قناة "الشرق" الإرهابية.. تفاصيل صراع المال بين الإخونجية
العاملون بقناة الشرق الإخوانية يتبادلون تهم الفساد مع مالكها أيمن نور، مقدمين دليلا جديدا على الفساد الممنهج داخل الجماعة الإرهابية.
" أبُلغت رسميًا بإيقافي عن برنامج الشرق اليوم بدون أي أسباب مهنية، وأرفض هذا القرار، كما أرفض جعلي كبش فداء لما حدث في الجمعية العمومية الخميس الماضي، من محاولات تدليس".. جاءت هذه العبارة ضمن تغريدة أحد مذيعي قناة الشرق الإخوانية عبد الله الماجي.
وأعلن الماجي، عبر حسابه الشخصي على "تويتر" أن قرار إيقافه عن العمل تم بدون أي مبررات مهنية، متهمًا القناة والمسؤولين عنها بالتدليس والتضحية بالعاملين بالقناة عقب اجتماع الجمعية العمومية.
وهذه التغريدة ملمح من ملامح الانشقاق والصراع الكبير الذي يدور داخل أروقة قناة الشرق الإخوانية، خاصة بعد تفاقم الوضع بين القائمين على القناة. وتبادل أيمن نور مالك القناة، المقيم في تركيا، الاتهامات مع أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية المساهمين فيها.
صراع الإخونجية
واشتد الصراع بين أيمن نور وأعضاء الجمعية العمومية أمثال، عبد الرحمن القرضاوي نجل الإخواني الهارب يوسف القرضاوي، وأستاذ العلوم السياسية سيف عبد الفتاح والمحامي الحقوقي هيثم أبو خليل وبعض العاملين بالشرق خلال الأيام الماضية.
ورغم اندلاع الأزمة بين مالك الشرق وأعضاء جماعة الإخوان منذ أقل من أسبوع، إلا أن الحقيقة انكشفت سريعًا بعد نشر تسجيلات وفيديوهات سابقة للعاملين بالشرق، لتشير إلى أن عقيدة الإخوان أساسها الخداع والفساد المالي.
كان السبب الرئيسي وراء هذا الانشقاق اجتماع الجمعية العمومية للقناة، حيث أعلن أيمن نور تحديد يوم الانعقاد، ولكن وبدون أي مقدمات قام نور بتغيير موعد ومكان الانعقاد دون إبلاغ الأعضاء، إضافة إلى إعلامهم بالنتائج التي أسفرت عنها الجمعية دون المشاركة.
ومن هنا تبادل الأطراف الاتهامات، وأعلن عبد الرحمن القرضاوي-نجل مفتي الإرهاب يوسف القرضاوي- وسيف عبد الفتاح ومدير مكتب القرضاوي السابق عصام تليمة، رفضهم التام لهذه النتائج والقرارات، مؤكدين أن أيمن نور قام بخداع وسرقة أموال الشباب العاملين بالقناة.
وقام أحد مذيعي القناة، الممثل الهارب إلى تركيا هشام عبد الله، بالمطالبة بعقد جمعية عمومية أخرى بأحد الفنادق في تركيا، موضحًا أن هذا القرار جاء لمواجهة فساد وتدليس نور.
وتصاعدت حدة الاتهامات والتراشق بالألفاظ بين الجانبين؛ حيث قال أعضاء الجمعية العمومية عن مالك القناة: "أيمن نور حرامي سرق فلوس الشباب".
سرقة الأموال
ولم يتوقف الأمر عند التراشق بالألفاظ على صفحاتهم الشخصية، بل امتد إلى نشر تسجيلات وفيديوهات سابقة، ونُشر فيديو يوضح الخلاف بين نور وباقي الجمعية العمومية ورفضهم لتصرفه بنقل موعد ومكان الجمعية.
وسرعان ما خرج العاملون بالقناة بتصريحات نارية ضد نور، موجهين له الاتهام بخداع الشباب وسرقة أموالهم.
وأجرى طارق عبد الجابر أحد المذيعين السابقين بالقناة، مداخلة هاتفية على إحدى القنوات الفضائية قائلًا: "أزمة الشرق تعود لتوقيت رئاسة باسم خفاجي للقناة، وضحك على الناس وعلى المتبرعين للقناة ومحدش شاف فلوس.. راحت فين!".
وأوضح آخرون من العاملين أن مالك القناة أقنعهم بضرورة التنازل عن نصف الراتب من أجل خدمة الجماعة، مؤكدين تدهور أحوالهم المالية بالقناة بعد إيقاف الرواتب.
وعبر هاشتاق "مذبحة قناة الشرق" نشر العاملون وأعضاء الجماعة الإرهابية تغريدات وفيديوهات تدين نور والمساندين له بالقناة.
وفي غضون ساعات قليلة، رصد هاشتاق عدة قصص عن نهب الأموال وضياع حقوق العاملين، وقامت غادة نجيب زوجة المذيع هشام عبد الله، بسرد قصص لشباب فقدوا وظيفتهم من أجل العمل بالشرق، ولكن سرعان ما تدهورت أحوالهم المادية وأصبح الأمر متأزما للغاية.
وزادت على ذلك بقولها: "في شاب عمر 19 عاما يعمل بالقناة فقد وعيه لأنه لم يأكل لمدة 3 أيام، نظرًا لأن الرواتب متوقفة بالقناة"، موضحة أن هناك اتفاقا سيئا بين مالكي قنوات الإخوان "في حالة إقالة أو استقالة أي من العاملين بقنواتهم يحذر عليه العمل بأي قناة أخرى تابعة لهم".
بينما تحدث آخرون عن أن نور قام بفصل عشرات الموظفين والمذيعين خلال الأيام الماضية، مؤكدين أنه تم تقديم 12 بلاغًا ضده بتهمة سرقة الأموال والفصل التعسفي.
وهذه التراشقات مؤشر جديد على الفساد الممنهج الذي تسير عليه الجماعة الإرهابية في الوقت الذي تدعي أنها تحارب الحكومات في المنطقة بحجة محاربة الفساد وتطبيق الشريعة الإسلامية.
وسبق ذلك تبادل اتهامات أخرى بالفساد الممنهج، منها ما كشفه القيادي الإخواني الموجود في الخارج عز الدين دويدار، فبراير/شباط الماضي عن قيام قيادات بالجماعة ورجال أعمال عرب قريبين منهم بسرقة 2 مليار جنيه (112 مليون دولار) خلال أيام من صناديق الاشتراكات والاستثمارات الخاصة بالرابطة العالمية للإخوان.
aXA6IDMuMTM3LjE3OC4xMjIg جزيرة ام اند امز