهاب هي العصا السحرية لكسر شوكته في عموم الصومال"، إلا أن الحركة الإرهابية ترفض "باستماتة خلق هذا الوعي الذي يعتبر بداية نهاية التنظيم".
وأكد الخبير العسكري، أنه لا يوجد فرصة سانحة لنجاح سيطرة حركة الشباب على وسط البلاد، كونها لا تمتلك سوى 10 آلاف مقاتل، فيما تخطط الحكومة لفتح جبهات قتال أخرى قريبا في ولايات جوبالاند، جنوب غرب الصومال وغلمدغ .
aXA6IDMuMTQ1LjUwLjcxIA== جزيرة ام اند امز