أبو زينب اللامي.. الإرهابي الإيراني قاتل متظاهري العراق
قادة المليشيات المتحالفة مع إيران أوكلوا مهمة إخماد المظاهرات لأبو زينب اللامي المصنف كـ"إرهابي" في الولايات المتحدة الأمريكية.
في الوقت الذي يصف فيه العراقيون لجنة التحقيق الحكومية المكلفة بكشف ملابسات مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة 6 آلاف آخرين خلال الاحتجاجات الأخيرة بأنها محاولة لتخدير الرأي العام، تبدو الحقائق حول قتلة المتظاهرين أكثر جلاءً من أن تراها الأعين المغمضة بالولاء لطهران داخل أروقة اتخاذ القرار العراقية.
فكل من شارك في مظاهرات بغداد وغيرها من المدن العراقية رأى بعينيه انتشار القناصة التابعين للمليشيات المدعومة من إيران على أسطح البنايات خلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة.
- 25 أكتوبر.. دعوات لمليونية بالعراق تنهي نفوذ إيران وتغير النظام
- مظاهرات العراق.. حراك متصاعد يهدد بإسقاط الحكومة وحصار نفوذ إيران
وبحسب مصدر أمني عراقي رفيع تحدث لـ"رويترز" الجمعة، فإن قادة المليشيات المتحالفة مع إيران قرروا من تلقاء أنفسهم المساعدة في إخماد الاحتجاجات الشعبية.
وأشار المصدر إلى أنهم أوكلوا مهمة سحق الاحتجاجات للإرهابي الإيراني المدعو "أبو زينب اللامي" مسؤول أمن مليشيا الحشد الشعبي الذي كان بدوره يصدر الأوامر للقناصة بتصفية الناشطين.
"اللامي" المسؤول بحسب المصدر الأمني عن مقتل عشرات المتظاهرين في العراق، هو حسين فالح رئيس جهاز الأمن التابع لمليشيا الحشد الشعبي الإيرانية بالعراق، ويعرف في أوساط زملائه بأنه رجل دموي يتولى ما يعرف بـ"المهام التأديبية" داخل صفوف المليشيات.
فلطالما تولى فالح المعروف بـ"أبو زينب اللامي"، مهام معاقبة قادة مليشيا الحشد الشعبي الذين يخالفون الأوامر والتعليمات، بحسب ما ذكره تقرير لمركز أبحاث مكافحة الإرهاب في الأكاديمية العسكرية الأمريكية بوست بوينت التابعة لولاية نيويورك الأمريكية.
ومع اندلاع المظاهرات تغيرت مهام اللامي من تأديب من يخالفون التعليمات داخل صفوف المليشيات إلى اختطاف أرواح الشباب العراقيين الذين خرجوا رافضين لهيمنة وكلاء إيران على مصير البلاد، عبر إرسال رجاله الذين يرتدون الملابس السوداء ليطلقوا النار عليهم من أسطح البنايات في بغداد.
وبحسب مصدر أمني آخر تحدث لـ"رويترز" الجمعة، فقد بدأت عناصر الحشد تنفيذ أوامر اللامي بسحق المحتجين في اليوم الثالث من الاحتجاجات الذي ارتفع فيه عدد القتلى من نحو 6 إلى أكثر من 50 قتيلا.
ولا يبدو قتل 44 شاباً في أقل من 24 ساعة أمراً غريباً على سجل صاحب أبو زينب اللامي، فالرجل يعد أحد أبرز قادة مليشيا حزب الله في العراق المصنفة على لائحة الإرهاب الأمريكية.
كما أنه بحسب مركز أبحاث الإرهاب، يقود أقوى وكالة داخل مليشيا الحشد "جهاز الأمن"، التي تمتلك قوات خاصة وقدرات استخباراتية عالية.
وما يجعل اللامي كذلك سخياً في سفك الدماء سريعاً في قطف الأرواح البريئة، علاقته المباشرة بالإرهابي قاسم سليماني قائد مليشيا الحرس الثوري الإيرانية، والذي يرسل أوامره وتعليماته لأبو زينب اللامي مباشرة دون وسيط، حيث يتواصل معه بشكل يومي.
ويعد أبو زينب اللامي بحسب مصادر متطابقة أحد أبرز خيارات الإرهابي قاسم سليماني لتولي قيادة مليشيات الحشد الشعبي خلفاً لأبو مهدي المهندس.
ولم يعد الأمر سراً داخل أروقة المكاتب القيادية للمليشيات الإيرانية بالعراق، فقد طرح اسم اللامي كمرشح لمنصب في الدولة العراقية قبل 3 أشهر، عندما اقترح لتولي منصب نائب وزير الداخلية لشؤون الاستخبارات وهو ما يمنحه نفوذاً كبيراً في الحكومة.
ويدير اللامي، الذي لم يكتف بتلطيخ أياديه بدماء العراقيين فقط بل أضاف إليها أموالهم، شبكة فساد تتداخل أنشطتها بين قطاعات الأراضي وصالات القمار.
كما يشير سياسيون عراقيون إلى أنّ جهاز أمن الحشد الذي يقوده يدير فرعا يسمى بالاستخبارات التقنية، يرأسه شخص يدعى أبو إيمان، ويعمل على إدارة عمليات مساومة بحق سياسيين ومسؤولين في وزارات عراقية مختلفة وقادة أمنيين.
وتوضح المصادر أنه تشمل مهام مديرية أمن الحشد عمليات جمع أموال فاسدة، والسيطرة على الحدود العراقية السورية، وانتهاكات حقوق الإنسان وتطوير وإنشاء قواعد تابعة لهم خارج إطار سيطرة الدولة العراقية.
وعلى الرغم من محاولة مليشيات الحشد الشعبي الإيرانية إنقاذ رجلها القوي عبر نفي أرسله المتحدث باسمها أحمد الأسدي لوكالة "رويترز" الجمعة، إلا أن مصور لذات الوكالة كان يغطي الاحتجاجات في قرب ساحة التحرير في بغداد بعد ظهر يومها الثالث، قال إنه شاهد أحد القناصة فوق سطح مبنى تحت الإنشاء يطل على المظاهرات.
aXA6IDE4LjIyMC4yMDAuMzMg جزيرة ام اند امز